تعرف الامراض المزمنة بأنها غير المعدية التي لا تحدث نتيجة عدوى جرثومية، بكتريا، فيروس، او طفيلي وتنتج عن اسلوب حياة الفرد ومدى تعرضه لعوامل الخطورة المؤدية لحدوث هذه الامراض، ويرتبط حدوثها بطبيعة الحياة العصرية وسلوكيات البشر فى العصر الحديث، حيث الخمول الجسمانى والتغذية غير الصحيحة والوجبات الجاهزة عالية المحتوى من السعرات الحرارية، عطفا على التأثيرات الناتجة عن ملوثات البيئة ومسؤولياتها عن حدوث السرطان، وفيما مضى كانت تعد من امراض المجتمعات الغنية لكنها اخيرا اصبحت تشكل عبئا على دول العالم الفقيرة والمتو?طة، ومن هذه الامراض الخطيرة التي انتشرت في السودان داء سكري الاطفال. وينتج سكري الاطفال لفيروسات لدى اطفال مهيئين وراثيا ما يؤدي الى نقص هرمون الانسولين لقصور غدة البنكرياس، هذا النوع مختلف تماما عن سكري البالغين حيث ان الحمية الغذائية والاقراص هي العلاج، اما بالنسبة للاطفال فلا بديل للانسولين لضمان النمو السليم. ولأن هذا المرض بات يؤرق مضاجع الاسر التي يلفها الحزن وهي ترى فلذات اكبادها تصارع وتشكو داء السكري، حرصت «الصحافة» على فتح هذا الملف، وعن انواع مرض سكري الاطفال قال رئيس الجمعية السودانية لسكري الاطفال بروفسير محمد احمد عبد الله انها ثلاثة انواع. الاول يعتمد في علاجه على الانسولين، واما الثانى فيعتمد على العقاقير الطبية والثالث سكري الحمل، وهناك انواع اخرى مثل سكري المواليد، وكشف عن ان اكثر انواع السكري انتشارا حاليا هو سكرى الاطفال الذي يعتمد على الانسولين، ويرجع الى تليف غدة البنكرياس وسببه وراثي وكذلك?تعرض الانسان لبعض العوامل البيئية مثل الالتهابات الفيروسية اثناء الحمل او بعده وكذلك الاطفال الذين لا يرضعون من ثدي امهاتهن وهذا النوع غير معد وليس له علاقة بأكل الحلويات. وتتمثل اعراض المرض لدى الاطفال في: كثرة التبول، وشرب الماء بكميات كثيره، نقص الوزن، اما العلاج فيتمثل بصورة اساسية في تعاطي الانسولين والتغذية الجيدة وكذلك الرياضة والعناية بالناحية النفسية للاطفال. واضاف البروفسير محمد احمد عبد الله ان علاج السكري يحتاج الى وجود طبيب ومرشد تغذية واختصاصية اجتماعية واختصاصية نفسية، مؤكدا لابد ان يعامل الطفل المصاب بالسكري مثل غيره من الاطفال الاصحاء، واضاف ان مرض السكري مكلف اقتصاديا للاسرة كما تكلف الفحوصات المعمليه وعقار الانسولين على متوسطي الدخل، وتتراوح كلفة علاج ال?فل خلال الشهر من 200 جنيه الى 250 جنيها. وكذلك كلفة المعاودة المنتظمة للطبيب والمعالجة بالمستشفى، ليصبح العبء فوق الطاقة ويصبح التكافل واجب الجميع. ويشير مختصون الى ان غذاء طفل السكري هو الاكل الصحي الذي يأكله كل شخص وانه لابد ان يبتعد عن المشروبات الغازية والحلويات، ويطالبون بضرورة المتابعة المستمرة وانه لابد لكل اسرة ان تمتلك جهاز تحليل السكري لمتابعة انخفاض وارتفاع المرض وكذلك تدريب الاسرة على التعامل مع المرضى في البيوت. وبغرض تخفيف العبء عن الاسرة قامت الجمعية السودانية لسكري الاطفال التي تعمل على توفير الخدمة