دارت معارك ضارية على عدة محاور حول مدينة تلودي بجنوب كردفان فجر امس، اثر هجمات شنتها قوات الحركة الشعبية ضمن ما اسمته ب»عمليات الصيف» وسقط 134 قتيلا بينهم 127 من قوات الحركة و6 من الجيش والدفاع الشعبي، فضلا عن امرأة واحدة بجانب 18 جريحا بينهم ثلاثة حالاتهم خطرة، وكشف معتمد تلودي ان عمالا يجمعون العسل خارج المدينة افشلوا خطة المتمردين لمداهمة المنطقة. وقال الجيش انه صد بحزم هجوما عنيفا للحركة الشعبية للاستيلاء على مدينة تلودي احدى اكبر مدن ولاية جنوب كردفان اثر معارك ضارية فجر امس، وكشف ان (المتمردين) حشدوا 700 من مقاتلي الجيش الشعبي بقيادة 12 ضابطاً لخوض معارك في ثلاثة محاور بالمنطقة اطلق عليها (عمليات الصيف)، استخدمت فيها ارتال من المعدات والآليات الثقيلة للسيطرة على المدينة، واكد الجيش حسم المعارك (في ظرف ساعة)، لكنه امسك عن ذكر عدد القتلى والضحايا من الجانبين، احتراما للمشاعر، حسب ما قال.. وكشف المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في مؤتمر صحافي امس، ان القوات المسلحة رصدت بدقة نشاطات مكثفة للجيش الشعبي خلال الاسبوع المنصرم لتنفيذ هجوم على ست مناطق بالولاية اطلق عليها «عمليات الصيف» بعد نهاية فصل الخريف، وكان اخر هجوم فجر امس وهو الاكبر من نوعه على مدينة تلودي. وقال ان الحركة الشعبية فشلت فى عمليات الصيف بنسبة 100% ولم تسقط او تدخل أيا من المناطق، واكد سيطرة الجيش على الاوضاع بالولاية ومقدرته على افشال اى عمل تخطط له الحركة الايام القادمة. وافاد الصوارمي انه خلال الاسبوع الماضي تزايد نشاط حركة التمرد بجنوب كردفان بشن هجمات متعددة شملت مناطق انقاريو 37 كلم من مدينة تلودي، واشار الى ان سرية من الدفاع الشعبي هاجمت قوات الحركة ما ادى الى رد فعل من المتمردين، موضحا ان الجيش صد الهجوم على المنطقة، بجانب مهاجمة منطقة (ام حيطان) ومنطقة (الحمرة) شرقى كادوقلي ومناطق حجر جلابة وتنقلي. الى ذلك،وصف والي جنوب كردفان احمد هارون، فى اتصال عبر الهاتف، محاولات الحركة الشعبية للاستيلاء على تلودي باليائسة والخاطئة بكل المقاييس وقال انها عجزت عن تحقيق اهدافها، ورأى ان الحركة هدفت الى زعزعة المواطنين. واكد هارون ان الجيش تعامل مع الحركة بحزم وحسم الهجوم على المدينة، واضاف ان اعداد الضحايا من المتمردين تجاوزت (المئات) واشار الى بؤس حال مقاتلى الجيش الشعبي، مبينا ان المقاتلين المتمردين يحملون الذرة اليابسة داخل جيوبهم وافاد بأن القوات المتمردة تحاول مهاجمة الاهالي للاستيلاء على محاصيلهم الزراعية للحصول على التموين، وقال ان الهجمات قادمة من ولاية الوحدة وتكون غالبا فى الساعات الاولى من الصباح. وقال معتمد تلودى، المقبول الفاضل هجام، إن القوات المهاجمة دخلت من (5) محاور على بعد بين 3-15كلم حول تلودي، من الشمال عن طريق كادقلي تلودي أم دوال، ومن الغرب عن طريق الخزان، ومن الجنوب عن طريق معسكر القوات المصرية التابعة ل(اليونمس)، ومن الجنوب الشرقي عبر طريق جبل حجر نار. واكد المعتمد أن العناية الالهية، هي التي افشت سر الهجوم، موضحا أن الجيش أسر قبل اسبوع عسكريا بالحركة الشعبية قال إنه ضل طريقه وبعد الضغط عليه اقر بأنه جاء في مهمة إستطلاعية وكشف عن (7) كتائب في طريقها للمنطقة، كما ان عمالا يعملون فى جمع العسل أبلغوا القوات الحكومية بتحركات لقوات الحركة، وهو ما جعل قوات الحكومة تحكم استعدادتها. واضاف المعتمد أن قوة إستطلاعية للجيش فوجئت بقوة عسكرية ليلة الهجوم من الناحية الشمالية لتلودي في اتجاه كادقلي، لكنها لم ترد على نيران المتمردين وحاولت تجنب الإصطدام حتى لا تتسبب في فشل مصيدة وساعة صفر للايقاع بقوات الحركة. واكد المعتمد سقوط (127) قتيلا من قوات الجيش الشعبي بينهم (6) ضباط برتب ملازم والملازم أول وطبيب وتم أسر اثنين من المهاجمين الذين لاذوا بالفرار بينما فقدت القوات السودانية (6) قتلى من الدفاع الشعبى والقوات النظامية، بجانب (16) جريحا (3) منهم حالاتهم خطرة، نقلوا إلى مستشفى أبوجبيهة، فضلا عن مقتل امرأة واحدة فى العقد الرابع من عمرها. وكشف المعتمد عن ضعف تسليح القوة المهاجمة واكد إشتراك بعض أبناء المنطقة مع قوات الحركة في الهجوم. وأكد هدوء الأحوال وإستقرار الأوضاع بينما تواصل القوات النظامية مطاردة فلول الفارين من المهاجمين. واشار المعتمد الى مقتل (67) من القوات المهاجمة أمام الحامية، موضحا ان السلطات ضبطت بطاقات وهويات وعملات تؤكد ان بعض عناصر القوات المهاجمة يتبعون لجنوب السودان وحركة مني اركو مناوي.