طفح السرور والفخار على وجه مذيعة القناة التلفزيونية الغربية الأشهر وهى تعلن بداية الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، فقالت إنها بدأت من دبى وموسكو فى وقت واحد، كانت تعلن ذلك وقد قامت قيامة الألعاب النارية فى أعلى بناية فى الدنيا وهى البرج الكائن فى دبىِ، وفى نفس الوقت بدأت نيران الألعاب فى موسكو تتشظى وتتطاير فى جنون وقد سدت الأفق بلهبها المستعر.ومن ثم بدأت العواصم وحسب توقيتها تعلن تجاوز نصف الليل بما يشبه الهستيريا. الإعلام الغربى إعلام ذكى وماكر وفعال تديره مؤسسات وعقول لتحقيق المصالح الغربية والاحتفاظ بالتفوق الثقافى الذى هو البند الأقوى لتحقيق تلك المصالح. أنظر إلى رمز دبى ورمز موسكو لقد ضربوا عصفورين بحجر بداية السنة الميلادية (المسيحية)، ومعنى ذلك إن دبى التى هى جزء من الجزيرة العربية والتى هى على بعد خطوات من مكة مركز الإسلام تجنّ كل هذا الجنون وهى تحتفل ببداية السنة الميلادية المسيحية مع أن برجها المتطاول هذا ما تذكر قبل شهرين أن السنة الهجرية الإسلامية قد بدأت ولعل العرب الذين حول هذا البرج لا يستطيع أحدهم أن يحصى أشهر السنة الهجرية القمرية بينما يحفظ عن ظهر قلب السنة الشمسية من يناير إلى ديسمبر كما يتمضمض المتمضمض. فى الجانب الآخر كانت نيران موسكو تنبئ أن روسيا جديدة قد عادت إلى أحضان الثقافة الغربية المسيحية وأن التحول عن الشيوعية قبل عشرين سنة لم يكن تحولاً سياسياً فقط بل هو اليوم تحول ثقافى دينى شامل وبصفة قوية على وجه تاريخ البلاشفة. لو رأيتم كيف احيطت المذيعة بلوحتى الألعاب النارية من دبى وموسكو ورأيتم ان لوحة دبى تقع على يدها اليسرى عرفتم ان دبى مقدمة فى هذا السياق على موسكو لأن هؤلاء الناس يبدأون كل شئ من الشمال فكتابتهم من الشمال إلى اليمين وأعدادهم تكتب كذلك من الشمال إلى اليمين ولو رأيتم وسمعتم كيف كانت المذيعة سعيدةَ بلفظ كلمة (دبى) وهى تتلمظها فى نصر وتبجح لتبين لكم مقدار طيبتنا الزائدة عن اللزوم .