أعلن وزير الصحة بالإنابة الدكتور الصادق قسم الله، أن نسبة الإصابة بمرض الايدز انخفضت بعد انفصال الجنوب. وأشار إلى ضرورة التنسيق مع دولة الجنوب خاصة في المناطق الحدودية لمجابهة المرض والعمل على مكافحته، بيد ان بعض المهتمين نفوا هذه المعلومة مؤكدين أن الايدز مرتبط بالسلوك والحراك الاجتماعى، ومثل هذه القضايا لا تؤخذ كقطعة «التورتة» وان انفصال الجنوب ليست له علاقة بانخفاض نسبة الفيروس،، وبالتالى خروج دولة الجنوب لا يعني انخفاض معدل الايدز طالما يوجد حراك اجتماعى بين الدولتين، اضافة الى ان مثل هذه المسوحات والا?صاءات تستغرق زمنا طويلا، وان فترة انفصال الجنوب غير كافية للقيام بهذه المسوحات. وقال وزير الصحة بالانابة لدى مخاطبته الاجتماع الدوري لمنسقي مكافحة الايدز بالولايات، إن السودان منذ عام 1990 ظل من أكثر الدول اهتماماً بمكافحة الايدز، حيث قدمت الدولة دعماً ب 13 مليون جنيه لمكافحته، مؤكداً أن الوزارة ستدعم البرنامج القومي وتفعيله في الولايات. وأعلن البرنامج القومي لمكافحة الإيدز عن وصول الإصابة بمرض الإيدز المبلغ عنها رسمياً بالسودان إلى 4.820 إصابةً، وأن معدل انتشاره حسب المسح الأخير بلغ 1.12%، وأن 97% من حالات الإصابة تتم عن طريق الاتصال الجنسي، في الوقت الذي أكدت فيه أن الولاياتالشرقية تمثل أعلى معدل للإصابة بالإيدز بعد الجنوب «قبل الانفصال». وقال مدير البرنامج القومي لمكافحة الايدز الدكتور إيهاب علي حسن في ذات الاجتماع، إن وزارة الصحة الاتحادية وحدها لا تستطيع مكافحة مرض الايدز، فجهودها تمثل نسبة «1520%» و«80%» يقع على عاتق الشركاء في المجتمع، باعتبار أن الايدز حالة مرضية تؤدي إلى نقص المناعة والتعرض للإصابة بالأمراض الأخرى. وأشار إلى التحديات التي تواجه برنامج مكافحة الايدز المتمثلة في تغيير السلوك في كل المجالات، والجهل والصمت عند الإصابة بالمرض. وكشف عن مشروع لتشغيل المتعايشين مع المرض لتشغيل «1000» متعايش خلال المرحلة القادمة، واكتمال مسودة مشروع قانون المتعايشين مع الايدز، وهو في مراحل الإجازة النهائية، وتوفير أكثر من «138» مركزاً للفحص الطوعي، مؤكداً أن التجاوب مع الفحص لا يسير بالصورة المطلوبة. وعزا نائب مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز موسى عوض، ارتفاع معدل الإصابة بالولاياتالشرقية لمجاورتها لحزام الايدز بدولتي إريتريا وإثيوبيا، ووجود أكبر معسكرات لإيواء اللاجئين بها، إضافةً إلى وجود أعداد كبيرة من النازحين. وأوضح عوض أن البرنامج القومي لمكافحة الإيدز عقد بولاية كسلا في يونيو دورة تدريبية لمدربي الاتصال الشخصي للبرنامج القومي لمكافحة الايدز، بمشاركة الولاياتالشرقية«القضارفكسلا البحر الأحمر». وذلك بحسب الخطة الاستراتيجية للبرنامج باعتبارها تحتوى على معدل للإصابة بمرض الإيدز بعد انفصال الجنوب. «الصحافة» تحدثت إلى المهتمين بدائرة الايدز الذين نفوا ان يكون انفصال الجنوب له علاقة بانخفاض معدلات الاصابة بالايدز، وان المسوحات تحتاج الى فترة طويلة، بجانب ان نسب الامراض لا تؤحذ بانفصال واتحاد الدول، طالما هنالك حراك اجتماعى بين الدولتين ومن المهتمين الدكتور كمال حنفى الذي قال إن الايدز من القضايا المرتبطة بالسلوك المجتمعى، ومثل هذه القضايا لا تؤخذ كقطعة «التورتا»، هذا علاوة على ان الايدز من الامراض المرتبطة بالحراك الاجتماعى والسكانى، مؤكدا ان انفصال الجنوب ليست له علاقة بانخفاض نسبة الايدز لانه حزام، وكلمة حزام لا تعنى مدينة او دولة، بل يعنى رقعة جغرافية كبيرة فيها تداخل ومصالح مشتركة، وبالتالى خروج دولة الجنوب لم لا يعني انخفاض معدل الايدز طالما يوجد حراك اجتماعى، وطالما السودان جزء من حزام الايدز فتصبح مقولة انخفاض نسبة الايدز بعد انفص?