عندما سُئل آلاف العلماء والأطباء عن أعظم اكتشاف طبي أفاد البشرية، كانت إجاباتهم واحدة، هو «التخدير» الذى جعل المستحيل ممكنا. وقيل إن الشاعر الامريكى اوليفر هيلتون هو من اطلق الكلمة الاغريقية أناسيزيا اى فقدان الإحساس الذى كان يتم بتقييد المريض أو تجريعه المشروبات الكحولية او ضربه بمطرقة خلف الجمجمة أو خنقه حتى يفقد الوعى، أو بالتنويم المغنطيسى أو الوخز بالإبر الصينية. وشهد يوم 16 أكتوبر 1846 نجاح ويليام مورتون فى تخدير مريض وسط المئات من رجال الصحافة والإعلام الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بأن طالب طب في الصف الدراسي الثاني يدعي القدرة على منع الألم، أثناء العمليات بغاز الايثر، وانتشرت أنباء هذا النجاح بسرعة البرق، وفتح الطريق إلى الجراحة الحديثة، بلا ألم، حيث انتشرت أجهزة وأدوية التخدير، وتطورت إلى يومنا هذا. ويقول د. محيي الدين صديق استشارى التخدير العائد إلى السودان بعد «20» عاماً بالسعودية، إن أجهزة التخدير المتطورة التى يستخدمها ذات مقاييس ومواصفات عالمية تعطى فترة أمان، مع إمكانية مراقبة سهلة لنبض وتنفس المريض والتدخل لإنقاذ حياته، حيث يتم بالتخدير العام فقدان الإحساس فى سائر الجسم، متزامناً مع فقدان الوعى، ولا يعود المريض إلى حالته الطبيعية وإلى الإحساس من جديد إلا بعد توقف إعطاء المبنجات.