الاخ آدم حمد فضل الله خريج كلية الاقتصاد وابن المؤسسة العسكرية اى انه جمع ومزج بين التحصيل الاكاديمى المتخصص وبين الضبط والربط العسكرى ما منحة ثقة في النفس وقدرة على ممارسة العناد المعرفى والخوض في لجج تيارات الاتجاه المعاكس بمهارة محارب.. الامر الذى كلفه الخروج من وزارة اللواء(م) صلاح الغالى مبكرا بطريقة اوغرت صدره ولكن معالجات الخرطوم واحتوائها لآثار خروجه من تيم حكومة ج دارفور قد احتفظ له بتوهجه الذى سرعان ما دفع به الى وزارة العمل وكيلا وبما ان الطبع يغلب التطبع فقد حرص سعادة الفريق آدم حمد ابن كردفان على التمترس داخل خندق قوانين ولوائح الخدمة المدنية وقاتل بضراوة في سبيل الانتصار للحق العام واعلاء قيم الشفافية والنقاء المهنى ولكن هيهات ذلك في بلد مسكون جسده بفيروس السياسة ...?والدليل والشاهد على ذلك كمية (الدقارات) والعراقيل التى تجاوزها او حالت دونه والتقدم نحو خانة اعلاء راية النصر بقوة الحق والاخ آدم وحده هو الذى يؤكد ذلك او ينفيه ولكن شواهد ومخلفات المعارك التى خاضها تبرهن انها كانت من العيار الثقيل ضد عناصر نافذة وجذورها عصية على الاقتلاع دونها خرط القتات. ومهما كانت الاحباطات التى استقرت في وجدان الاخ الوكيل سيخففها كم القيم التي ارساها وحفظها له التاريخ وعملا بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) اطيعوا الله والرسول واولى الامر منكم فان تنفيذ قرار الاعفاء والاذعان له يبقى في خانة اداء الواجب الوطنى ولكن كان العشم ان تثمر مجاهدات الاخ وكيل العمل عن تعبيد مداخل ومسارات الخدمة العامة ورصفها بالقيم المهنية النبيلة ولكن يبدو ان بعض الصخور الراسيات قد حطمت سفينة آدم اثناء مصارعتها للامواج العاتية. وبما ان تطبيق منهج الاصلاح يتطلب قدرا عاليا من الصبر وقوة الشكيمة فنرجو من الاخ آدم ان يدخر ما تبقى له من زاد فالمشوار مازال طويلا والسودان ما زال طفلا يحبو على بساط مملوء بالاشواك وعلب الشطة التى ربما تمتد اليها ايادى هذا الطفل عبثا اثناء المسير فتصوروا كيف تكون النتيجة ؟؟وكم من الزمن سيحتاجه هذا الطفل لاستعادة قدرته على مواصلة السير من جديد؟؟ وتجربة آدم حمد في وزارة العمل جديرة بالتأمل والمراجعة بهدف الوقوف على ابعادها وتفعيل موجهاتها التى تهدف الى تنقية ثياب الخدمة العامة وضوابط العمل من درن المحسوبية والفوقية والواسطة، وللامانة ان الغاية مثالية الا ان استراتيجية تحقيقها برؤية فردية تعتبر اقرب الى الخيال في ظل غياب الدور القومى الشامل الذى يعطى الفكرة القبول ويمنحها صفة الهم المشترك على كافة الاصعدة الرسمية والشعبية حتى لا نطلق لقب الخيالى(صاحب الخيال الخصب) على كل صاحب قدرات ومهارات فردية يستطيع ان يروض الواقع السودانى ويمنحة الالفة للتعايش ?سلام مع مبدأ الشفافية ونبذ المحسوبية لينجب مناخا عاما معافى من العيوب التى اقعدت بالعمل والخدمة العامة وادخلت معايير التوظيف وحشرتها في كهف وساطة ذوى القربى والنفوذ. الاخ آدم حمد، انا لست بخيالى ولكني مواطن سودانى عرفك عن قرب ابان حقبة وزارتك بنيالا وقد تجادلنا كثيرا(اختلفنا اكثر مما نتفق) ومازلت احترم فيك مبدأ انك لم تكن فاجرا في الخصومة وهذا ما دفعنا لنقول بان ترجلك عن الموقع العام اشبه بالانتحار المهنى للوظيفة فارجوك دعنا نفهم الحقيقة في الاجابة على السؤال المطروح بصيغة آدم حمد نحروه ام انتحر؟؟؟؟ ومن حقى ان احلم بوطن المستقبل وقالوا مالا يقتلني يقويني وارجو لك النجاح في مواقع اخرى ولوزارة العمل بخير خلف ولن نبكى على اللبن المسكوب مادام للوطن رب يحميه. ودمتم [email protected]