المتكاملة لمرضى السكري وتشمل الرعاية الطبية والتثقيفية والاجتماعية وايضا لديها مركز خاص بالاطفال يقدم الخدمات العلاجية في صورة متكاملة وكذلك تقوم الجمعية بدعم البحث العلمي في اطار تشجيعها للبحث العلمي لسكري الاطفال، عطفا على الاشتراك في الجمعيات الاجتماعية والثقافية والعلمية في المحافل الدولية والاقليمية بالاضافة الى ذلك يقوم المركز بانشاء عيادات سكري انموذجية للاطفال تشمل الطبيب والباحث الاجتماعي ومعلم السكري واخ?صاصي التغذية ومن ضمن مراكز السكري المستهدفة بالسودان مركز جابر ابو العز الذي يضم 1300 طفل مصاب بالسكري ويقع المركز بمنطقة الخرطوم «2»، بالاضافة الى مركز مستشفى احمد قاسم ببحري ومركز مستشفي البلك ، ومستشفى حوادث الاطفال بام درمان، بالاضافة الى مركز جعفر ابنعوف ومستشفى سوبا الجامعي بالخرطوم، وفي كل هذه المراكز تقدم العناية والفحوصات مجانا عبر مختصين. وقال رئيس الجمعيه السودانية لسكري الاطفال البروفسير محمد احمد: إن الجمعية تشكو من عدم وجود الدعم من الاجهزة والاشرطة لانها باهظة الثمن، واضاف انهم وضعوا?حجر الاساس لتشييد المركز القومي لسكري الاطفال بالخرطوم «2» الذى يتكون من اربعة طوابق، وطالب البروفسير الحكومة بالمساعدة فى بناء هذا الصرح وكذلك ناشد الدولة توفير الانسولين مجانا وادخال كل ادوية السكري تحت مظلة التأمين الصحي. وكشفت اختصاصية التغذية بالجمعية السودانية للسكري دكتور هاجر ابراهيم محمد ان الهدف من الجمعية هو تخفيف العبء على الاسرة لان الانسولين غال ومكلف اقتصاديا، وا ضافت ان غذاء الاطفال المصابين بالسكري يتمثل في تناول الخضروات واللحوم والفواكه، واوصت بضرورة ابتعاد المصابين عن المشروبات الغازية والحلويات، واكدت د. هاجر معاناة الجمعية في توفير الانسولين لمدة ثلاثة اشهر ولكن الدعم متوقف، تماما وطالبت وزارة الصحة بتوفير الانسولين مجانا وتوفير الاشرطة ودعم المريض. والتقت«الصحافة» بوالدة احد الاطفال المصابين بالسكري وهي هدى محمد صالح التي اشارت الى ان السكري مرض مزمن ومكلف اقتصاديا وهي من اسرة متوسطة الدخل وان علاج السكري يكلف كثير لانه يحتاج للانسولين والاشرطة هذا غير الفحوصات والمتابعة المتكررة وطريقة الغذاء لانه يعتمد على اللحوم والفواكه والسلطات، وتساءلت هدى من اين ناتي بهذه الاشياء، واكدت ان الانسولين حتى وقت قريب كان مجانا، واضافت: ولكن الآن نشتري من مالنا الخاص ووصل «فتيل» الدواء الى 32 جنيها وكل شهر يكلف علاج الطفل ما بين 200 جنيه ال250 جنيها، وابانت ا? اسرتها ليس لها القدرة على تكاليف العلاج والاكل، وناشدت الحكومة ووزارة الصحة العمل على توفير ادوية سكري الاطفال مجانا. اما طارق التجاني عبد الوهاب «متطوع» بالجمعية السودانية لسكري الاطفال فطالب بتخصيص ميزانية لعلاج اطفال السكري وايضا المراقبة المستمرة للمأكولات والاغذية وكذلك مراقبة التخزين ومدة الانتهاء. وكانت منسق برنامج السكر القومي دكتورة صفاء مختار شاركت في اجتماع الاممالمتحدة رفيع المستوى بنيويورك وكان في 1920 من سبتمبر لمكافحة الامراض غير السارية، وقالت الدكتورة صفاء انه تم وضع خطة لتمويل ميزانيات مكافحة الامراض المزمنة، واشارت الى انهم نظموا اخيرا مسيرة شاركت فيها منظمات المجتمع المدني والجمعيات الشعبية ومنظمة رعاية مرضى السكري والجمعية السودانية لسكري الاطفال والجمعية النفسية ومنظمة ام درمان لرعاية المرضى وكان هدفنا تسليم وزير الصحة مذكرة تطالب بضرورة الاهتمام ورعاية الاطفال المصابين بالام?