في نصر وسبق سوداني جديد يضاف لانجازات السودانيين في الخارج، أحرز رجل الأعمال عبد المجيد المشلي المركز الأول وحصل على الميدالية الذهبية في مهرجان الأطعمة العالمية بالعاصمة اليابانية طوكيو، وهو أول سوداني يستثمر في مجال الأطعمة السودانية، وأول سوداني يدخل صناعة الشاورما إلى اليابان. فمن هو عبد المجيد المشلي؟ وكيف وصل الى بلاد الواق واق اليابان ليجعلها منطلقاً لتحقيق آماله وأحلامه؟ وكيف حصل على هذا المركز؟ وماذا عن المهرجان الذي أحرز فيه الميدالية الذهبية؟! قصة نجاح وكفاح عبد المجيد أحمد الأمين المشلي رجل ملء برديه قوة الارادة والاصرار والطموح الوثاب، وهو من مواليد حي الامتداد الشعبي بالخرطوم والذي يفخر ويعتز بانتمائه اليه، درس مراحله الاولية بالخرطوم، وتخرج في جامعة النيلين كلية التجارة، وحصل على دبلوم العلوم المصرفية من انجلترا ليلتحق بعده بالبنك السعودي السوداني قبل أن تتجه انظاره ويشد رحاله لبلاد الشمس المشرقة (اليابان)، وهناك عمل في مزارع الدواجن والأبقار ومصانع الحديد حتى استطاع أن يكون له رأسمال صغير ليبدأ به عمله الخاص. معاناة وإبداع يقول المشلي: ان الطريق لتحقيق أحلامه لم يكن مفروشاً بالورود، فقد واجهته مصاعب جمة، ومشاكل وتهديدات من العصابات المنتشرة في اليابان وكانوا يدفعون لها اموالا في مقابل ان تظل أعمالهم قائمة ومستمرة. ويستطرد: ورغم ذلك استطعت أن انشئ عربة متحركة لصنع وتوزيع الأطباق السودانية تجوب الشوارع والمحطات الكبيرة في العاصمة اليابانية، بعد ثلاثة أشهر من العمل الدؤوب المتواصل آناء الليل وأطراف النهار أتاني أحد اليابانيين وسألني عن وجهتي وجنسيتي، فأخبرته، وسألني ان كنت أجد راحتي في هذا العمل، فأجبته بأنني لست مرتاحاً فعرض علي العمل في شركة لصنع الأطعمة، حيث عملت بها عدة سنوات قبل أن استقيل وانفصل عنها بشركة خاصة باسم (أكلات شمال أفريقيا) لم تكن مسجلة تجارياً في البدء، وأتاحت لي هذه الشركة الولوج لعالم المهرجانات والاحتفالات العالمية في اليابان، وكان هذا حافزاً ودافعاً قوياً لتجويد أداء الشركة وتطوير أعمالها بصناعة أطباق سودانية يعشقها اليابانيون مثل طبيخ البامية والرجلة وغيرها، ووجدت هذه الأطباق القبول والاشادة من إدارة الشركة ولقيت نجاحاً ورواجاً منقطع النظير في المهرجانات. .........؟! يبدو السودان لليابانيين عالماً مجهولاً، فهم لا يعرفون عنه إلا أنه مكان للحروبات والنزاعات، وكثير من اليابانيين يرغبون في زيارة السودان لكن (الفيزا) تقف حجر عثرة في طريقهم. * بعد وقت وجيز أخذت الشركات الأخرى تتهافت علينا وأخذ دخل الشركة يتصاعد ويتوسع عملها، وينتشر اسمها. في مايو 2005م انشأت شركة جديدة باسم (بي سوفت نايل) تيمناً باتفاقية السلام في السودان، بعد ذلك طلبنا من شركة التايوتا اليابانية تصنيع عربات لتوزيع الأطعمة (شراكات) كنا نصممها بأنفسنا، وكان سعر العربة ثلاثة آلاف دولار، بينما اشترينا من شركة التايوتا بضع عربات، حتى بلغ اسطول الشركة (4) تراكات. واصبحت شركتنا من أولى شركات الأطعمة في اليابان. مهرجان الأطعمة العالمية في طوكيو في كل عام يقام اكبر معرض للسيارات في طوكيو برعاية شركة التايوتا ومعظم شركات السيارات الكبرى في اليابان وكانت شركتنا حضورا في هذا المعرض، وفي هذا العام نظمت مسابقة للاطعمة والمطاعم المعروفة من (32) دولة من كل قارات العالم، وشاركت شركتي (ناب جابان) في هذه المسابقة وحصلت على المركز الاول بجدارة مكتسحة كل الشركات المنافسة. الكادر الذي يعمل في شركتك؟ كلهم من الأجانب، ومن جنسيات مختلفة مما ساهم في تعريف الشعوب الأخرى بالاطباق السودانية. عبد المجيد المشلي في خواتيم هذا الحوار، اوضح انه رغم اجادته وابداعه في صنع الاطعمة السودانية الا انه يفضل ان يأكل من ايدي شقيقاته، ويفضل ان يأتيه الطعام جاهزاً وان كان لا يمانع في المشاركة في اعداده. وقال: الشكر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد، واعتقد ان الحظ قد حالفني كثيرا حتى وصلت الى ما وصلت اليه. وكذلك دعاء الاهل والاصدقاء، ورضا الوالدين، ولوطني العزيز يد سلفت ودين مستحق..