«إلى محاسن عبد العال.. وللآخرين.. للبسالة» فان لم احترق، أنا وان لم تحترق، أنت، وان لم نحترق كلنا كيف يمكن للظلمات أن تصبح ضياء «ناظم حكمت» ٭ هات لي بوقي هات لي بوقي - بوقي العاج لا الآخر - واسبقني إلى الساحة، خبر صاحب الحانة أن ينزل لي الراية هات لي بوقي - هات القرن - واسبقني إلى الحي، فيضفي الشعب عصر النصر - كل الشعب - والفرحة صهباي هات لي قرني واسبقني، وهيئ لي مكان الحفل بالزينة تمتد من البقعة، من بري، ومن توتي، ومن نحو الحماداب لحلفاية وادع لي كل بنات الشعب يرقصن كموج النيل، يطلقن الزغاريد، ويسمعن الاغاريد، ويجلون لنا العيد، ويسعدن نداماي... هات لي قرني، لن أحبس أنغامي في صدري، وفي قلبي نحاسان وفي هاجسي أصداء «امبايه»(1) هاته، هات لي الريش، وناولني جلد الفهد، والزينة للزند، فللفرحة في صدري عفريت، صرعت البغى يا شعبي - لك المجد - فاعداؤك أعدائي. هاته ندفن به الأبطال موتانا، ضحايا للعنف، أولى صرخات الثورة الكبرى، وآلام مخاض الشعب، فالعنف هو الدايه هاته نطرب به الابطال جرحانا، نعز الحق، نصنع منه للأبناء للآتي من الأجيال في شط غد آيه هاته، دعني امزق رئتي، دعني أدمي شفتي، دعني اجرح حلقي اليوم وشدقي، وأخشن اصبعي بالنفخ في بوقي - بوق العاج - اسكر شعبي الفرحان والزاحف في عزم إلى الغابة هاته، وأدع لي الشعب - أبي الشعب، أخي الشعب، ونور العين والقلب، وروح الروح، سلواي ونجواي هات لي بوقي!! ٭ دماء في الخرطوم سهرت والعالم نسمع النبأ نقول للشاعر قد كذبت من قبل فهل تكذب مرتين «الثورة البيضاء»(2) قال وللرفاق انشوطة الحبل على رقابهم مطبقة.. يا للنفاق كذبت يا شاعر من قبل فهل تكذب مرتين «شعت على البلاد(2) بالسلام» قال:- مرحبا لابد أن تعود لقطيعها العرجاء كذبت ياشاعر من قبل فهل تكذب مرتين مدينتي الخرطوم حلقها يغص بالدماء ما يفعل الرصاص في الخرطوم كذبت ياشاعر من قبل فهل تكذب مرتين وكذب الكاتب وللخطيب والمذيع والواعظ ذو اللحية والبطن الوكاء وانت قد كذبت من قبل فهل تكذب مرتين؟ ............. سهرت وحدي شاخصاً معذبا وليلتي صارت عليَّ ليلتين وقربي المذياع يضج بالنبأ وفوقي النجوم في وجوهها وجوم يا ليتني هناك بين قومي الاباة لا مغتربا تنزف مني قرحة الهتاف في الحلقوم تحملني الأسود كفناً مخضبا أو رث مثل بردة النبي، في العرين ............. بالله يا نجوم كيف حال اخوتي وكيف حال رفقتي، وكيف حال شعبي العظيم شعبي الذي احببته حب الذي قد عشقا كيف تراه الآن، هل تراه بات جفنه مؤرقا وهل تراه بات حبل شمله ممزقا وهل تراه بات في السجن القوا ومرهقا وهل تراه واجه النيران مثل يوم «كرري» فاحترقا(3) أكاد أن أراه الآن يا نجم، أرى الغبار في أهدابه والعرقا وألمح من شفاهه كصائم والثوب مشدوداً عليه مزقا أكاد أن أراه الآن يا نجم، أراه عابساً مكشرا، كغضبة النيلين عند الملتقى كل فتى كالحبشيِّ الازرق الحي في انطوائه حتى اذا ثار طغى فاغرقا وكالبشاري يقوده الصغير بالمعروف، إما اغتاظ دق العنقا أعرفهم: الضامرين كالسياط، الناشفين من شقا اللازمين حدهم، الوعرين مرتقى أعرفهم كأهل بدر شدة، ونجدة، وطلعة، وخلقا أعرفهم ان غضبوا مثل انغلاق الذرة