كلما ساقني الشوق الى الدار المتواضعة التي تحمل لافتة ( المركز الثقافي لشرق السودان ) تذكرت قول الشاعر ليالي دون العالمين شكول ..طوال وليل العاشقين طويل ، كيف لا والسمر مع اساتذة كرام مثل ابو علي اكلاب وفقراي ومحمد الحسن هداب واوكير وسابقاً علي منيب ..السمر معهم جميل جمال اهزوجة المغني علي اللحو وهو ينشدنا ..الشرق لاح نورو وازدان هز قلب القاصي والدان ، وبالامس احتفل المركز الثقافى لشرق السودان فى أمسية بهيجة بتكريم الكاتب الكبير ابن الشرق البار الأستاذ محمد عثمان إبراهيم الذى يتواجد هذه الأيام فى البلاد مستمتعا بإجازته وسط الأهل والأحباب. وقد جاء الإحتفال رائعا ومعبرا يعكس مدى إحتفاء الأهل بالشرق بإبنهم ،حيث كانت مناسبة سعيدة تدافع لها ثُلة من مثقفى وكتاب وأدباء وسياسيي شرق السودان بولاياته الثلاث البحر الأحمر وكسلا والقضارف وذلك برعاية وأريحية وكرم ضيافة السيد رئيس المركز الثقافي لشرق السودان الأستاذ الكبير ومربى الأجيال أبو على أكلاب وكان من الحضور والمشاركين البروفيسور عوض حاج على - بهذه المناسبة اكتشفنا ان البروف شرقي المولد والهوى والهوية وهو جدير بتمثيل اهله في شرق السودان في كافة المحافل - كما شرف بالحضور احتفاءاً بالضيف الكبير السيد الفريق عثمان فقراى صاحب الميمات الثلاثة ( معاشي ومحافظ ومحامي ) والسيد صلاح باركوين والسيد طاهر الأمين والمفوض بالخارجية عثمان ابو فاطمة ود . اوشيك والأستاذ الصحفي محمد كامل والسيد تاج الدين إبراهيم والدكتور خليل والنائب البرلماني السابق محمد طاهر أوكير والمناضل الجسور ابراهيم الهداب وغيرهم من الكرام . إستمتع الجميع بالحوار والمداخلات والسرد خاصة من الأستاذ محمد عثمان إبراهيم الذى حكى بعضاً من تجاربه وذكرياته وحواراته المستمرة مع جميع السودانيين بالداخل والخارج وأبناء شرق السودان خاصة، نتمنى طيب الإقامة للأستاذ المحتفى به وسط أهله وأحبابه ومزيد من البرامج والتفاعلات للمركز الثقافي لشرق السودان، فهو بحق شعلة من النور تضئ للراغبين الطريق الصحيح نحو الشرق وهو الى جانب ذلك ملتقى لأبناء الشرق ومستودع نقاشاتهم المتعددة الجوانب مما يؤهله لقيادة الرأي العام بجدارة . (لو ما كنت سوداني) السودان مارد أفريقيا تعرفه كل دول العالم ارض سماحة وتسامح وصفها المصطفى بانها ارض صدق لا يظلم فيها احد يعيش على هذه الأرض شعب أصيل ومناضل يعرف امور دينه ودنياه فأمور دينه أكسبته احترام الجار واكرام الضيف وتطبيق حديث فضل الظهر ونصرة المظلوم ورد الظالم الى ان يستقيم وأمور دنياه أكسبته اللباقة والذكاء وحسن الاستماع يعرف متى يتكلم ومتى يسكت، هذه البيئة وهذه الموروثات خير كثير ومع الخير يوجد قليل من الشر والشر يأتي من الخارج ويتزاوج مع خير الداخل ولكن نية المرء تسبق عمله ، هذه البيئة والموروثات أخرجت رجالاً اصلاء المنبع وكريمي المصب والمنبع والمصب انتظما في قاعدة عريضة اختارت صفوة الى القمة لقوله تعالى ( وخلقناكم ازواجا ) والتزاوج ما بين القمة والقاعدة أنجب في القاعدة رجال دين ورجال دنيا وفي القمة كذلك ومن بين هؤلاء الأخيرين الوزير الإنسان علي أحمد كرتي والثمرة تخرج نباتها من ثمار طيب صالح في نفسه ومصلح في أفعاله صلاحه في نفسه انجب الزهد والتواضع وام هذه الصفات الشجاعة والعلم والكرم وهذه الصفات أخرجت عنه جبروت السلطة وعنفوان المال والجاه والغرور القاتل وإصلاحه بالأفعال يعمر مساجد الله ويشارك في الزواج الجماعي ويطبق فضل الظهر في الشارع..لا أريد ان ازكي على الله الوزير كرتي فهو رجل ذو أدب رفيع وجم يتعامل مع القاعدة بقلب مفتوح ..نحن نحتاج الى رجال في القمة على شاكلة علي كرتي لين في غير ضعف وشدة في غير عنف لا يغضب إلا إذا رأى منكراً..هذا الوزير من منطقة حجر العسل وقليل من العسل يشفي وتربطه علاقة وثيقة بود حسونة..علاقة نسب ورضاعة لان العارف بالله سيدي الشيخ حسن ود حسونة نشأ اولاً بمنطقة حجر العسل وشخصي الضعيف الكاتب المستجير باهل البيان من الأخوان عضو بجمعية حجر العسل الزراعية، ولان رائحة الطين فيها تهمة وهنالك علاقة روحية اجتماعية ذكرت وعلاقة اقتصادية في ورثة الطين وعلاقة سياسية حيث تتبع لولاية الخرطوم ادارياً ولكن سياسياً موطنه ود حسونة مع ولاية نهر النيل نؤيد معها ونعارض معها ولكن الآن تم ربط ما بين علي كرتي وشيخ مكي والمناسبة إنسانية حدثت في أواخر شهر رمضان الكريم ايام العتق من النار عندما كان شيخ مكي يقف على حافة الاسفلت في الدقائق الاخيرة من مغيب الشمس ينظر ويتعجب في الشوارع والعربات التي لم تألفها عينه بكثرة، وفجأة تتوقف عربة فارهة لم يصدق مكي حينما رأى بداخلها وزير الخارجية علي كرتي وهو يطلب توصيله إلى مكان إفطاره ، الشيخ مكي اخذ الموقف من جوانبه الإنسانية في حمله فقط ولكن تفاجأ بالوزير وهو يصر على أخذه وافطاره ،الاثنان معاً وهو ما جعله يردد ...أقول لي الدنيا أنا سوداني . الفقير إلى الله مكي الشيخ مكي ود حسونة