نظم نادي القصة السوداني أمسية حاول فيها ب. عبدالله علي ابراهيم الرد على كتابات الكاتبة ساندرواهيل والتي أشارت في كتاباتها الى أن الاتحاد النسائي السوداني صنيعة شيوعية ... قدمت الأمسية وأدارت الحوار د. ناهد محمد الحسن والتي القت الضوء على كتاب ساندرواهيل قائلة : ما يتناوله اليوم البروف له علاقة بقضايا النوع في السودان واسهامات سيدة اهتمت بالسودان وأولته الكثير في فترة باكرة كانت موجودة هنا في السودان هي الاستاذة ساندرواهيل وكتابها المشهور عن السياسة والنقد في السودان وهو واحد من أهم الكتب التي وثقت للحركة النسوية في السودان وتقاطعاتها مع السياسة ، هذا الكتاب ترجمه الاستاذ شمس الدين ضوء البيت لمركز سالمة لدراسات المرأة ، د. عبدالله علي ابراهيم بحكم انتمائه السابق للحزب الشيوعي السوداني سيكون حضوره هنا خاص جداً لأن ساندرا تحدثت عن الحزب الشيوعي السوداني ودعمه للاتحاد النسائي السوداني وسيكون معنا البروف كموثق ورافض للتجربة وله علاقة شخصية بساندرا وله علاقة بالحزب الشيوعي وبالاتحاد النسائي ، وكلنا يعلم قدرة د. عبدالله في الحديث عن هذه القضايا لنترك له المجال لنسمع رأيه فيما كتبت ساندرواهيل .. ثم بدأ البروف حديثه قائلاً :- مناسبة هذه المحاضرة هي عندما عدت الى السودان ذكر لي الأخ حاتم بأن كتاب ساندرواهيل طبع ونشر وترجم وقد أشارت اليك اشارة غير خافية ، في المقدمة بأنك أتيت اليها وانت ( ككمثار) للحزب الشيوعي شاكياً ومنتحباً ومتهافتاً تشتكي من شكل المادة الموجودة في الكتاب ، وصورة الحزب الشيوعي فيه . وفعلاً حصل ذلك ، ولكنني لم أكن باكياً متهافتاً شاكياً ، لكن الحقيقة هي :- في عام 1984 -1985 كان هناك اجتماع للدراسات الافريقية في مدينة فلاديلفيا وقد زرته ، وحضرت هذا الاجتماع وكنت قبل ذهابي الى الاجتماع قد قرأت لسوندرا مقالة بعنوان (تحت ظل الباترياك ) وهذا هو الفصل الذي تحول لاحقاً الي الكتاب وصدر الكتاب بصورته الحالية في 1996م بعد حوالي عقد من زمان كتابة المقال ، وقد جئت اليها وأول حاجة أقولها عنها انها امرأة أحسنت اليّ احسانا ، وعلى هذه الخلفية من الود ذهبت اليها وقلت لها نحن في الحزب الشيوعي - وكنت وقتها قد فارقت الحزب الشيوعي- فقلت لها ياسندرا ما كتبتيه هذا غير صحيح ونحن حقيقة كحزب شيوعي لا مداخل لنا باللغة الانجليزية وكلمتك هذه قد تكون الأولى عن الحزب الشيوعي السوداني بشكل أكاديمي ويعرض على الناس وسيكون من سوء الحظ أن أول كلمة تكون هي كلمة غاية في السلبية بل وتعكس الأمر عكساً وأنت أدرى وأعلم بشأننا وقد كنت بيننا ، وتنقلت من موضع الى موضع ، ونظرية كتابها الأساسية هي أن صورة الاتحاد النسائي كما هي معروفة هي نبت الباترياك ( الحزب الشيوعي ) ورجال الحزب بالتحديد بنوا هذا الاتحاد على صورتهم وعلى صورة الحزب . يواصل البروف صادف في أخريات ايامي في التفرغ للحزب الشيوعي كتبت مقالة بعنوان نحو حركة شبابية غنية المحتوى متعددة المنابر ، وأعدت نشرها قبل شهور ، فكرة هذه المقالة أتت من تقرير للرفيق الأستاذ عبد الخالق محجوب قضايا ما بعد المؤتمر الرابع 1968م صدر مؤخراً عن دار عزة ووددت أن لو صدر بمقدمة وبهوامش وباضاءات على القضايا المركزية به ولكن صدر كما هو ، كما صدر عام 1968 وهو عبارة عن مداولات اللجنة المركزية في مارس 1986م ، وفي منطقة الحركة الجماهيرية حركة الشباب والنساء ، جاء عبدالخالق بفكرة اعادة النظر في المنظمات الجماهيرية وضرورة الخروج بها من حالة التشبه بالحزب ويجب أن تكون قائمة على مركز ثم نشاط وحيوية لا غير ، مركز يرتب شأنها وعلاقاتها العالمية وعلاقاتها فيما بينها ويعينها بالمدارس والسينمارات ومن بعد ذلك الشباب يكون طليق وكذا