ونحن على مشارف الخرطوم تصدر الوجود الشرطي المكثف ايام العيد في كل انحاء السودان الحديث داخل المركبة التي كانت تقلنا من الجزيرة الي العاصمة، بعد ان قضينا ايام العيد بين الاهل والاصدقاء، واطرف تعليق على اداء الشرطة المتميز ايام العيد قاله شاب جامعي بدا من حديثه أنه من الناقمين على حكومة الانقاذ، حيث قال: «والله ناس الشرطة اساسا ما فيهم كلام وشغلهم تمام، بس مشكلتهم ما بخلونا نطلع الشارع ضد ناس الانقاذ»، وضحك من كان بالمركبة من الرأي الطريف للطالب الجامعي، بيد أن رجلاً خمسينياً قال إن النظرة الى الشرطة يجب أ? تكون عادلة ومنصفة بعيدا عن التسييس، مشيراً الى ان كل قوات الشرطة في العالم مناط بها ومن مهامها الرئيسية مكافحة الشغب، مطالباً بعدم تعمد النظر الى الجزء الفارغ من الكوب عند الحكم على الشرطة السودانية التي قال إنها وفرت فرصة عمل لعشرات الآلاف من الشباب، وإنها من الجهات القليلة في عهد الانقاذ التي لم يطلها اتهام بممارسة الجهوية والعنصرية في قبول المنتسبين اليها، وقال إن انخفاض الجريمة الى ادنى الدرجات ايام العيد يوضح الجهد الكبير الذي قامت به الشرطة السودانية. وبحسب مراسلي «الصحافة» في مختلف انحاء السودان، فقد كان الامن مستتباً ولم يحدث خرق اجرامي يعكر صفو ايام العيد التي مرت كما أكدوا بهدوء تام، ويعود العمل الجيد الذي قامت به الشرطة السودانية التي تصنف من ضمن احدى افضل قوات الشرطة في افريقيا مهنياً وانضباطاً وتطوراً، يعود العمل المميز الذي قامت به في كل انحاء البلاد بما فيها الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة، الى الخطط التأمينية المحكمة التي تم وضعها لتأمين الاسواق والمناطق العامة خلال فترة عيد الاضحى المبارك، وذلك باستنفار كافة قوات الشرطة بمختلف وحداتها واقسا?ها بالولايات، واستهدفت الخطط تأمين الأحياء السكنية والمنشآت العامة والحيوية بالتنسيق مع الأجهزة الامنية الأخرى، بجانب تنظيم حركة المرور خلال فترة العيد، كما اتخذت الشرطة إجراءات قانونية احترازية واستباقية ضد معتادي الاجرام بالتنسيق مع الجهات العدلية للحد من نشاطهم خلال فترة العيد، وشملت الخطط الأمنية في العاصمة وكل الولايات استنفاراً تاماً في قوات الدفاع المدني لمكافحة الحرائق والانقاذ النهري بالتنسيق مع مديري شرطة المحليات وإدارات أمن المجتمع. وأكد مواطنون في دارفور وكردفان وسنار والقضارف استقرار الاوضاع الامنية خلال ايام العيد، مرجعين الامر الى الجهود الكبيرة التى بذلتها الشرطة بالتنسيق مع حكومات الولايات والجهات الامنية الاخرى فى هذا الشأن، مشيدين بالخطة التأمينية المحكمة لتأمين الأسواق الرئيسية والمرافق العامة والاحياء السكنية بمختلف المدن خلال عطلة عيد الاضحى المبارك، وذلك باستنفار كافة قوات الشرطة بمختلف اقسامها ووحداتها. واكدوا ان الخطط هدفت الى بث الامن والطمأنينة فى نفوسهم وتأمين ارواحهم وممتلكاتهم. الوجود الشرطي المكثف والعمل الكبير الذي قامت به الشرطة لبسط الأمن والحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، كان من العناوين البارزة لمشاهد عيد الأضحى المبارك، وحظي وجود قوات الشرطة المختلفة بمختلف المساجد والساحات لتأمين صلاة العيد برضاء كبير من المواطنين. ويشير المواطن حامد سعيد الى أن رجال الشرطة سجلوا حضوراً في وقت ذهب فيه الجميع في إجازة بعيداً عن الأعمال الحكومية والتجارية، وقال إن هذا يؤكد أن الشرطة عين ساهرة من أجل خدمة المواطنين، مطالباً بتقديم حافز معنوي ومادي لكل وحدات الشرطة التي قامت بأداء عملها عل? الوجه الأكمل خلال فترة العيد، معتبراً أن التحفيز يسهم في تجويد الأداء ورفع الروح المعنوية.