شارف العمل في تشييد الطريق القاري الذي يربط الاسكندرية بجمهورية مصر بمدينة جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا شارف علي نهايته ، يبلغ طول الطريق بين أرقين دنقلا 400 كيلو متر وتكلفة قدرها 750 مليون جنيه، و الطريق يمثل أهمية اقتصادية كبرى للسودان ومصر فالوصلة الذهبية القصيرة التي تصل بين أبوسمبل قسطل وادي حلفاشرق النيل والتي لا يتجاوز طولها 54 كيلومتر وهذه الوصلة رغم تكلفتها المحدودة يمكنها تنشيط التجارة وتبادل السلع بين البلدين فالطريق يبدأ من أبوسمبل المصرية غرب النيل وهي مدينة طرفية صغيرة على الحدود الجنوبية لمصر تتمتع بكل المقومات اللوجستية من حيث مرور طريق شرياني بها وهو طريق أسوان غرب النيل ومطار دولي وميناء نهري وتقابلها على الطرف الآخر مدينة وادي حلفا التي تمثل مدينة ذات طاقات كامنة لأنها تمثل الطريق البري القديم للقوافل كما أنها ملتقى خطوط السكك الحديدية للسودان منذ انشائها عام 1904م كما كانت ومازالت ميناء نهرياً هاماً للنقل وسوف تزداد أهمية هذا الطريق بعد أن يكتمل انشاء الطريق الغربي الذي يصل منطقة العلاقي الجنوبية بمدينة أسوان بطول 160 كيلومتر وعندئذ لن تكون هناك حاجة لعبور البحيرة من الشرق الى الغرب عند أبوسمبل المصرية وانما ستنطلق القوافل من أسوانشرق النيل وغربه عبر كبري أسوان الجديد كما ستتحول هذه الوصلة الذهبية الى الحلقة الأهم التي تربط طرفي الطريق المحوري الشرياني بين مصر والسودان على الامتداد الشرقي والغربي لنهر النيل بعد الانتهاء من انشاء الطريقين الغربي والشرقي في أرقين ودنقلا ، فضلاً عن انشاء الكباري التي تصل ضفتي نهر النيل في هذه المسافة عند التجمعات السكانية والاقتصادية الهامة. ان انشاء هذه الشبكة الطولية للطرق المحورية لمصر والسودان له أهمية قصوى لمستقبل ومصير شعبي نهر النيل ومن هنا تتضح أهمية انشاء الطريق الغربي أسوان - أرقين - دنقلا- الخرطوم كمرحلة ثانية وعاجلة تلي انشاء الوصلة القصيرة «أبوسمبل - وادي حلفا». فالواقع مرير عانى منه الجميع في الفترات السابقة لعدم وجود أي مسافات مرصوفة أو حتى مجرد مدقات ترابية أو طبقة أساس بين أرقين الحدودية ومدينة دنقلا الا أن هذا الطريق رغم وعورته وتوحشه المطلق هو الطريق الذي تستخدمه قوافل الجمال في رحلتها من المراعي الجنوبية السودانية الى مصر عبر درب الأربعين، والمشهد المألوف للعابرين في هذه الصحراء الممتدة هو منظر الهياكل العظمية للجمال البائسة في مراحل مختلفة مابين مشهد الجثث الكاملة للجمل ورميم عظامها التي قضت نحبها منذ مئات السنين حتى أصبحت تلك العظام بمثابة العلامات الهادية لمستخدمي الطريق لكي لا يتوهوا في تلك الصحراء والتلال الشاسعة ،كما يمكن تصور المصير المؤلم في هذه الصحراء الملتهبة والقاحلة الذي يمكن أن تتعرض له الحافلات السودانية ذات الامكانيات الفنية المتواضعة عندما تواجه الرمال المتحركة أو حينما تتعرض لعطل يصعب اصلاحه، ولم يتسنى لركابها الوصول مشياً على الأقدام الى أقرب قرية على النيل لأخذ شربة ماء أو كسرة خبز أو جرعة دواء، وكم ممن فقدوا والتهمتهم الصحراء ولم يعثر حتى على جثثهم. بعد اكمال هذا الطريق القاري سوف تنتهي كل المعاناة ويستطيع كل أهل السودان أن يصلوا الي مصر بسلام دون صعوبة.