تُوجت علاقات الكيان الصهيوني بدويلة جنوب السودان بزيارة الرئيس سلفاكير ميارديت إلى «أرض الميعاد» ليعبر عن عظيم التقدير والامتنان لقادة الكيان الإسرائيلي على وقوفهم الصلب مع حركات التمرد منذ اندلاع شرارة الأنانيا الأولى، حيث اعترف قائدها السابق «جوزيف لاقو» في لقاء له مع قناة إبوني بالدعم الذي تلقته حركته من المال والسلاح من الكيان خاصة بعد تنصيب جوزيف لاقو مسئولاً عن التنسيق مع إسرائيل فيما يختص بالتدريب والتسليح، كما تم إعداد مطار اوبيخ في بول وأرسلت قوات جيش الدفاع الصهيوني للإشراف على إسقاط السلاح وإرسال ضباط الأنانيا للخارج للتدريب، وهو ما استمرت عليه الحركة الشعبية لتحرير السودان في استدامة التعاون والتنسيق العسكري والسياسي لحصار حكومات الخرطوم والعمل على إسقاطها الواحدة تلو الأخرى تنفيذاً لإستراتيجية بعيدة المدى لتطويق الدولة المصرية وحرمانها من أهم بُعد استراتيجي في الصراع العربي مع كيان العدو الصهيوني . جاء الاعتراف الصهيوني بدويلة جنوب السودان في 10 يوليو 2011، بعد يوم من إعلان استقلال الدولة، وفي 15 يوليو، أعلنت حكومة جنوب السودان عن نيتها إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل، وفي 28 يوليو 2011م، أعربت إسرائيل عن ترحيبها بإقامة العلاقات الدبلوماسية مع جنوب السودان وفي 29 أغسطس 2011م، أبدت إسرائيل رغبتها في مساعدة جنوب السودان اقتصادياً، وجاء ذلك أثناء زيارة داني دانون نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي إلى جوبا، وأكد دانون في اجتماعه مع الرئيس سلفاكير أن بلاده مستعدة لتطوير كافة العلاقات الثنائية بين البلدين، وكشف أن تل أبيب ستتعاون مع جوبا في مجالات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا، وحينها قدم دانون الدعوة الرسمية لرئيس سلفاكير لزيارة تل أبيب،. . والتي توجها الرئيس سلفاكير مؤخراً بالطلب من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بتوسيع قاعدة التعاون مع إسرائيل خاصة في مجال التكنولوجيا والتنمية الزراعية والمائية، ومن جانبه وصف بيريز اللقاء بأنه «لحظة تاريخية»، قائلاً : (إن إسرائيل دعمت وسوف تدعم دولة جنوب السودان في جميع المجالات لتطويرها وتقويتها) . ومع هذا التسارع والجدية الصهيونية في مواصلة دعم دويلة الجنوب الوليدة يلاحظ تراخي العديد من الدول العربية في مجابهة المهددات المستجدة . . فلم يعد مصطلح الأمن القومي يلقى أي اهتمام من بعض العرب بعد أن تراجع دور مراكز البحث العلمي والدراسات الإستراتيجية في دعم متخذي اتخاذ القرار بالرؤى الفكرية والمنهجية التي تحكم السياسات . . فأضحى كل شيء قابلاً للمناورة وحل التكتيك موضع الإستراتيجية وسيطرت المزاجية والشخصانية على عقلية رجال الدولة مما أوقع الوطن العربي في سلسلة الأزمات المتتالية !! .