استعرضنا خلال الحلقات الثلاث الماضية حزمة من قضايا الهجرة والاغتراب، حيث طفحت على السطح كثير من المشكلات التي تتعلق بانتهاك الحقوق وإنهاء العقود والتسفير الاجباري، وازدياد نفوذ نساء المغتربين وظاهرة الدجل والشعوذة وتعثر تعليم الابناء، إلى جانب الاستثمارات السالبة، الصرف البذخي، بقاء الأسر بالمهاجر بعد فقدان العائل وظاهرة الدجل والشعوذة، وقضايا تنتظر المعالجة، وصعوبة اندماج المغتربين والمهاجرين في النسيج الاجتماعي عقب عودتهم الى الوطن.. وفي حلقات تالية سنتوقف امام الجهود التي يبذلها جهاز شؤون السودانيين الع?ملين بالخارج بقيادة امينه العام د. كرار التهامي، فماذا تحقق: درج جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، على إشراك كيانات وتنظيمات الجاليات بالخارج في تخطيط وإعداد وتنفيذ المؤتمر العام الذي نص القانون على عقده كل ثلاث سنوات بالخرطوم، وتشكل لجنة قومية عليا للتحضير لهذا المؤتمر لوضع الأجندة والمحاور وأوراق العمل، ويحضره المختصون والمسؤولون بالدولة، وتقدم الاوراق التي يعدها المغتربون أنفسهم لتغطي كافة المجالات اقتصادية وتعليمية واجتماعية وثقافية وإعلامية. وفي ما يتعلق بالبرامج والأنشطة الخاصة بالإدماج، فقد داب جهاز المغتربين على تنظيم عدد من الأنشطة والبرامج سنوياً، تهدف إلى إدماج المغتربين وربطهم بالخارج، ويتم الترشيح للمشاركة في هذه الفعاليات عبر السفارة وتنظيم الجالية ببلد الاغتراب، ومن ذلك ملتقى المرأة المهاجرة الذي يعقد سنوياً في شهر يوليو، وتحضره ممثلات لروابط المرأة السودانية بدول المهجر، وتقدم فيه اوراق عمل ومحاضرات تناقش هموم وقضايا المرأة السودانية المهاجرة، والتحديات التي تجابهها في مسيرة الاغتراب والعودة وتعليم الأبناء، كما يعقد الملتقى الشبابي ?لال موسم عودة المغتربين في عطلاتهم من كل عام، ويتم الترشيح والاختيار له من قبل الجاليات والسفارات وفق شروط من بينها النبوغ والتميز الأكاديمي والابداع في المجالات المختلفة، وهي للشباب والشابات تحت سنة «21» عاماً، ويعقد هذا الملتقى بمشاركة الشبان من جميع بلدان المهجر. وهناك لقاء أيضاً يخصص لرؤساء ورموز الجاليات للتشارور ويعقد سنوياً، حيث يتناول قضايا المغتربين، فضلاً عن تنويرهم بأهم المستجدات على الساحة السودانية سياسية واقتصادية واجتماعية. كما ينظم جهاز المغتربين يوم المغترب السوداني في شهر أغسطس من كل عام، وهو عبارة عن احتفال ترفيهي للمغتربين وأسرهم بالخرطوم، تقدم فيه إبداعات المغتربين، ويعتبر الاحتفال بمثابة وفاء للمغتربين من جهاز المغتربين والدولة لعطائهم ووقوفهم مع الوطن في كل الظروف والأحوال، كما يحتفل الجهاز في 22 نوفمبر من كل عام بيوم المغترب العربي، وذلك إنفاذاً لقرار جامعة الدول العربية رقم «6454» الذي صدر في عام 2004م، ويحضره أعضاء السلك الدبلوماسي العربي بالخرطوم، وممثلو الجاليات العربية بالسودان، وجمعيات الإخوة السودانية العربية.