يواجه مزارعو ومربو الماشية بالقضارف صعوبات بالغة في عمليات حصاد الذرة وإطعام وسقاية الماشية جراء نضوب الحفائر وانعدام الماء والكلأ خاصة في محليتي قلع النحل وريفي وسط القضارف حيث بلغت جملة معدلات هطول الأمطار في محلية قلع النحل 405 ملم مقارنة بالعام الماضي 809 ملم، وبلغت نسبة هطول الأمطار في المقرح للعام 2011م 220 ملم فيما بلغت في القدمبلية 440 ملم، مقارنة بالعام الماضي 590 ملم ما وضع المزارعين أمام تحديات كبيرة لمواجهة حصاد الذرة خاصة في منطقة المقرح التي جفت فيها مصادر المياه تماماً . يقول خبير الدراسات البيئية المهندس مصطفى السيد ان انخفاض معدلات الأمطار لهذا العام ناتج من التغير المناخي ما يؤكد صعوبة التنبؤ في ظل التغيرات المناخية بحيث أنها تأتي في مناطق غير مهطولة بيد أنه أكد ان كميات الأمطار التي هطلت في منطقة سمسم في الثلاثين عاماً بلغت 713 ملم في العام وعزا شح المياه وجفاف الحفائر لعدم وجود المياه الكافية للتخزين وسريان الخيران لشح الأمطار وتباعدها ودعا السيد إلى ضرورة التدخلات الفنية لإيجاد مياه جوفية والبحث عنها في أحواض قلع النحل، راشد، العزازة، عطرب لأن كميات المياه ونوعها تت?ثر بكميات الأمطار للتركيز العالي في الأملاح الذاتية وهي تصبح غير صالحة للشرب إلا عبر معالجات فنية بإجراء التحلية. وتوقع الخبير البيئي بروز نزاعات حول موارد المياه في ظل اعتماد الولاية على الأيدي العاملة وقلتها، وانتقد الخطوات التي تمت في تشييد حفائر المزارعين بأنها تمت دون رؤية فنية ساعدت على تجفيف الخيران وحولت مصارف المياه الطبيعية دون تدخل الدولة، وطالب بضرورة الاستفادة من مياه حوض عطرب ومنطقة القلابات بإجراء دراسات عاجلة واستغلال المياه الجوفية، بجانب تعديل المسارات والسدود والحفائر. من جهته عزا وزير المياه والري والسدود عبد الله الريح شح المياه في المناطق الزراعية وجفاف الحفائر والسدود لتأثر الولاية بجفاف القرن الأفريقي الممتد من الصومال وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا واريتريا بشح معدلات الأمطار في ظل انخفاض سريان الأنهر مبكراً منذ اكتوبر ليصبح الناتج من المياه دون حاجة الإنسان والحيوان، وبلغ المنتج من المياه لهذا العام نسبة 40% من العام الماضي ولم تتجاوز نسبة حصاد المياه بالولاية نسبة 52% و أشار الريح إلى أن وزارته أجرت العديد من المعالجات الفنية بتشييد حفائر كبيرة وفق تصميم عال في مناطق ?بو كشمة، القدمبلية، والكويشر وتمت المعالجة بقيام سد من خور أبو فارغة بسعة 20 ألف متر وإدخال طلمبات للحفائر الأولى مشيراً إلى أن حكومة الولاية أعدت دراسة متكاملة لبرنامج النهضة الزراعية وزيادة مصادر المياه وفق دراسات كافية لحصاد المياه السطحية والجوفية بجانب قيام سد باسندة لتوفير المياه بكل المناطق الجنوبية بيد أنه أكد تجاوز أزمة مياه قلع النحل عبر محطتين بكل من بيلا وقلبي وإدخال منظمة الإيفاد لإيصال امداد المياه من الحواتة إلى قريم بطول 22 كيلو.