هالني حديث عضو اتحاد المعاشيين الطيب المسيك لهذه الصحيفة عندما قال: «الاتحاد ظل يسعى للقاء البشير وخاطب وزارة الرعاية الاجتماعية، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على موعد»، وتابع: «نعتزم لقاء الرئيس بحشد المعاشيين ونقل قضيتهم لأعلى المستويات»، ومهما كان برنامج الرئيس مزدحماً يبقى قطاع المعاشيين من ابرز الجهات التي ينبغي لرئاسة الجمهورية ان تستقبلهم دون تأخير، أليس هؤلاء يمثلون من سكبوا العرق وافنوا أروع سني العمر في خدمة الوطن. والاتحاد يسعى للقاء الرئيس البشير لوضع قضايا المعاشيين أمام أعلى هرم في السلطة حتى تحل جميع مشكلاتهم.. فقد وصف المسيك في ذات التصريح مرتبات المعاشيين بالشحيحة وعدم تجاوزها لحد الكفاف وتابع: «الحد الأدنى للفرد طبقا للاقتصاديين هو 300 جنيه شهرياً، والمعاشيون يحصلون على 230 جنيها فقط في الشهر». وبعيداً عن تصريح المسيك وتقديرات الاقتصاديين التي يصعب الركون إليها في ظل تغير سعر السلعة الواحدة في الساعة أكثر من مرة!، نجد أن المعاشيين يعانون أشد المعاناة في بلد تزداد فيه الأسعار مع شروق شمس كل يوم جديد، فمبلغ 230 جنيها لا يوفر ثمن الطعمية والفول، ولن تدخل اللحوم والفواكه في هذه «الحسبة»، فتلك رفاهية أو هكذا يبدو!، كما أن للمعاشيين قضايا أخرى كثيرة من بينها تهرب بعض الولايات من الإيفاء بالعهود تجاه من أفنوا أجمل السنوات في خدمة الوطن، كما أن لهؤلاء الرجال الذين مازالوا على قيد الحياة التزامات ملحة تجا? أسرهم من غذاء وتعليم وعلاج، أما الذين قد ودعوا الدنيا فإن أسرهم في أشد الحاجة «للمبلغ» الذي توفره الدولة معاشاً. نتمنى أن تتسع أبواب رئاسة الجمهورية لوفد المعاشيين لطرح قضايا هذا القطاع بكل صراحة وشفافية، دون التطرق لتلك الأحاديث المملة من شاكلة «التصدي للتحديات التي تجابه الأمة»، و «المنعطف الخطير الذي يواجه الوطن، و «تربص الأعداء بالبلاد» الخ. ويجب أن يكون لقاء المعاشيين بالرئيس محدد النقاط». إن المعاشيين خدموا الوطن حتى خارت قواهم، ودور الدولة أن ترعاهم في كهولتهم وتوفر لهم أسلوب حياة كريم، بدلاً من تركهم يصارعون بلا طائل من أجل لقمة العيش. وعلى رئاسة الجمهورية التي سبق أن وجهت بصرف المائة جنيه للمعاشيين ضمن زيادة العاملين بالدولة، أن تراجع ضآلة المبلغ أمام قوة غول السوق السوداء، وأن تعمل على زيادة مرتبات المعاشيين، وإلزام الجهات التي تتلكأ في دفع المستحقات بتسريع الإيفاء بالتزاماتها وعدم تركها لموظفين لا يفلحون إلا في حل الكلمات المتقاطعة وشرب الشاي والقهوة، والتذمر من رؤسائهم المباشرين!! نأمل أن نسمع قريباً عن اتمام لقاء اتحاد المعاشيين برئيس الجمهورية، وسيكون ذلك ذا جدوى عقب تشكيل الحكومة الجديدة، وننتظر أيضاً تصريحات تحمل الأمل والبشرى من المسيك حول مكاسب لقاء رئيس الجمهورية، ومهما يقدم للمعاشيين من دعم وخدمات فهو لن يوازي أبداً العرق الذي سكبوه والجهد الذي بذلوه والعمر الذي أفنوه بلا كلل أو ملل في خدمة السودان