٭ ربما لم يكن الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي مهماً عند أهله الأنصار وقادة حزب الأمة على وجه العموم ووالده زعيم حزب الأمة وأمام الأنصار السيد الصادق المهدي على وجه الخصوص فحسب ،بل تعدت أهمية الرجل ساحة الحزب الضيقة وتجاوزتها إلى رحاب صفوف المؤتمر الوطني الحاكم حيث أُعيد (الحبيب) عبد الرحمن إلى الخدمة العسكرية برتبة العقيد بعد فصله من سلك القوات المسلحة قبل أكثر من عشرين عاماً وأُلحق عبد الرحمن بدفعته وتم تعيينه ضابطاً بفرع الرياضة العسكرية بحي العمارات شارع محمد نجيب وهو موقع يتناسب مع اهتمامات وهوايات عبد?الرحمن الذي عرف بحبه لممارسة الرياضة بمختلف ضروبها خاصة ركوب الخيل ولعب البولو والتنس.. حيث عُرف عن الرجل عشقه للفروسية ومجيئه اليومي الدائم لنادي الفروسية بالخرطومجنوب حيث شغل منصب رئيس نادي الفروسية (سباق الخيل) وكانت خيوله (علوة) و(الهجرة) و(لبب) مُشاركات على الدوام في مهرجانات سباق الخيل ويحرزن مراتب متقدمة!! على أن الطريف ما عُرف عن عبد الرحمن حبه الشديد ل(الدوبيت) و(المسادير) و(الشاشاي) وهي ثقافة أيضاً مرتبطة بالفروسية وقيل ان موطنها هو ديار أهلنا الشكرية ببادية البطانة!! ولا يجاريه ويباريه في هذا المضمار إلا رفيقه وابن عمته وصال المهدي (عصام الترابي).. وعصام الدين نفسه يتمتع بعضوية نادي واتحاد الفروسية السوداني!!! ٭ وعوداً على بدء يحكي لي أحد قادة حزب الأمة بدول المهجر وبدولة الأمارات العربية المتحدة على وجه التحديد ما يعتبره دليلاً على الوضعية المميزة للأمير عبد الرحمن عند والده الصادق المهدي ولدى أجهزة حزب الأمة التنظيمية والسياسية والأمنية أن السيد الصادق المهدي ولدى زيارته في أحد المرات لدولة الأمارات أثناء فترة الكفاح المسلح ضد الانقاذ قطع زيارته وجولته في الدولة المضيفة رغم أهمية البرنامج وزحمة جدول أعمال المهدي المليء بالاجتماعات واللقاءات والندوات في اطارها الخاص والعام ،حيث قطع الرجل الجولة عائداً إلى أسمرا?لدى سماعه نبأ اصابة نجله عبد الرحمن والذي كان حينها قائداً لما عُرف بقوات جيش الأمة للتحرير «الذراع العسكري لحزب الأمة القومي المعارض» دون أن يهتم لردة فعل الناس وغضب منسوبي الحزب وكيان الأنصار. ٭ والقليل جداً من الناس قد يعلم عظم شأن عبد الرحمن الابن الأكبر للصادق المهدي و(شايل اسم جده الامام عبد الرحمن) لدى والده فهو كاتم أسرار والده وعضو المكتب السياسي للحزب بجانب أنه كان يتولى منصب مساعد رئيس الحزب للأزمان قبل أن يقدم استقالته من جميع مواقعه التنظيمية والسياسية بالحزب قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة مجدداً.. وبحكم خلفيته العسكرية فهو العقل المدبر لعملية (تهتدون) الشهيرة في العام 1996م التي خرج بموجبها الصادق المهدي من الخرطوم في رحلة برية طويلة عبر شرق السودان حتى أسمرا في ليلة زفاف كريمته (رباح). ويقال إن عبد الرحمن كان يجوب ويمشط المنطقة الواقعة على سهول البطانة لاختيار خط السير المناسب والآمن والسريع لخروج والده في عملية أمنية نادرة الحدوث في ظل ارتفاع الحس الأمني لحكومة الانقاذ في ذلك الوقت!! ٭ والشاهد ان مجالس المدينة تردد هذه الأيام وتهمس بصوت خافت أن عبد الرحمن الصادق المهدي هو أقوى المرشحين لشغل منصب وزير الدولة بوزارة الدفاع وهو لازال برتبة العقيد، الأمر الذي لم يحظَ به إلاّ الشهيد ابراهيم شمس الدين الذي تولى منصب وزير الدولة بالدفاع وهو ضابط في رتبة العقيد!! ٭ حسناً.. فالمنصب يتناسب وسجل حزب الأمة المهتم بتولي وشغل هذه الوزارة السيادية المهمة منذ عهد الأميرلاي عبد الله خليل مروراً بالدكتور الراحل عبد الحميد صالح ثم الدكتور آدم موسى مادبو. ولا ننسى أن العميد عبد الرحمن فرح كان هو مدير جهاز الأمن القومي في فترة الديمقراطية الثالثة والسيد الصادق المهدي نفسه كان رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع واللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة الحالي كان أحد قادة المجلس العسكري الانتقالي لانتفاضة رجب/أبريل 1985م!!! وقبل عدة سنوات وبعد عودة حزب الأمة للداخل في عملية (تفلحون) وفي أعقاب حل جيش الأمة للتحرير سرى الهمس أيضاً ان عبد الرحمن الصادق تم تعيينه وزيراً للدولة في مستشارية الأمن القومي التي كان يقف على قيادتها اللواء الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير. وبالرغم من النفي المتكرر والمشدد من قبل أجهزة حزب الأمة إلا أن البعض أقسم أنهم رأوا أو شاهدوا (الحبيب) عبد الرحمن يتجول في مكاتب مستشارية الأمن القومي التابعة لرئاسة الجمهورية.. ٭ ربما لا.. لكن المسافة الزمنية والمكانية بين مباني فرع الرياضة العسكرية بحي العمارات حين يجلس (الحبيب) العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي ومباني وزارة الدفاع بالقرب من حي المطار حيث رشح الرجل وزيراً للدولة فيها ليست بالبعيدة، وفي السياسة كما في الحب لا عداوة دائمة وما محبة إلا من بعد عداوة.. وإذا صدقت التوقعات والتكهنات وشغل (الأمير) عبد الرحمن حقيبة وزير الدولة بوزارة الدفاع ربما يشاهد كثير منا (الكونفوي) يغير خط سيره فبدلاً من خط السير الذي كان من الملازمين يحيث يقطن عبد الرحمن الصادق إلى العمارات يمكن ل(الكونفوي) الجديد أن يختصر الطريق من الملازمين وعبر شارع النيل إلى وزارة الدفاع!!! ٭ أخيراً.. سواء صدقت التكهنات وأصبح عبد الرحمن الصادق وزيراً أم لم تصدق واستمر ضابطاً بفرع الرياضة العسكرية.. نهدي إليه ما قاله أحد شعراء أهلي من قبيلة الكواهلة في مناسبة زواج جدة (الأمير) عبد الرحمن الصادق السيدة رحمة بت عبد الله ود جاد الله: أبواتك سيوفن بي الدما ضمخانة بي النية السليمة الحاشا ما وسخانة أم رصاصاً عوى بتضللو دخانة يات من كان دخل في البيعة قط ما خانا