قدر الله سبحانه وتعالى أن نكون من حجاج بيته العتيق، وخلال الأيام التي أمضيناها في المشاعر المقدسة برفقة حرمنا أم احمد التي تطرفت كثيراً وهي تصر على صعود جبل عرفات، وكأن الحج لن يكتمل ما لم تصعده، والإلحاح بتقبيل الحجر الأسود، وقد تحمل العبد الفقير لله تبعات هذا الإصرار، نسأل الله تعالى المغفرة وعظيم الأجر.. المهم كانت هناك فسحة من الوقت بلقاء العديد من الحجاج السودانيين وزياراتهم في مواقعهم، ولعل من أكثر ما يلفت الانتباه «ضياع» كثير من الحجاج خاصة كبار السن وعدم معرفتهم طريق العودة إلى مخيماتهم، وضعف معرف? سائقي الحافلات بشعاب مكةالمكرمة، وقد أضاف هذا أيضاً إرهاقا للحجاج الذين ظلوا يشكون ارتباك رحلاتهم الجوية خلال الذهاب والإياب .. ولا نشك مطلقا في جهود بعثة الحج السودانية التي آثرت عدم الرد على استفساراتنا بشأن كثير من شكاوى الحجاج، ولا نشك مطلقا في أنها تبذل جهوداً مقدرة في سبيل راحة الحجاج، ولكن يتوجب عليها أن تبدأ الاستعدادات لحج العام القادم منذ هذه اللحظة، وذلك بأن تضع جميع السلبيات التي صاحبت حج هذا الموسم أمام طاولة النقاش الصريح، والعمل على معالجتها، والمشكلات والسلبيات أضحت واضحة فقط تحتاج لمعالج?، وذلك بأن يتم التنسيق مع شركات طيران لها القدرة الكافية لاستيعاب الأعداد المطلوب تسفيرها ذهابا وإيابا، بدلا من شركات تأتي بطائرات ترفض السلطات السعودية السماح لها بالهبوط لصغر حجمها أو أية أسباب فنية أخرى، كما ينبغي تدريب سائقي الحافلات منذ وقت مبكر بطرق مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويمكن الاستفادة من السودانيين المقيمين بمكةالمكرمة في قيادة السيارات، وهم قد أمضوا سنوات طوال في مكة وعلى دراية ومعرفة واسعة بطرقها، بدلا من الاستعانة بسائقين من السودان وبعض منهم لأول مرة يرى مكةالمكرمة، وكذلك الحال ينطبق ?لى أمراء القطاعات، فينبغي أن يتم تدريبهم منذ وقت مبكر على كيفية التعامل مع الحجاج بصبر وبصيرة، وعدم ركونهم إلى النوم في وقت فيه مئات الحجاج لا يعرفون الطرق التي تعيدهم الى مخيماتهم. ومن السلبيات الملحوظة حالة التكدس داخل وحول المخيمات من قبل حجاج الداخل والزوار الذين اقلقوا الحجاج، وكان يمكن لهؤلاء أن تكون زياراتهم خفيفة بدل البقاء مع الحجاج طيلة فترة الحج. ونأمل أن تحول جميع السلبيات لإيجابيات خلال موسم الحج القادم، وأن تتم الاستعانة في خدمة الحجاج بالقوي الأمين.