أو وثبوا فكهوى الصخرة أو فتكوا فأسأل الصاعقة أو زأروا فالحزم ملء الزأرة الجن لا يحوشهم من شدة التعنت تسوقهم إلى الردى زغرودة الفتوة أو هاتف - ولم يسم - يا أبا المروءة فيأكلون الجمر لا يلوون بالدنية يا نار ما فعلت بالفراشات التي.. بفتية أذكرهم أمس على الطريق بالنميمة نهشتهم يا نار أم وهبتهم لأمتي أواه لو ألوك كبد البغى، ولو استل حلقه بقبضتي أواه لو أثأر للشعب الذي لا يعرف الذل وقد أذله الهوام لو تنمو برأس غضبتي القرون، كي تبقر بطن البغى، لا أرفع من دماه هامتي حتى يقول لي الشعب كفى... رويت من دم الغول اللئيم غلتي نداء الثأر الشهداء عيني عليهم الصغار كالنوار لم تذق ايديهم الحناء ايديهم... لو قبلة واحدة عليها!.. اختضبت دماء بيتهم الجديد صار اللحد، وشعارات الجموع للشدو وللغناء والصندل الفواح وبهار الهند - ورق السدر وبعض ماء زغردن يابنات شعبنا العظيم - زغرودة لهم للصبية للفرسان ولتكن «الموت لقاتليهم» عصابة الشؤم، عديلة للزين في أكفانهم فرسان المجد للشعب نريد أن نثلث الشكر لمستحق الشكر بالشعر، الذي تثبت الخضاب قبلة منه على الشعر على الكفين والرجلين نبتدي الانشاد بالتحدي، نذكر الشجعان، كل فرد: «نمراً» بشندي، جهجهت وثبته الطغيان في اشجاره، ولم يمت بثأره، فحدثت عنه الفروع الريح. وعصبة شدت على شيكان وانبرت تناكف للشيطان في الشمال والشرق. اقتضت في خور شمبات ضريبة بالضعف كل ضربة في بطل منها بضربتين. نذكر «كتفية» والامام، نذكر للغرب، رجال الغرب والصدام، نذكر «اللواء» والاقدام، نذكر الشعلة حين مات القرشي، قام القرشي يفتديها كحوار القرشي، شبكة سبحان من يحلها، خشية أن نضام، وأن نسام شينة، شنشنة مشهورة يعرفها العدو لا ترتاح أو تريح. أذكر كل عارم مندفع «كالقاش» في اندفاعه، قش الجيوش إذ غشاها كالوباء الفاشي، والموت في متاعه، فعرف الباشا الغشيم طول باعه، وفهم السردار والنجاشي: المالح الخضم لا ينال صخر قاعه، وقد بدا يلوح في ذراعه الردى مكشراً قبيح اثنى عليهم ثم انثنى لفتية قد ورثوا عنهم شمائل الكرام شهدت شدتهم شوارع الخرطوم حين شاموا الموت رأي العين. المجد للذين انحدروا من الديوم، من ازقة البقعة، من شمبات من بحري، من الجريف من بري، يرفرف الشعار في ايديهم يكاد من أعينهم يصيح المجد للطلاب، للمثقفين، للعمال، للنساء، للأطفال، في الجنوب والشمال. للضباط لم يخونوا للشعب، للجنود المجد للزراع في الجزيرة الخضراء، للذين زحفوا من كسلا وللذين سقطوا في الثغر، للكتيبة الزرقاء في مدينة الحديد المجد للفاشر، للدويم، للابيض الغرا، لكوستي، ولسنار وللقربة، للجنيد المجد للسافل والصعيد، للأرياف، للقرى، لكل فرد قد قرا بعزمه انبعاثنا الجديد المجد للساري استضاء بالنجوم في الفلاة حينما الليل حلك المجد للذي «كرج» اسنان الفحول شائلاً لحمله وما برك المجد للذي أبى على الطغاة ان يديرواأمره بزمبلك المجد للذي عفَّ ولم يفتح مع الظلم حساباً مشترك وعاف أن يسمن حين جاع أهله فلا رأى ولا امتلك ولم يخن ضميره، ولم يهن تفكيره، ولم يسر إلى الشرك ولم يصم أذنيه عن نداء بل رمى بنفسه في المعترك والذي بدمه وماله وجهده قد اشترك المجد لي .. والمجد لك..