سبق أن كتبنا مقالاً في هذه الصحيفة الغراء يوم 12 فبراير 9002م العدد «6165» تحت عنوان اسرائيل يا عبد الواحد لا تغرز غرزة من دون خيط وكان ذلك قبل ان تنطلق مفاوضات الدوحة آنذاك وطالبنا الحكومة الا تدخل في مفاوضات مع الحركات ما لم تتوحد وكان منطقنا ان شكلها القائم لا يرتكز قيامه على الوفاق انما على الشقاق وقلنا ان المعادلة الوحيدة لتسوية النزاع هي دخول الحركات قاعة التفاوض وهي موحدة الامر الذي يؤدي لانهاء الصراع وكذلك هاجمنا مواقف عبد الواحد من السلام.. ومرت الايام والشهور دون ان يجد هذا النداء اي استجابة خاصة من طرف المتمرد خليل والمتمرد عبد الواحد.. وها انذا اجد نفسي مضطراً لاكتب عن ذات الموضوع لانه من المرجح ان يكون شائقاً لاي شخص سوداني، مع اعترافنا بسخونة الانتخابات ومآلاتها... الآن انطلقت مفاوضات الدوحة بشكل ايضا محزن ومخزٍ حيث رفض خليل دخول الحركات معه في التفاوض في انانية نتنة وهدد بالانسحاب حال انخراط الحكومة في التفاوض مع اي حركة وما زالت صحف الخرطوم تطالعنا كل يوم بموقف وتعنت مخز جديد... قبلت الحكومة التفاوض في مسارين ووقعت اتفاقا مع حركة التحرير والعدالة شهده نائب الرئيس. ورشحت معلومات عن رغبة الحكومة في منح خليل منصب مساعد للرئيس ومناصب دستورية اخرى ولكن لا يمكن ان تدفن الحكومة وجهها مرة اخرى اكثر من ذي قبل لتكرر تجربة ابوجا مرة ثانية بل هذه المرة بصورة افظع واخطر بحيث لا يمكن ان يكون هناك مساعدين للرئيس من قبيلة واحدة خاصة وان مشكلة دارفور يلعب فيها الصراع القبلي دوراً أسياسياً. اننا نحذر الحكومة من ان مثل هذه الخطوة قد تشعل النار مرة اخرى بصورة افظع.. نعم هذه الخطوة لا يسمح بها الشعب السوداني ابدا لانه يدرك خطورة متاعب هذه الخطوة لذلك لم يوافق عليها.. على الحكومة ان تضع هذه القاعدة في عقلها «بان الشخص اذا خدعك مرة فهو مجرم واذا خدعك مرتين فانت مغفل».. وعلى وفد التفاوض الحكومي الا ينفذ كل ما يطلبه المتمرد خليل الذي يحب نفسه بقيادته التفاوض لحركة الاقصاء والظلم ويدفع الحكومة لاستنساخ ابوجا. وليعلم الوفد ان ارضاءه مستحيل - ولا يقبله اهل السودان- لذا فإن همهم الوحيد ينبغي ان ينحصر في ارضاء ضمائرهم.. نعم بينما كان وفد التفاوض والوسيط يقومان بجهد متزايد لتوحيد الحركات كان خليل بجهد اكثر يسعى للتفرقة واستصغار الآخرين فكانت المفارقة التامة بين جهدهما المعمر وجهد خليل المخرب واحب ان اؤكد ان طريقته في هذا المسعى كانت مثار حزن عظيم للجميع.. وانه ليحزننا جداً ان خليل عندما علم بقدوم الحركات لتتوحد للتفاوض شدت قامته واسودت وجهه بغضب كئيب كأنه تلقى خبرا حزينا يهز الافئدة.. نعم انها الانانية وحب الذات.. وانه تصرف همجي يزعج العقل والجسم والاعصاب. انه بهذا التصرف يفسد مستقبل السودان.. والجميع يعامل خليل كما لو انه صاحب الحركة الاقوى عسكرياً وهو واضح الزهو بذلك ولكن ان لم يعترف بكل الحركات ويتواضع لها فان مصير قوته سيكون ذات مصير مني اركو.. على خليل ان يعلم بانه ليس هناك نكبة اسوأ من ابعاد الآخرين عن السلام وليس هناك ايضا نكبة اسوأ من تكرار ابوجا مرة ثانية.. لا اعلم ان كنت تفعل هذا بوعي او بدون وعي ولكن مهما يكن الامر فانك تسيء الى سمعة السودان وتؤخر تحقيق السلام فيه.. كنا نتمنى ان يوافق خليل على توحيد الحركات والتفاوض معها مجتمعة وبعدها يجلس بجانب المفكر المهيب د. غازي صلاح الدين