ل الجنوب مقولة مردود عليها ومشكوك فى دقتها، لأن نسبة الامراض لا تقاس بانفصال واتحاد الدول. الممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز محمد على بويان فى السودان أكد توجد فجوة معلوماتية رغم الجهد الذى التى تبذله الحكومة والبرنامج القومى لمكافحة الايدز، اضافة الى عدم استجابة الاشخاص بالذهاب الى مراكز الفحص الطوعى، على الرغم من توفرها بجميع ولايات السودان، وان الاقبال عليها ضعيف، داعياً إلى رفع الوعى للمصابين وغير المصابين بالذهاب لمراكز العلاج المجانى. واشار بويان الى ان للاعلاميين دوراً اساسيا فى جانب الفجوة المعلوماتية، لذلك لا بد من تغيير السياسات ووضع بيئة ملائمة في ما يختص بالوصمة الاج?ماعية، كما أن الاممالمتحدة وضعت رؤية بأن يكون العالم خالياً من الايدز بحلول عام 2015م، خاصة ان الايدز يمكن الوقاية منه وتوفير العلاج بنسبة100%. استاذ علم الاقتصاد التحليلى عصام بوب، قال إن بداية مرض الايدز فى السودان اكتشف بالصدفة، ولا توجد ادلة على حقيقة الاصابة الاولى فى السودان، مبيناً أن مرض الايدز كان موجودا منذ القدم، لكن دون موسوحات طبية، وقد تمت موسوحات فى الثمانينيات، وظهرت اول اصابة بولاية الخرطوم، وبعد ذلك اكتشف ان جنوب السودان به اكثر الحالات. واشار بوب إلى ان هنالك بحوثاً واحصائيات بمسح ميدانى فى العاصمة اكدت ان المرض منتشر ولا يقتصر على عرق او دين، كما انه توجد دلالات بأن شرق السودان من اكثر الولايات انتشارا لمرض الايدز نتيجة لوجود م?سكرات اللاجئين، وبعد تفكيك المعسكرات دخل الكثير من اللاجئين الى مدن السودان المختلفة، وبهذا بات المرض لا يقتصر على ولاية او مدينة معينة. وقال بوب ان الدعاوى التى اكدت ان نسبة انتشار فيروس الايدز انخفضت بعد انفصال الجنوب امر غير صحيح، لانه غير مدعوم ببيانات واحصائيات دقيقة، مؤكدا انها لم تقم أية جهة بدراسة، لان هذا العمل يستغرق زمناً طويلاً أقله ستة اشهر لجمع البيانات، ان كان عن طريق المسح بفرق طبية او المراكز الموزعة بالعاصمة او عن طريق عينات تؤخذ بصورة علمية، وعلى ذلك استبعد بوب أن هنالك عملاً علمياً يؤكد?ادعاءات بأن مرض الايدز انخفض بالشمال. ومن البرنامج القومى لمكافحة الايدز، تحدث الينا الاستاذ موسى عوض، فقال إن مريض الايدز يحتاج الى العطف والرعاية، ويمكن لمريض الايدز الانخراط فى المجتمع وممارسة عمله دون الحاجة الى عزله عن المجتمع او الحجز على تحركاته، مادام هو حريص على عدم نقل العدوى الى غيره. وقال إن هناك آثاراً نفسية قاسية تترتب على المريض عقب اكتشاف الاصابة، كالانتحار او الحقد على المجتمع، اضافة الى الآثار الاجتماعية «الوصمة»، لذلك لا بد من حماية المتعايشين من خلال التعايش معهم وعدم الانصراف عنهم، وتوفير العلاج وفرص العمل، اضافة الى توسيع?نطاق الوعي بحقوق المتعايشين وطرق الانتقال للمرض، وبعث روح الأمل فيهم بجانب الإرشاد.