اليوم ذكرى محمد عبد الحي - ذكرى رحيله - وعلى غير اتفاق جاءت خواطر واشارات إلينا في «الصحافة» - ولعلها من باب المصادفة الموضوعية، اذ أن محمد عبد الحي ورفيقه يوسف عيدابي قد أنجزا في عام 1975 ملفاً ثقافياً بهذه الصحيفة، لازال الناس يذكرونه كما يذكرون الاساطير - وليس أقل من أن نستقبل العام القادم، وقد تمت طباعة هذا الملحق الذي صدر في 12 صفحة طوال اثني عشر أسبوعاً في كتاب سيكون مرجعاً للكثيرين الذين يودون التعرف على المناخ الثقافي في منتصف سبعينات القرن الماضي. والحديث عن محمد عبد الحي لا ينقطع، وهذه شهادة له فالمبدع الحقيقي هو الذي يصمد لاختبار جيله والاجيال التالية. فلا زال هناك متسع من القول في العودة إلى سنار، والسمندل يغني، وحديقة الورد الأخيرة وغيرها من مجموعاته الشعرية. ولازال هناك متسع من القول للحديث عن مسرحه في رؤيا الملك.. من انجازات محمد عبد الحي ترجمته في (أقنعة القبيلة) لمختارات من الشعر الافريقي - وغير هذه المجموعة ترجم محمد عبد الحي لعدد من الشعراء مثلاً ت.س. اليوت - مما نشرناه في هذا الملف في أعوام سابقة. وفي الترجمة كان م. عبد الحي من المتميزين وله ورقة نشرناها عدة مرات عن المترجم المثالي والمترجم الخلاق. وفي مجال نقد الشعر كانت أطروحته للدكتوراة عن المآثور وتأثير الشعر الانجليزي على الرومانتيكيين العرب.. وفي هذا الملف رأينا نشر دراسته عن ديوان الجواد والسيف المكسور.. ومحمد عبد الحي لازلنا نبحث في أوراقه.. ونحس أننا أمام محيط زاخر من الوعي والمعرفة والابداع، - وان هناك عوالم من الخيال والأساطير والحقائق المتناغمة والتي تشكل عالم محمد عبد الحي.