اض غير السارية ووضعها ضمن اولويات الصحة بالبلاد وكذلك تقوية الشركات بين الوزارة والمنظمة. وابان الامين العام للمنظمة النفسية للرياضة وممثل الجمعية النفسية السودانية عن الاهتمام بالامراض غير السارية وكذلك الاضرابات النفسية المصاحبة لهذه الامراض واضاف علاء ان اكثر من نصف سكان العالم مصابون بالاضرابات النفسية وان 70% يعانون الاكتئاب و1%انفصام و3%الوسواس القهري وثلث البشر مصابون بالقلق، واكد ان جميع الامراض غير الساريه مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجانب النفسي لذلك نطالب وزارة الصحة بتحسين الخدمات الصحية ورفع مستوى خدمات وادخال جميع الادوية النفسية في اطار التأمين الصحي وقالت اختصاصية التغذية بمستشفى ح?ادث أم درمان سعدة عبد الكريم محمد: السكري هو ارتفاع غير طبيعي في مستوى الجلوكوز في الدم وعدم القدرة على افراز هرمون الانسولين الذي يعمل على تنظيم السكري في الدم ويسبب ذلك الخلل والنقص في عدم توفير الجلوكوز بشكل طبيعي. واضافت سعدة ان النظام الغذائي المتوازن مع اتباع الارشادات يساعد في ضبط السكري في الدم، وابانت اختصائصية التغذية عن الاغذية التي يتناولها طفل السكري البروتينات بانواعها الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والبيضاء والنباتية مثل الفول والعدس والفاصوليا والترمس والبسيلة واللوبيا بانواعها بالاضافة الى ا?لبن والجبنة والزبادي وكذلك كل الاغذية المطبوخة مع الاعتدال في تناول طبخ البامبي والبطاطس لوجود نسبة عالية من الكاربوهيدريتات التي تعمل على زيادة الوزن وتزيد السكر في الدم، والمأكولات التي يقلل منها النشويات «الشعيرية والمكرونة والفطائر» اما الفواكه يعتدل في تناولها مثلا البرتقال قطعة واحدة والبطيخ والشمام من ثلاث الى اربع قطعة والموز قطعة واحدة، ولابد ان يكثر من اكل الخضروات الورقية مثل الجرجير والخس والفجل والبصل وكذلك القريب فروت والردة لاحتوائها على نسبة عالية من الالياف التي تعمل على استخراج السكر، وال?غذية التي يمتنع عنها هي الاغذية المصنعة المعتمدة على السكر كاساس «المربي الجلي الشوكلاتة والكيك» وكذلك الامتناع عن تناول المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة المعلبة. وختمت سعدة بتوصية ان لابد من المداومة وممارسة الرياضة والمشي والجري لمسافات طويلة من «3040» دقيقة والالتزام بالوزن المثالي للطفل والمتابعة الصحية لمعرفة مستوى السكر في الدم والحالة الصحية العامة والاهتمام بنظافة الجروح وارتداء الاحذية الواسعة والالتزام بالسلوك الغذائي الموجه واتباع الارشادات التربوية.