ها هي الحكومة تصل الى مصالحة وطنية مع القوى السياسية في البلاد في دعم مسيرة الحرية والتنمية وجهود التقدم الحضاري والاخلاقي، وها نحن في الكلمة التالية نطالب الحكومة بتكملة مشوارها وصولاً الى تناغم ومصالحة مع الصحافة الوطنية التي عانت كثيراً بسبب عدم الثقة في جهودها لتصحيح الاخطاء والسلبيات في الاداء الحكومي تلك الجهود التي تصدر عن حسن نية وامل بالاصلاح. ان الصحافة تعاني من ضيق ذات اليد ومن انعدام الجهود لتطوير مهارات العاملين بها ولا شك ان الحكومة تدرك هذه الحقيقة ولكن لانعدام الثقة لم تقدم شيئاً للصحافة ونحن اليوم في مشوار المصالحة نناشد وزير الاعلام ان يتعاون مع الصحافة دون ان تفقد استقلاليتها الفكرية نأمل ان يدعمها مادياً وادبياً خصوصا في مجال التدريب والتطوير والدراسات التي ترفع من مستوى مخرجات الصحافة الوطنية.. ونوجه للوزير هذا الخطاب وكلنا ثقة انه سوف يستجيب لنداء الواجب الوطني في مجال الاعلام. السيد وزير الاعلام السوداني السادة رؤساء تحرير الصحف السودانية تحية كريمة وبعد اسمحوا لي التقدم لكم بالخطاب المشترك فيما بينكم باعتباركم قادة الرأي في المجتمع سواء الرسمي او الشعبي. اولاً: وزير الاعلام: يا سيدي الوزير الملاحظ انكم تتعاملون مع الصحافة بمنطق المستعمر وانتم لم تعاصروه، ان ثقتكم في الصحافة ضعيفة وترون فيها عدواً للحكومة وتحاولون عزلها عن المجتمع حين تخاطبون جميع مكونات المجتمع السوداني بود ومحبة الا الصحافة. لماذا هذا الظلم سيدي الوزير ان مسؤوليتكم هي العناية بالصحافة وتطويرها وارشادها ومساعدتها مادياً وفكرياً ، واننا نتساءل لماذا لا تقبلون النقد من جانب الصحافة انه يمثل وجهة النظر الاخرى والتي ينبغي عليكم احترامها وليس بالضرورة قبولها لكن يجب تقديرها والاهتمام بها. وان ?جهزة الدولة جميعها تنقصها وحدات معرفة رأي الشارع السوداني سواء في السياسة او المعيشة او الرياضة والفنون ، وان الصحافة هي التي توفر لكم ما يدور في الشارع في هذه المجالات وغيرها، وبالطبع ان كثيرا من النقد الحاد الذي يوجه للحكومة سببه عدم اهتمام الحكومة وبالاحرى وزارتكم في تدريب الصحفيين وتوفير البرامج التي ترجح من كفاءة الصحفيين ومعارفهم ليكونوا حملة مشعل النور الحقيقي الذي يفيد الاجهزة الحكومية في تصحيح مسارها وعلاج حضورها. إن وزارتكم مطالبة بتقديم العون المادي والادبي للصحافة لتكون مقتدرة على اداء رسالتها ?امانة وصدق وتعاون. وهذا يكفي لمعاليكم الآن ولنا عودة في النهاية. ثانياً: اركان الصحافة من رؤساء تحرير واصحاب الاقلام: انكم يا حضرات السادة تتعاملون مع الحكومة وكأنها عدو ظالم يجب الضرب على رأسه ودفعه للجنون لو امكن.. اننا نريد ان يكون نقدكم للحكومة موجهاً ومتكاملاً بمعنى ان تقدموا لها الحلول وليس فقط كشف العيوب، ان العيوب كثيرة ومتكررة ولا تنتهي وقد لا يكون لدى الحكومة الآلية التي تصحح الاوضاع او تحل كل المشكلات فهي تفتقر كما انتم تفتقرون لمراكز البحوث والدراسات والمتخصصين الذين بامكانهم تقديم الدراسات والحلول لمشكلات المجتمع السوداني. ومن هنا يا حضرات رؤساء التحرير واص?اب الاقلام تبرز الحاجة الى التعاون بين الاعلام وبين الصحافة. ان المراقب للصحافة يجد انها ما تزال في مرحلة جرائد الحائط بسبب ضعف الموارد المالية وعدم وجود الكتاب المحفزين ادبيا وماديا للمساهمة في مخرجات الصحافة في الرأي والثقافة والفن. ان صحافتنا ما تزال في مرحلة تحضير ونتمنى ان نرى يد العون من وزارة الاعلام ومن رئاسة الدولة ما يساعدها على النمو. ان الصحافة بحاجة الى المؤهلين والى الذين لديهم طموح المعرفة وسعة الاطلاع ونتمنى ان تتبنى رئاسة الجمهورية في عهدها الثاني برامج لتدريب الصحفيين وتوفير برامج اللغة الانجليزية وغيرها مع تشجيعهم لسعة الاطلاع ومتابعة الاحداث في ?لعاصمة وفي الاقاليم بل في العالم اجمع. ان كانت الدولة تريد صحافة ذات مسؤولية يجب ان تساعد الصحافة على رفع مستويات العاملين في مجالاتها سواء من الناحية العلمية او مهارات التجربة. وختاماً ثالثاً: يجب كسر جدار عدم الثقة في الصحافة وليس هناك صحافة غير مسؤولة وتريد الاضرار بالحكومة والمجتمع. كما انه ليست هناك وزارة اعلام غير مسؤولة تريد تحطيم الرأي الآخر. ان الجميع يهدف الى مصلحة من يمثلونهم لذلك نأمل من الحكومة ازالة معوقات الاتصال المحرك والمادي مع الصحافة ولو كانت جزءاً من الرأي الآخر ومساعدة الصحافة الوطنية بحسب ما تقدمه وبطرق اخرى رجال الصحافة اكثر كفاءة في تحديدها متمنين النجاح للاثنين.. -وزارة الاعلام والصحافة- في اداء رسالة كل منهما.. اننا على ثقة ان وزير الاعلام سيدخل في علاقة?جديدة مع الصحافة في الجمهورية الثانية علاقة تفيد الصحافة وتفيد المجتمع فالوزارة والصحافة يخدمان المجتمع والسلام.