حذر زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي من اندلاع حرب عدوانية شاملة بين شمال السودان وجنوبه تقضي على الاخضر واليابس، وطالب الاممالمتحدة بالتدخل لوقف التصعيد ومنع نشوب حرب، وان تجرم أي طرف يبدأ بالقتال. وقال المهدي، لدى مخاطبته الآلاف من انصار حزبه بمدينة سنجة بولاية سنار، ان حزب المؤتمر الوطني فشل في ادارة الدولة ،وزاد «الجماعة الدرب راح عليهم في الموية» ، وتابع «نحن مستعدين نمرق الدرب من الموية ،لكن وفقا لشروط تحقق بموجبها اقامة دستور جديد وعلاقة خاصة مع دولة الجنوب». وطرح المهدي مشروع ميثاق وطني لنظام حكم جديد، وقال ان تحقيقه ليس بالأماني وانما بالضغط وممارسة كافة اشكال العصيان المدني ، مبينا ان الميثاق سيطرح على القوى السياسية بعد ان فشل الحزب الحاكم في حكم البلاد، ويتبنى الميثاق نظاما جديدا لحكم البلاد ووقف الحرب الدائرة. وطالب رئيس حزب الامة بوقف الحرب في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، والسماح بوصول المساعدات والاغاثة للمواطنين، وعدم استهداف المدنيين العزل، واكد تبني حزبه لاتفاق سياسي عاجل لوقف الاقتتال في المنطقتين. واتهم المهدي حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالفشل الذريع في حكم البلاد وعدم معالجة الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة، وقال «الما بعرف الكاس ما بيدوهو يغرف لانو بيكسر الكاس ويعطش الناس» ، واضاف «هذا ما حدث منهم كسروا الكاس وعطشوا الناس». وأم المهدي المصلين في مسجد الانصار في سنجة امس، وشن هجوما على مكفريه ووصفهم بشذاذ الآفاق، ونصح الحكومة بعدم اللعب بالنار، وقال انها تلقي بهؤلاء الجناة على خصومها، وطالب بوضع قانون رادع لتجريم التكفير، وقال انه رفض المشاركة في السلطة تحت التهديد والاغراء، وزاد «دعونا للمشاركة في الحكومة المريضة وليست الحكومة العريضة». واشار الى ان رؤية حزبه تتركز على استراتيجية الجهاد المدني حال رفض النظام للاجندة الوطنية. وطالب المهدي اطراف النزاع من الحكومة والحركات المسلحة بتجنب استهداف المدنيين، كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على الدولتين بهدف التوصل الى اتفاق حول القضايا المتبقية بينهما. وكشف انه طالب الاممالمتحدة بتجريم الدولة التي تبادر الحرب سواء كان الشمال او الجنوب، وقطع بفشل النظام في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، وقال انها تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية وصفها بالمأساوية. وقال المهدي لدى مخاطبته المصلين، ان الترقيع لا يجدي، والمطلب الشعبي المشروع هو اقامة نظام جديد من أعلى النظام الى أسفله، والالتزام بسياسة جديدة لتصفية دولة الحزب، واقامة دولة الوطن. واضاف «نخاطب كافة القوى الواعية والوطنية داخل المؤتمر الوطني بأننا على استعداد للاتفاق على ثوابت دينية هي: حرية العقيدة والضمير، والالتزام بقطعيات الشريعة، والتعايش السلمي مع الأديان، واحترام التعددية الثقافية في ظل دولة تكفل المساواة في المواطنة، والالتزام بالثوابت الوطنية». واكد ان عناصر كثيرة من أعمدة النظام رفعت يدها وصار موقفها موضوعيا الى جانب المعارضة. واوضح ان الفساد صار قرصنة تجاوز ما جاء موثقا في تقارير المراجع العام،وزاد «فساد رموز النظام وشركاتهم وصفقاتهم أزكمت مفرداته الأنوف».