ليجلبا للسودان السلام والامن لتزداد الابتسامة فوق وجهيهما اتساعاً لما تحقق ولكن آه هي مجرد امنيات يمنع تحقيقها الانانية وحب الذات والجبن.. جاء رفض خليل الاناني للآخرين لانه يخشى ان يخطيء ويربك التشكيلات التي وضعتها حركته للمناصب القادمة ومنت بها اتباعها ولكن ما هكذا يمارس التفاوض ولا هكذا يحافظ على الاوطان ولا هكذا يمكن تحقيق السلام ولا هكذا تحقن الدماء... فاتمنى ان يحكم خليل العقل.. وان يترك هذا الحقد رأفةً بهذا الشعب الذي يعج هذه الايام بالحركة والاصوات والتوتر والتوقع لانتخابات نزيهة وسلام شامل فرجاء ألا تخيب ظنهم.. اما عبد الواحد محمد نور فبسبب مواقفه من الانضمام للسلام فقد بات مستقبله في كف عفريت بسبب غبائه واجندته التي ظهرت للناس.. انه شخص خليط من البهيمي والعميل، من الاول اخذ عدم التفكير ومن الثاني اخذ بيع الوطن الغالي بثمن بخس فهو يفضل اي حوار تافه مع يهودي يحصل منه على دولارات على حوار آخر يفضي لسلام دائم... عبد الواحد حقود فلا تبالوا به وسينتهي الى لا شيء ان لم ينضم لركب السلام وانني اعتقد هذا حقاً وصدقاً.. ولا تحسب يا عبد الواحد ان نقدي لك سيكون امراً عارضاً بل سيستمر ما لم تنضم الى ركب السلام وانني استطيع ان اجعل فشلك حي يمشي بين الناس بقوة الكتابة في الصحف والانترنت.. كما انني ادعو جميع زملائي الكتاب الشرفاء في الصحف والانترنت لنقده وخليل النقد المر لان نقد الظالم او المتكبر او العميل قوة للكاتب واعلان محترم له وتنويه بفضله وحرصه على هذا الوطن.. وليعلموا كذلك ان الجرأة في نقد كهذا يعد عبقرية وقوة وسحرا. ان وجوده في باريس يعد تصرفاً انتحارياً قوّض به اسمه وسمعته السيئة من اصلها مثلما قوّض خليل كذلك مستقبله واضاع آخرته. نعم مخمور لان دليل عقل المرء فعله ودليل علمه عقله فاذا لم يستخدم عقله فسيضطر الى استخدام جسده كي يعيش ولكن عبد الواحد لا يستخدم هذا ولا ذاك ولكنه يعيش في ارقى فنادق باريس مقابل تنفيذ اساليب لا يمارسها اي وطني او صاحب كرامة.. ولكن مع ذلك ولاننا دعاة سلام نقول له ليس العار ان تسقط ولكن العار ان لا تستطيع النهوض فانهض لتنضم لركب السلام.. انطلق واقتحم وزاحم بكتفيك اكتاف المفاوضين واعرض قضيتك وبضاعتك - ان وجدت - في قاعات التفاوض والا يمكننا ان نقول ان ليس لك هدف في هذه الحياة ومن ليس له هدف كما هو معلوم محكوم عليه الى الابد ان يعمل تحت من لديه هدف وهو هكذا تحت رحمة اليهود والصهاينة.. وليعلم ان انسانا بلا هدف كسفينة بلا دفة كلاهما سينتهي به الامر على الصخور.. وهذا هو المصير الذي ينتظر عبد الواحد.. نعم هذا العام، على الاكثر ينتهي كل شيء وسيجد نفسه في عالم النسيان.. واعلم ان ابتعادك عن مسار التفاوض يعد ظلما لاهل دارفور ومن الافضل لاي شخص ان يعاني من الظلم من ان يمارسه.. وقال صلى الله عليه وسلم عش ما شئت فانك ميت واحبب من شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك مجازى به.. اذا لم تتحرر من اليهود ونقودهم فلن تكتشف ابداً مدى روعة السلام واهميته.. والشخص يمكن ان يغير حياته اذا ما استطاع ان يغير اتجاهاته العقلية فعليك ان تتخلى عن العقلية اليهودية التي تحركك كريموت كنترول.. وعليك ان تجدد قوتك ان رغبت في السلام بالتواصل مع المجتمع وصولاً الى المنفعة المتبادلة وشحذا لملكات الانتماء بدلاً ان تجلس في عالم اوربي بعيد عن أهلك ومجتمعك كل البعد... وعليك ان