تنظم وزارة الزراعة بالتعاون مع برنامج بناء القدرات الانتاجية بالسودان - المشروعات النموذجية وولاية البحر الاحمر - صباح اليوم الاربعاء بفندق السلام روتانا ورشة عمل حول الاصلاح المؤسسي والرؤي المستقبلية لمشروع دلتا طوكر الزراعي، حيث من المقرر ان يتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من وزير الزراعة والغابات الاتحادي د. عبالحليم المتعافي ووزيرة التعاون الدولي الاستاذة اشراقة محمود وعبدالقادر جعفر وزير الزراعة بولاية البحر الاحمر و د. جيوف غريفث مسؤول البرنامج الاوربي فيما يخاطب بقية الجلسات عدد كبير من الخبراء والاساتذة في هذا المجال ، وبحسب الاستاذ احمد حسين احمد خبير الاستدامة المؤسسية فإن الورشة تأتي كخلاصة لدراسات وتوصيات سابقة معظمها تصب في معالجة الهياكل المؤسسية والاختلال الاداري الذي لازم بنية مشروع دلتا طوكر الزراعي لعقود من الزمان واقعدت به دون تحقيق الاهداف المرجوة من خلال احجام المانحين والمستثمرين عن الدخول لانعاش المشروع . ومشروع دلتا طوكر الزراعي الذي يقع الى الجنوب من مدينة سواكن يحتل مساحة تقدر بأربعمائة وعشرين الف فدان او قريباً من هذا الرقم وتنقسم الدلتا الى ثلاثة اجزاء هي الدلتا الوسطى وتمثل الاراضي الواقعة وسط الدلتا وهي عالية نسبياً وجيدة التربة ومضمونة الري ، والدلتا الشرقية تضم الاراضي الواقعة شرق مدينة طوكر وهي اراض منخفضة نسبيا ويسهل ريها ، اما الدلتا الغربية فهي تقع الى الغرب من طوكر وهي منخفضة ومتأثرة بالكثبان الرملية التي حالت دون ريها طيلة فترة ربع قرن من الزمان . ويستوطن منطقة الدلتا خليط من السكان من قبائل مختلفة ومتناغمة من البجا مثل الهدندوة والارتيقة والكميلاب والاتمن والامرأر والتقراي والنوراب والحسناب والبني عامر وكذلك يعيش بالمنطقة الفلاتة والهوسا والبرنو والحضارمة والاتراك والصعايدة والهنود اضافة الى الشايقية والجعليين والعليقات ومواطنون من دارفور وكردفان وجبال النوبة . ومن الواضح بحسب الاهتمام الذي توليه الجهات المختصة بالتعاون مع برنامج بناء وتأهيل القدرات الانتاجية التابع للمشروعات النموذجية الممول من الاتحاد الاوربي وولاية البحر الاحمر، ان اتجاهاً قوياً برز لاعادة الحياة لمشروع دلتا طوكر الزراعي بعد ان ساهمت عدة عوامل في مواته وعدم تمتعه بالتمويلات الانعاشية ، وبغض النظر عن الاسباب التي ساهمت في اضمحلال المشروع فإن الصحافة السودانية تدعم الجهود التي تبذلها الاطراف المشاركة في الورشة من اجل اعادة الامل للمزارعين البسطاء في شرق السودان والذين كانوا يعتمدون على الزراعة في المساحات المشبعة بالري من اراضي الدلتا وصنعوا بها حيوات كريمة في الماضي الغابر الى ان جاءت سنوات الاهمال وعانى المزارعون بسبب عدم توفر الامكانات ، ان الجهود الحالية التي تبذلها حكومة البحر الاحمر بالتنسيق مع البرنامج الاوربي والخبراء في هذا الخصوص ونذكر منهم على سبيل المثال الاستاذ احمد حسين احمد هي جهود مقدرة نتمنى ان تتواصل وصولاً الى غاية مرتجاة تتمثل في قيام مشروع دلتا طوكر الزراعي مجدداً كمورد تنموي ينهض بانسان شرق السودان ويرفد اقتصاد الوطن بصفة عامة . إيقاف ضخ البترول من الجنوب من المهم ان تقرأ الخرطوم مدلولات قرار حكومة دولة جنوب السودان القاضي بايقاف ضخ البترول عبر خط الانابيب المار بالشمال ..من المهم ان تقرأه قراءة صحيحة لانه اخطر قرار تتخذه حكومة جوبا منذ اعلان انفصال ذلك الجزء العزيز من ارض الوطن الام ، ان القرار ليس بالضرورة ان يكون جنوبياً اذا كانت هنالك ثمة اصابع اجنبية تراهن على تخريب العلاقات بين الشمال والجنوب كمدخل لتنفيذ المزيد من التقسيم لارض السودان على خلفية الازمات المتشابكة مع بعضها البعض ( ازمات تمسك برقاب بعضها البعض )، فالنفط مرتبط بحالة الحرب والسلام مع دولة الجنوب وهو مرتبط بمصير النزاع حول أبيي وهو مرتبط بالاستقرار السياسي في الشمال اضافة الى ارتباطه الوثيق بروح التعاون مع الاتحاد الافريقي كشركاء في القارة وشركاء في الازمات ، ان الخلافات حول النفط توشك ان تصبح ملفاً دولياً يجرجر معه العديد من الملفات ذات الصلة فهل قرأت الخرطوم ملف العلاقات المتشابكة جيداً ؟