ضمن سلسلة منتداه الدوري أقام المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) بقاعته ندوة تحت عنوان صناعة الصحافة في السودان الطباعة والتوزيع المشاكل والحلول تحدث فيها الأستاذ صلاح عمر الشيخ مدير مؤسسة البلد للطباعة والنشر والأستاذ أبوعبيدة سرالختم مساعد المدير العام للشؤون المالية بشركة منن للطباعة والنشر والتوزيع والأستاذ يحيى حامد مدير شركة قماري للتوزيع بجانب الخبير الإعلامي الأستاذ النجيب آدم قمر الدين. في البدء تحدث الأستاذ صلاح عمر مقدماً نبذة تعريفية عن نشأة الصحافة السودانية والمراحل التي مرت بها بجانب عزائه لعدم استقراره للانقلابات في نظام الحكم بجانب عدم وجود المدرسة الموحدة داخل السودان فيما عدّد عدداً من المشاكل التي تعتري مسيرة الصحافة عازياً ذلك لأسباب عدة منها: عزوف الدولة عن دعم الصحافة سواء كان ذلك بصورة غير مباشرة عن طريق الاعفاءات الضريبية والجمركية بالإضافة إلى ضعف العائد من الإعلانات في الصحف، إلا أنها عاد وأشار إلى ضعف الاقبال على النسخ الورقية بسبب انتشار الصحافة الإلكترونية التي اعتبرها من أكبر المؤثرات السلبية على صناعة الصحافة. وفي المحور الفني لعملية الطباعة تحدث الأستاذ أبو عبيدة سر الختم بتقديمه لنبذة عن تاريخ الطباعة في البلاد خاصة وأن البلاد لم تشهد حراكاً كبيراً وتطوراً في مجال الطباعة إلا بعد العام 2005م راداً ذلك لعدد من المشاكل التي تعتري العملية الطباعية مشيراً إلى أنها تتمثل في التكلفة العالية لصيانة ماكينات الطباعة بجانب عدم الدعم الحكومي لقطاع الطباعة، عدم إيجاد التدريب والتأهيلي بالنسبة لفنيي الطباعة، التكلفة العالية للكهرباء بجانب عدم توفر العملة الصعبة وإذا حاولنا تقدير الخسائر السنوية التي تتعرض لها الصحف والمطابع وشركات التوزيع نجدها تقارب ال(10) ملايين دولار سنوياً. الأستاذ يحيى حامد قدم شرحاً وافياً لمشاكل التوزيع والتي أجملها في الطريقة التقليدية المتبعة في قطاع التوزيع بالإضافة إلى ضعف إمكانيات شركات التوزيع وقلة المنافذ وسوء توزيعها الجغرافي بجانب المشاكل مع المحليات بشأن تلك المنافذ وكثرة الصحف والتسريب سواء في المطابع أو شركات التوزيع بالإضافة إلى عدم معاملتهم كمستثمرين باعتبار أن مهنة التوزيع خدمية وارتفاع سعر الشحن للولايات وغياب التحصيل والديون الهالكة، ورصد عدة حلول لهذه المشكلات أبرزها في توحيد الجرائد واندماجها وعلى الحكومة عمل منافذ توزيع لارتفاع تلكفة إنشائها وتخفيض تكلفة الشحن للولايات والبكور في صدور الجرائد بجانب تجويد تصميم الجرائد وتقليص المادة الإعلانية فيها وفي ذات السياق قال الأستاذ النجيب آدم قمر الدين إن الصحافة لعبت دوراً في الساحة العالمية والسودان على وجه الخصوص وأنها من السلع التي تشرف السودان خارجياً ولابد من دعمها وتطويرها من قبل الدولة وأن الصحافة عملية متكاملة بين التحرير والطباعة والتوزيع وأي اختلال يحدث يؤثر سلباً على هذه العملية وقال إن الصحافة فقدت لأنها فقدت خاصية أنها المصدر الرئيس للأخبار والتسلية والإعلان بعد ظهور الطفرة الإلكترونية وظهور المواقع والصفحات الخاصة بالأخبار وأنه على الصحفيين تجويد عملهم وتطويره وتقديم مواد مختلفة عن تلك المواقع للبقاء وسط هذا الصراع المعلوماتي.