تعلم ان العائدين من الحركات بالسلام الظافر سيكونون مثقلين بامجاد لم ينلها مثلهم اي شخص لان المستقبل لمن ينشده بينما تبقى انت في باريس تقلب صفحات احلام «زلوط» الوهمية.. ان السلام ممكن ومن السهل تذليل عقباته اذا ابتعد خليل وعبد الواحد عن شياطين الصهيونية العالمية.. ولكن للاسف ان عبد الواحد ولكي لا تبدر منه بادرة جميلة تغضب اليهود قرر ان لا يتصرف من تلقاء نفسه بل بوحي من الصهاينة.. انه لامر محزن جداً.. اتمنى ان تتآلف وتندمج الحركات في حركة واحدة ليستقر قادتها في قاعة التفاوض.. كما اتمنى ان تكون لهذه الحركات الشجاعة والبراعة للتوحد ولمحاورة وفد الحكومة بشكل جاد يفضي لسلام نهائي.. وعليها ايضا ان تدفع برجال مكتملي النمو من اجل استشعار المسؤولية ومن اجل ان يفضي التفاوض لحقن الدماء لانه بالهدوء المتوتر لمن ينتظر احدا عزيزا لم يأت عاش اهل دارفور في المعسكرات ما فيه الكفاية.. وما زلنا نقول كما قلنا في مقال سابق من لا يركب في سفينة الدوحة تافه ومنافق وغادر ايضا ومثل هذا لابد ان تلتهمه اسماك البحر لتلفظه في زمهرير جهنم او نلتهمه نحن بفرساننا لنهدي الشعب اجمل نبأ.. يحمل في طياته افضالا لا حصر لها لمصلحة البلاد والعباد.. خبر فحواه ان محور الشر وشعلة الفوضى قد انتهيا او غابا عن الوجود ومثل هذا الخبر يتداوله الشعب في سرور.. نعم هذا ما سيحدث يوما ما.. لان هؤلاء مهما كانت الظروف لن يتمكنوا من الفرار من يد العدالة ولن يحميهم كنف الحكومات المعادية باستمرار.. بعد انتهاء هؤلاء او انضمامهم لركب السلام ثم تحقيقه فان الابتسامة تغمر وجوه كل اهل السودان عامة وأهل دارفور وخاصة الذين عاشوا لسنوات في ذعر متصل. نعم ان تحقق السلام بالطريقة التي ننشدها سينطلق السودان بخطوات سريعة سعيدة نحو مراقي التقدم والازدهار.. اسأل الله الا يخرج علينا اطباء الدوحة بوصفة طبية مفادها انه لا امل في شفاء اهل السودان من هذا الاحتراب، ان حدث ذلك فان النفوس المجروحة في دارفور ستتلقى الخبر وهي فاقدة الوعي لوقع الصدمة.. ولكن ثقتنا في الله سبحانه وتعالى قوية لتحقيق السلام وكذلك ثقتنا في اخواننا القطريين الذين لا بد ان نشكرهم لصبرهم على التفاوض ويزداد شكرنا لهم حرارة لمجرد التفكير في نبل ارواحهم التي تحمل الخير لجميع البشر.. نعم نشكر اخواننا القطريين لصبرهم الجميل على التفاوض ولانهم يعلمون جيداً ان القدرة على الاستمرار لجلب السلام هي اعظم صفة انسانية يكتسبها الشخص برفضه التراجع او الملل مهما طالت الايام ومهما كانت العقبات. ٭ خارج النص: اتصل بي احد اعمامنا الاعزاء مشيداً بانصافي لكرم الله عباس الشيخ فقلت له وزدت عما كتبت لو ان المركز او المؤتمر الوطني دفع بشخص غيره كان سيغرس في نفوسنا الما لا تفسير له في موقع روحنا الخفي من نتيجة لا تفسير لها الا ظلماً او عدم تقدير لمشاعر اهل الولاية فضحك عمي ضحكة مجلجلة حتى كاد الهاتف يسقط من يده.. ثم افترقنا. ٭ نشكر الاخ المهندس ابو عبيدة دج لمسعاه الجاد للمساهمة في كهرباء جنوب الفاو نشكره لانه بدأ يلتفت لما يجري هناك من ظلم وظلام انه رجل بقامة المسؤولية لانه بدأ يلتفت للضعفاء من الذين لم يحصدوا من القريبين منهم والمسؤولين عنهم سوى الغش والخداع، ولا شيء سوى الجحود، الجحود الاسود المنكود.. ولكن حتماً يا أيها الاعزاء لم يخل الشرق من الشرف والضمير والعدل.. فهل يثبت دج على رأيه؟ هذا ما تحدده الايام؟!