٭ يهل أبريل بوجه مغاير في السودان هذه المرة فسنوات كثيرة مرت على الوطن وأبريل هو نفسه لا جديد فيه فقط يتبادل بعضهم فيه (الكذبة) المعروفة وربما لا يتذكرها البعض ولا ينتبه لها... لكنَّ لأبريل هذه المرة طعماً مختلفاً ووجوداً أيضاً ففيه سيكتب السودان مستقبله القادم بأيدي أبنائه الذين سيتوجهون (طوعاً) لمراكز الاقتراع ليبدأ الاختيار لمن تتوفر فيه صفات حاكم الرعية الذي يتخذ من عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل قدوة وطريقاً.. ٭ أوراق كثيرة على طاولات الاحزاب وأصوات تطالب بتأجيل الانتخابات تصريحاتها (المؤكدة) انه لا تأجيل ولا استثناء وليستعد الجميع لأبريل كما استعدت له (هي) و(الحشاش يملأ شبكتو).. ٭ تعبيرات كثيرة وتسميات و(حكم) أصبحت تجري على لسان رموز المؤتمر اولطني.. يحشدها الجميع على افواهم ويطلقونها في الهواء تتلقفها الصحف لتحكي قصة (حزب) يحب ان (يعرض) وحده في (السهلة) و(يعرض) بضاعته التي نفر منها الشعب نتيجة لسياسات (العرض) التي أوصلت البلد إلى هذه الدرجة من الكآبة والضجر... ٭ عشرون عاماً استمر مسلسل العذاب.. فقد فيها الشعب مؤسساته الحيوية في المركز والولايات نتيجة للنظرة الآحادية الضيقة التي حكمت على قدر (نظرها) ولم تفسح لغيرها مجالاً للابداع والتغيير.. لذا ظلت العاصمة الحضارية تتعثر يومياً وتبرز وجهاً قبيحاً لم تستطع (كريمات وماكياج) العالم ان يعيد له نضارته القديمة... ٭ ولاية النيل الأبيض (مثلاً) رغم المساحات الواسعة والشاسعة إلا انه لم تمتد إليها أيدي التنمية والاعمار إلا (لماماً) باتجاه مناطق بعينها تدين بالولاء للحزب الحاكم... ظلت مستشفياتها تئن وتتلوى تحت الاوساخ وترزح تحت الديون كما اتخذتها الحيوانات مكاناً آمناً للنوم وظلت مدارس الولاية بلا أسوار خارجية.. ينفر الطلاب من الفصول وبواباتها المفتوحة تستقبل المتسولين والحيوانات التي تتخذ من ساحة المدرسة (مرعى) وأوضاع المعلمين تسقط نحو الهاوية يوماً بعد يوم وحزب المؤتمر الوطني يقدم مشرحه وزير التربية بالولاية يوسف الشنبلي ليجلس على كرسي والي الولاية التي جربت الوطني والآن تستعد لمنح صوتها لآخر بعيداً عن (الوطني) تماماً والذي لم يضع بصمات ايجابية على الولاية والتي مازالت تعاني التخلف وانتشار الأمية والفقر. ٭ مفاوضات خارجية (تتعثر) لأنها (مبتورة) ولا تمثل الدارفوريين الذين مزقتهم الحرب وفرقتهم العنصرية والجهوية ((والجنجويد) الذي حصد بسلاح الحكومة دارفور وترك دماءها على الاسفلت وغرس فيها (التنابذ) وضرب القبائل ببعضها... ٭ سياسات المؤتمر الوطني لن تتبدل وستظل كما كانت قبل ابريل وبعد ابريل سيتواصل ذات الاخراج لذات السيناريو الذي أدخل السودان في (عنق الزجاجة) ومنعه (الفرفرة) لذلك ابعدوا عن (الأشجار) التي لن تمنح ظلها إلا لمواليها وناسها وحاولوا البحث عن (رمز) يحمل السودان وشعبه على الأعناق... ٭ همسة:- يا وطني المجدول على أرصفة الوجع والعذاب يا سيد الأوطان... متى يغني الكادحين فيك.. أغنيات المساء ومتى يغسل الدهر أردان الظلام... سؤال يلح ... كل صباح ...