ابدي عدد من الاعلاميين تخوفا من انتشار الصحافة الالكترونية وزيادة عددها في الشبكة العنكبوتية، وحذروا من اثرها السلبي على صناعة الصحافة الورقية في السودان،وقدروا الخسائر السنوية التي تتعرض لها الصحف والمطابع وشركات التوزيع بنحو«10» ملايين دولار سنوياً. وعزا مدير مؤسسة البلد للطباعة والنشر صلاح عمر الشيخ ، في ندوة اقامها المنتدي الوطني للافكار والاستكتاب، بالمركز السوداني للخدمات الصحفية، تحت عنوان «صناعة الصحافة في السودان الطباعة والتوزيع المشاكل والحلول»،تراجع مبيعات الصحافة الورقية الى انتشار الصحف والنسخ الإلكترونية، معتبرا ان الاخيرة من أكبر المؤثرات السلبية على صناعة الصحافة . وعدد الشيخ مجموعة من المشاكل التي تواجه صناعة الصحافة في البلاد منذ نشأتها ، منها عدم استقرار الحكم في البلاد، والانقلابات العسكرية، وعدم وجود المدرسة الموحدة داخل السودان، وعزوف الدولة عن دعم الصحافة بصورة مباشرة او غير مباشرة ،عن طريق الاعفاءات الضريبية والجمركية، اضافة إلى ضعف العائد من الإعلانات . وكشف مدير شركة قماري للتوزيع يحيى حامد، عن مشاكل كثيرة تواجه توزيع الصحف أجملها في الطريقة التقليدية المتبعة في التوزيع، بالإضافة إلى ضعف إمكانيات شركات التوزيع، وقلة المنافذ، وسوء توزيعها الجغرافي، بجانب المشاكل مع المحليات بشأن تلك المنافذ، وكثرة الصحف والتسريب سواء في المطابع أو شركات التوزيع، بالإضافة إلى عدم معاملتهم كمستثمرين باعتبار أن مهنة التوزيع خدمية وتعاني من ارتفاع سعر الشحن للولايات وغياب التحصيل والديون الهالكة. وقدّم حامد، عدة حلول لهذه المشكلات، أبرزها دمج الصحف، وتشييد الحكومة منافذ للتوزيع لارتفاع تكلفة إنشائها ،وتخفيض تكلفة الشحن للولايات، والبكور في صدور الجرائد، بجانب تجويد تصميم الجرائد، وتقليص المادة الإعلانية فيها . ورصد مساعد المدير العام للشؤون المالية بشركة منن للطباعة والنشر والتوزيع أبوعبيدة سر الختم، مجموعة مشاكل تواجه قطاع الطباعة، اهمها التكلفة العالية لصيانة ماكينات الطباعة، بجانب عدم الدعم الحكومي لقطاع الطباعة، عدم توفر التدريب والتأهيل بالنسبة لفنيي الطباعة،والتكلفة العالية للكهرباء، بجانب عدم توفر العملة الصعبة، وقال ان الخسائر السنوية التي تتعرض لها الصحف والمطابع وشركات التوزيع تقارب ال«10» ملايين دولار سنوياً ، وان البلاد لم تشهد حراكاً وتطوراً في مجال الطباعة إلا بعد العام 2005م . وطالب الخبير الإعلامي النجيب آدم قمر الدين، الدولة بدعم قطاع الصحافة، مبينا انها لعبت دورا في التعريف بالسودان عالميا ،موضحا ان التحرير والطباعة والتوزيع عملية متكاملة، وأي اختلال يحدث يؤثر سلباً على هذه العملية، وقال إن الصحف فقدت خاصية كونها المصدر الرئيس للأخبار والتسلية والإعلان بعد ظهور الطفرة الإلكترونية، وظهور المواقع والصفحات الخاصة بالأخبار، ونصح النجيب الصحفيين بتجويد عملهم وتطويره وتقديم مواد مختلفة عن تلك المواقع لضمان البقاء وسط الصراع المعلوماتي.