تمسكت حكومة جنوب السودان بإعادة الخرطوم كل كميات النفط التي أخذتها مقابل استخدام أنابيبها وإيقاف ما سمته "نهب بترول الجنوب"، الأمر الذي أدى إلى تعثر المفاوضات التي كانت مقررة الثلاثاء بين وفدي السودان وجوبابأديس أبابا. وأفادت مصادر لجريدة "الصحافة" في عددها يوم الأربعاء، أن وفد الجنوب برئاسة باقان أموم، أبلغ الوسيط الأفريقي، ثامبو أمبيكي، بأنه لن يجلس إلى المفاوضات، احتجاجاً على قرار الخرطوم أخذ كميات من البترول مقابل رسوم العبور، واشترط الوفد الجنوبي، للدخول في مفاوضات، إيقاف مصادرة النفط ودفع مبالغ الكميات التي استقطعت والبالغة مليون و400 ألف برميل، وحذرت حكومة الجنوب بمقاضاة الشركات التي تشتري بترول الجنوب من السودان. وأجرى أمبيكي مشاورات مكثفة بين الأطراف لمعالجة الأمر. وأكد مصدر بحكومة الجنوب أن الاجتماع لم يبدأ الثلاثاء، وتساءل "نتفاوض على ماذا، إذا كانت الخرطوم اتخذت قراراً أحادياً، من المستحيل المواصلة"، مشيراً إلى أنهم أبلغوا أمبيكي بموقفهم في انتظار ما تسفر عنه مشاوراته. عدم جدية من جانبه، أكد الناطق باسم الخارجية السودانية، العبيد مروح، أن المباحثات لم تبدأ الثلاثاء، وأن الطرفين لا يزالان بأديس أبابا، مبيناً أن الآلية برئاسة أمبيكي بدأت في مساع لتقريب وجهات النظر. واتهم عبيد وفد الجنوب بعدم الجدية. وأبلغ الصحيفة "أن وفد الحكومة قدم المطالبات المتعلقة باستخدام البنيات الأساسية والمبالغ التي يجب أن تدفع، لكن ليس هناك جديد من وفد حكومة الجنوب، ومن المفترض أن تقدم حكومة الجنوب طلباتها للوسيط". وكان باقان أموم قال إن السودان يقوم بتحميل المزيد من نفط الجنوب من ميناء بورتسودان على سفن تابعة للخرطوم، وأضاف أن الشركة المشغلة لخط الأنابيب أبلغت جوبا، الإثنين، أن الخرطوم قررت مصادرة 750 ألف برميل أخرى وذلك قبل بدء محادثات جديدة في أديس أبابا، وزاد: "تلقينا إخطاراً ثالثاً بأن حكومة السودان جلبت اليوم سفينة أخرى لتحميل 750 ألف برميل أخرى، في هذا الوقت الذي نتحدث فيه الآن انتهت حكومة السودان من تحميل سفينتها بالنفط".