في حراك هو الأول من نوعه هذه الأيام تشهده أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي ودور واضح للكوادر الشبابية الحية وتساؤلات عن مستقبل العلاقة مع الحزب الحاكم وما هي ابعاد تلك العلاقة وكيف تكون المشاركة. وهل هنالك توازن وندية. تحركنا نحن وفد ولاية نهر النيل صوب المركز للوقوف على مجريات الاحداث والالتفاف حول قيادتنا التي نعتد بها. تلك القيادة الحكيمة ممثلة في د. جلال يوسف الدقير وبقية اعضاء مكتبه في الامانة العامة للحزب. وصلنا للخرطوم ونحن نحمل الماً بسبب تصريحات بعض الذين زعموا انهم في طريقهم للانشقاق من الحزب ولا ندري الى اين هم ذاهبون. ولكن الحزب الاتحادي الديمقراطي باقٍ بشرعيته ومؤسساته وجماهيره، وليذهب من اراد ان يذهب. وبما اننا نحمل الماً الا اننا في الوقت ذاته نحمل املا في عودة المياه الى مجاريها، وقد يكون نتاج اللقاءات الرمضانية دافعا قويا للوحدة والتماسك، ونحن نشيد بهذه الخطوة التي نأمل ان تكلل بالنجاح. أما الحديث عن الوحدة مع الاتحادي «الاصل» فهي ممكنة اذا ما اتسمت المفاوضات بالجدية والتنازلات ما امكن ذلك. لانه وبدون تنازل لا امكانية للوصول الى اتفاق يرضي الاطراف. فلنصطحب معنا الحكمة فانها خير معين لحلحلة قضايانا، دون الشعور بالصفوية والاستخفاف بالآخرين. واذا اردنا لهذا الوطن الرفعة والاستقرار في كل المناحي فلنطو صفحة الحديث الذي لا ينتهي عن الانفصال ومآلاته وتسخير الوقت والجهد لشعب هذا الوطن الذي ظل يدفع ثمن هذه الخلافات والانشقاقات والانقسامات ردحاً من الزمان ولا يدري أهل الشأن ان الزمن يسرقنا ويمضي والبلاد تشهد تدنيا واضحا في كل المجالات ولسان حال هذا الشعب يقول «دعونا نحيا». فلنبعث الامل في وجدان هذا الشعب بان تشهد توافقا واتفاقا على نحو جاد يفضي بنا الى بناء الوطن على أسس ترضي طموحات الشعب السوداني وتقود الى الاستقرار وتجاوز العقبات والصعوبات انطلاقاً الى المصلحة الوطنية. ان الحديث عن علاقة حزبنا مع المؤتمر الوطني نحن ولاية نهر النيل لا نحسها واظن ان الشراكة فقط على مستوى القيادات في المركز ولم يحن الوقت لان تتنزل على الولايات. ام انها على وصف السيد رئيس الجمهورية بانها «ديكورية». نحن نبحث على رد يوضح شكل هذه العلاقة، فقد حملنا الاخوة في امانة الحزب في الولاية وعلى رأسهم امين الحزب بالولاية الاستاذ عبد العزيز منصور بان نناقش كل هذه الموضوعات مع الامانة العامة في المركز ونعود لطرح كل ما يتعلق برؤيا القيادة لكي يبنى عليها توجهاتنا . وتأخذ منها النافع في تحديد المسار. وبالعودة للحديث في معاني الوحدة مع الاتحادي الاصل هذه بعض ملامح المساعي في هذا الشأن. عند لقائنا أحد قيادات الاتحادي «الاصل» بمنزل بالخرطوم وهو من دعاة الوحدة سألناه عن مدى تفاؤله بالحركة الدائبة خصوصا في هذا الشهر المبارك، اجاب في كلمات ملؤها التفاؤل يشوبه شيء من الخوف والحذر. بان بعض منسوبي الاتحادي الاصل يشككون في القائمين على امر هذه المبادرة، ولماذا اختاروا هذا التوقيت. وان الاخ د. الدقير وراء هذه المبادرة في اشارة الى انه يخدم اجندة للمؤتمر الوطني بغرض المشاركة الواسعة. وبعد حوار ذكرنا فيه كل التفاصيل توصلنا بانه ان كللت المساعي بالوحدة فان قرار المشاركة او عدمها لن يكون بيد د. جلال وحده وانما من الكيان الاتحادي كله. عليه فان قبول هذه المبادرة لا يضير في شيء. وايضاً ان عدنا للحديث عن انفصال الجنوب فهذا لم يتم بيد احد او فئة او جماعة او حزب وانما خيار اهل الجنوب عبر الاستفتاء والحديث عن انهم سيتعثرون في قيادة دولتهم هذا لا يعنينا في شيء بل الذي يعنينا البت في امر من بقى منهم ونحث جهات الاختصاص في تسوية امورهم والحاقهم بذويهم حتى لا يكون التأخير سببا في استدرار عطفهم لبلدهم ونطمئن بالمثل «كاتل نفسو ولا باكيا عليهو».. ونوصد ذلك الباب ونتفرغ لتنمية انسان هذا الوطن ومسح ما لحق به جراء الفتن والخصومات والتباري وابراز العضلات لاحزابنا السياسية الوطنية، ومعالجة همومه وتلمس مواجعه ومكافأته على جلده وصبره. نصيحة الى بعض منسوبي المؤتمر الوطني.. ابتعدوا عن حديث الفظاظة في التراشق والسخرية التي ينهي عنها الشرع ووصف الآخرين بالضعف والوهن والا تكون الانتخابات الاخيرة مدعاة للغرور ولا تحسبوا انكم بطل كأس ابطال الاحزاب الوطنية وانكم تلعبون في ارضكم ووسط جمهوركم. فانتم تعلمون جيدا ان ثقافة هذا الجمهور قد يطرأ عليها بعض التغيير ويجب الحفاظ على التقارب بالكلام الناعم. *قيادي- الحزب الاتحادي الديمقراطي رئيس وفد ولاية نهر النيل