حادث مأساوي سببه استهتار أحد سائقي الهايس، وأسهم فيه عدم ترخيص العربة والوجود الكثيف لشرطة المرور وما تقوم به من حملات وغرامات، كل ذلك أدى إلى وفاة المغفور لها شادية بابكر «38» الموظفة بجامعة السودان وأم لثلاث أطفال. بدأت المأساة عندما استغلت المرحومة إحدى عربات الهايس «الملاكي» من الاستاد إلى سوق أم درمان، ولم تكن تدرك المرحومة أن القدر قد قذف بها في طريق سائق مستهتر وعربة ملاكي كان سائقها مشغولاً بنقل الركاب خارج الموقف تجنباً للوقوع في ايدى شرطة المرور التى ستضطره الى قطع الايصال. وامام تقاطع شارع الجامعة فى مواجهة كبري توتى كانت هنالك حملة من رجال المرور ... وعندما وصلت العربة التى تستقلها شادية كانت شارة المرور قد تغيرت امامه للون الاحمر، غير أن السائق انعطف بسرعة هائلة فحدث جراء ذلك أن قذفت المرحومة خارج الحافلة ?تصطدم بالاسفلت وتوفيت في الحال. الغريب ان صاحب العربة واصل سيره بذات العربة دون ان يأبه لإسعاف ضحيته أو حتى الوقوف لاغلاق الباب.. وكان المارة مندهشين لتلك الصورة التى تفوق ما يشاهده المرء في افلام الآكشن. يقول صباحى الفاتح صباحى زوج المرحومة، إنهم بقدر حزنهم على انتقال المرحومة الا أنهم يناشدون سلطات المرور تيسير وتقنين عمل الحافلات الهايس حفاظا على صحة وسلامة المواطنين، وانهم لا يتمنون تكرار ما لحق برفيقة دربه وام اطفاله، راجيا أن تكون حادثة شادية هى آخر تلك الاحداث المؤسفة. ومن جانبها قالت مريم عبد الرحمن الحاج خالة الفقيدة إن الاسرة المكلومه وجميع آل عبد الرحمن الحاج منوفلى وجميع آل بابكر حسين وآل الصباحى ابدوا ايمانهم بقضاء الله، ويحتسبون الشهيدة سائلين المولى ان يتقبلها قبولا حسناً، وقالت إن ذوي المرحومة يتمنون من سلطات ولاية الخرطوم وإدارة المرور بالولاية أن تتخذ من ذلك الحادث الموجع مثالاً لمعالجة الامور وتقنين كافة مواعين نقل الركاب، ولو تطلب الامر الحد من ظاهرة الحملات التى تدفع بعض المتهورين من السائقين للمراكب العامة للهروب بسرعة قاتلة وتكون نهاياتها مأساوية. وأشارت مريم عبد الرحمن إلى أن بعض سائقى الهايس أو ما يسمى بالكريس باتوا يشكلون خطراً على المواطن، مشيرة إلى أن وجودهم بالمشرحة لاستلام جثة المرحومة تصادف احضار ثلاث جثث لفتيات تعرضن لحادث كريس. وتبقى الاشارة إلى أن اطفال المرحومة هما التوأم «اسراء وشيماء» وعمرهما سبع سنوات، وأسماء في الثانية من عمرها.. ومازالت الصغيرة أسماء تطالب وتلح فى السؤال عن أمها، وهى لا تدرى كيف قذف بها القدر أمام سائق مستهتر.