النساء ويجتمعن حول أي شئ ، كانت هذه فكرة عبدالخالق وانا كنت بشكل أو آخر متصل بحركة الشباب لأنني كنت آت من تجربة أبادماك وهي تجربة طليقة .. وقلت هذا ينطبق على الاتحاد النسائي وهذا ليست مجالي ولكن كانت مجرد ملاحظة ، الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم زعلت من هذه الاشارة ... المهم كتبت مقال آخر عن كيفية تطبيق خطة عبدالخالق على حركة النساء وعلى اتحاد النساء ، كان هذا التقرير آخر ما كتبت في الحزب الشيوعي عام 1978م ، وانا خارج من الحزب ضمن العهدة سلمته للرفاق ، وهو لم ينشر حسب علمي ، أود ان أخلص من هذا الحديث الى أنني عندما ذهبت الى ساندرا كانت هذه معرفتي بالموضوع وكان علمي لكن ساندرا لم تعمل بما قلت لها ، وصدرت أفكارها في الكتاب كما هي ، لم يتغير المقال الذي نشر قبل عشرة سنوات ، ليس تطفلياً في أن أحاول أن آت لها بمادة مختلفة أو وجهة نظر مختلفة ، وانتبهت الى أنها وصفتني بأني ( الكمثار ) بل طلبت مني في طور من أطوارها أن أزكي الكتاب وزكيته، لكن ظللت أتحدث مع المهتمين بقضية المرأة وأوضح لهم شفاهة حسب علمي بالمسألة ومعرفتي بها ، عندما أتيحت لي الفرصة لأكتب وأجمع الوثائق الموجودة معي في ذلك الوقت بعد عودتي السودان وهي تشمل أشياء مثل الشيوعي 28 تقرير اللجنة المركزية نوفمبر 1966م ، قرارات اللجنة المركزية في مارس 1968م ودورة اللجنة المركزية في يوليو 1968م قضايا ما بعد المؤتمر الرابع ، في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع ...الخ بالاضافة الى مقالات متبادلة ما بين عبدالخالق وفاطمة احمد حول تحسين عملنا في جبهة المرأة ، أول مواجهة كانت هي مقال بين الرفيق عبدالخالق وفاطمة أحمد خطتان لعمل الحزب بين النساء وهذا سيصدر في كتاب عن الأستاذة فاطمة أحمد ، الشيوعي 132 مقال بتوقيع هاجر وهي الأستاذة فاطمة الماركسية وتحرير المرأة ، المهم في تلك الفترة نوقشت قضية المرأة بالذات بعد ثورة اكتوبر ومحاولة اللحاق بشعارات ثورة اكتوبروالمعاني وتحرير المرأة وأنبل الأشياء التي حدثت في ثورة اكتوبر كتحرير المرأة واعطائها حق المواطنة .. هذا ما حدث ، عندما ذهبت لهذه الأستاذة كنت حقيقة طالب الندية كباحث وكشخص يحمل معلومات ، وانا امتلك معرفة ونحن في السودان انتجنا معرفة قلت لها أحب أن تستدركي هذه المسألة ، للأسف واضح أنها لم تتعامل معي بالندية ، ( طرطشتني كدا ) واعتبرتني ( كمثار ) واستمرت تقول في ذات كلامها وهذه المسألة فيها سلطان غربي يجب أن ننتبه له ، وفي رأي هذا خرق كبير جداً لمسألة الندية وهذه مسألة مهمة جداً في علاقتنا مع الغرب ، من نتائج هذا الكتاب أصبحت المعرفة المنتجة من الناشطات النسويات اعادة وتطبيق لهذه الفكرة ، وللأسف الحزب الشيوعي في هذه الفترة تعثر ، وأصبح غير قادر على انتاج معرفة تحمي حتى جدرانه الخارجية ، مثلاً الأستاذة فاطمة بابكر هي ماجستير اتحاد نسائي وظلت تكتب عن الاتحاد النسائي حتى سألتها واحدة من الصحافيات قائلة انتم في السودان تعتزوا بالحزب الشيوعي نتيجة للعلاقة بينهما وقالت لها انا لم أر مثلكم ... هذا في فترة من الفترات ولكن بعد فترة وجدتها غيرت رأيها ، وقالت ان الحزب الشيوعي باطرياقي شكل الاتحاد النسائي على صورته ... بشكل عام أقول سترد الينا بعض الكتب لغربيين لهم اهتمام بالسودان كانت منطوية في انجليزيتها ثم اذا عربت ستصبح معرفة عامة واذا تبناها الناس سيكون في اعادة انتاج أكاديمية غربية على السودان وقد دعا البروف الى غربلة هذا الوافد في ختام الأمسية . شهدت الأمسية التي أمها عدد كبير من المثقفين والمهتمين العديد من المداخلات والمناقشات التي أثرت النقاش الذي قاده البروف بطريقته الممتعة والمعهودة منه .