تعثرت المباحثات التي كان من المقرر ان تبدأ أمس باديس ابابا بين وفدي حكومة السودان والجنوب حول الملف الاقتصادي،بعد تمسك وفد حكومة الجنوب،بإعادة الخرطوم كل كميات النفط التي اخذتها مقابل استخدام انابيبها،وإيقاف ما اسمته «نهب بترول الجنوب.» وافادت مصادر مطلعة «الصحافة» ان وفد الجنوب برئاسة باقان اموم ابلغ الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي ،بأنه لن يجلس الى المفاوضات ،لاتخاذ الخرطوم قرارا أحادياً باستقطاع رسوم عبور نفط بالاستيلاء على كميات من البترول المحملة بالبواخر،واشترط الوفد الجنوبي،للدخول في مفاوضات، وإيقاف مصادرة النفط ودفع مبالغ الكميات التي استقطعت والبالغة مليون و400 الف برميل،وحذرت حكومة الجنوب بمقاضاة الشركات التي تشتري بترول الجنوب من السودان، واجري امبيكي مشاورات مكثفة بين الاطراف لمعالجة الامر ،وأكد مصدر بحكومة الجنوب ل»الصحافة» ان الاجتماع لم يبدأ امس، وتساءل (نتفاوض علي ماذا، اذا كانت الخرطوم اتخذت قراراً احادياً ،من المستحيل المواصلة،) مشيرا الى انهم ابلغوا امبيكي بموقفهم في انتظار ما تسفر عنه مشاوراته . من جانبه، اكد الناطق باسم الخارجية، العبيد مروح، ان المباحثات لم تبدأ امس، وان الطرفين لايزالان بأديس ابابا ،مبينا ان الآلية برئاسة امبيكي بدأت في مساع لتقريب وجهات النظر، واتهم عبيد وفد الجنوب بعدم الجدية ،وقال ل»الصحافة» ان وفد الحكومة قدم المطالبات المتعلقة باستخدام البنيات الاساسية والمبالغ التي يجب ان تدفع، لكن ليس هناك جديد من وفد حكومة الجنوب،ومن المفترض ان تقدم حكومة الجنوب طلباتها للوسيط . وكان باقان اموم قال ان السودان يقوم بتحميل المزيد من نفط الجنوب من ميناء بورتسودان على سفن تابعة للخرطوم ،واضاف ان الشركة المشغلة لخط الانابيب أبلغت جوبا أمس الاول، أن الخرطوم قررت مصادرة 750 ألف برميل أخرى وذلك قبل بدء محادثات جديدة في أديس أبابا،وزاد «تلقينا إخطارا ثالثا بأن حكومة السودان جلبت اليوم سفينة أخرى لتحميل 750 ألف برميل أخرى، في هذا الوقت الذي نتحدث فيه الان انتهت حكومة السودان من تحميل سفينتها بالنفط.»