استبعد تحالف المعارضة امكانية التنسيق في الوقت الراهن مع الجبهة الثورية السودانية التي اعلن عنها اخيرا من قبل اربع حركات متمردة بهدف اسقاط الحكومة،وقال إن السودان قد يشهد الثورة العربية التالية بسبب الاستياء من الأزمة الاقتصادية والقمع، مؤكداً ان «النظام مصيره الفشل، والمعارضة اتفقت على أنه لا سبيل لإصلاحه». واستنكر التحالف محاولة رفع الدعم عن البنزين واعتبرها تعزيزا للازمة الاقتصادية ومعاناة السودانيين. وقال رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق ابوعيسى ل»الصحافة» ان العمل المسلح ليس من الخيارات المطروحة في اجندة المعارضة التي تسعى لتغيير النظام بالوسائل المدنية، وتابع «لا يوجد بيننا تنسيق لاننا ضد العمل المسلح، ولكن لكل منا طريقته وربما نلتقي لاحقا». وسخر ابوعيسى من تأييد رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان لرفع الدعم عن البنزين في وقت تتضاعف فيه معاناة السودانيين وقال ان الحكومة ظلت تلجأ لخيارات اقتصادية مسكنة للازمة بدلا من تخفيض النفقات الحكومية الباهظة وتطوير البدائل الاقتصادية للنفط كالزراعة والصناعة، واضاف قائلا «على الحكومة ان تدرك ان تدابيرها الاقتصادية تفاقم اوضاع المواطنين، والسياسة تدار بالاقتصاد وليس العكس». وقال ان اللجنة الملكفة بإعداد موتمر المعارضة بنهاية الشهر الجاري بلورت وثيقة برنامج وطني موحد للفترة لانتقالية التي تعقب الحكومة الحالية لوضعها كبرنامج انتقالي قبل تأسيس الدستور الدائم، وزاد « علينا ان نتدبر شؤوننا السياسية مبكرا لعبور الفترة الانتقالية». وذكر ابوعيسى ان الوثيقة ستعرض على رؤساء الاحزاب في غضون اسبوع للبدء في تحديد المكان والمدعويين لمناقشة الاوراق المقدمة . ومن المؤمل ان يعقد التحالف اليوم موتمرا صحافيا بدار الحزب الشيوعي لتقديم تصور كامل عن المؤتمر، بجانب التطرق للاوضاع السياسية الراهنة . واضاف أبوعيسى في مقابلة مع «رويترز» أن الحزب الحاكم يقول إن السودان لا يتأثر بالربيع العربي،وتساءل: «كيف يمكن أن يكون السودان استثناء، إنه مرشح أقوى (مما كان عليه الحال في مصر وتونس)»،وتابع أن حجم الفساد أكبر كثيراً مما كان في تونس ومصر «وأنا متفائل جداً والنظام لا يمكن أن يستمر هكذا طويلاً». واعتبر أبوعيسى أن المعارضة أضعفتها هيمنة حزب المؤتمر الوطني، لكنها تعكف على وضع استراتيجية جديدة لحشد التأييد،ورأى ان أحزاب المعارضة ضعيفة لأنها حرمت من التمويل ومن القيام بدور في العشرين عاماً الماضية، بعد ان احتكر الحزب الحاكم السلطة». لكنّ مسؤولين حكوميين اكدوا أن الانتفاضات في مصر وتونس لن تتكرر في السودان، وإن البلاد سيكون بمقدورها التغلب على آثار فقدان عائدات النفط بتوسيع صادرات الذهب وتطوير قطاع الزراعة،وقال نائب رئيس البرلمان، هجو قسم السيد، ل «الصحافة»، امس الاول «السودان مختلف عن ليبيا أو سوريا أو اليمن». وحينما سئل: هل يستطيع السودان التعامل مع «ثورة عربية» قال: «لقد وضعنا الحلول، والسياسات لمواجهتها».