* فركت عيني وهالني الأمر واستهوتني أحزان عندما طالعت رصدا تناول جانبا من حديث وزير التعليم العالي خميس كندة، في مؤتمر اذاعي الجمعة الماضي عندما سئل عن التوسع في دراسة اللغات الاجنبية، بالتركيز على الانجليزية فرد: " اللغة العربية هي لغة العلم والأصل، ولايمكن أن تستبدل، ومن أراد تعلم اللغات الأجنبية عليه التوجه للمعاهد والبعثات التي تعمل في هذا المجال فيمكنها أن تقدم المزيد". اللغة الانجليزية هي اللغة المعتمدة الثانية في البلاد بعد العربية، وكان السودانيون متفوقين فيها ويتقنونها ويتحدثون بها، كأنها لغة أمهاتهم وآبائهم،ولم يحدث ذلك الا عندما كان هناك اهتمام باللغات في المدارس التي تخرج فيها وزير التعليم العالي التي يستكثر فيها على طلابنا دراسة اللغات الأخرى التي صارت مفتاحا للمعرفة والعلم، وأحد أدوات كسب العيش في عالم لم يعد يعترف بمن لا يعرف أكثر من لغة. فالتوسع في دراسة اللغات الاجنبية لا يعني استبدال اللغة العربية بلغات أخرى ،وتعلم الانجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والصينية التي يتحدث بها غالب أهل الارض لا يعني الركون الى المستعمر ،وكم عقدت ورش وحلقات مدارسة في الخرطوم والولايات لمناقشة تدهورالانجليزية في المدارس،ولكن يبدو أن وزير التعليم العالي من كوكب آخر،ولا يريد للطلاب التقدم والتطور في التعليم والتسلح بالعلم الذي لا يمكن حصاده بلغة واحدة،نريد أن يتعلم أطفالنا اللغات الأخرى بجانب العربية منذ الصغر،ولكن ان كان خميس كندة لا يرغب حتى في دراستهم لها بالجامعات، فعلى التعليم العام والعالي السلام،وشر البلية ما يضحك..!! * يبدو أن الجمعة الماضي كان يوم الكوارث والحديث الأناني من وزير التعليم العالي والتصرف اللاعقلاني من "صندوق دعم الطلاب"،فبطلب منه داهم المئات من رجال الشرطة فجرا داخليات يقيم بها طلاب من جامعة الخرطوم وتعاملوا بغلظة مع مئات الطلاب الذين كانوا نياما استيقظوا بالعصي وتم اقتيادهم كالمجرمين الى مخافر الشرطة،رغم أن في هذه الداخليات حراسا يتبعون للصندوق يأتمرون بأمره ،في خطوة عززت الصورة السالبة لبلادنا في الاعلام الدولي حيث صورت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العالمية الأمر كأنما المتمردون دخلوا الخرطوم فجرا فتصدى لهم رجال الشرطة المدججون بالاسلحة. * والأسوأ من تصرف صندوق دعم الطلاب كان تبرير الحزب الحاكم، حيث اتهم نائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم محمد مندور المهدي المعارضة بأنها وراء ما جرى في داخليات الطلاب..، فماذا كانت ستفعل المعارضة ان لم يتصرف الصندوق بهذه الطريقة الرعناء؟،وكون أن المعارضة استغلت ما حدث فهذا أمر طبيعي ،والمخطىء ليس المعارضون وانما من منحهم كرتا ووضع أمامهم "كرة مقشرة في خط ستة" جاهزة لتسجيل هدف مضمون،وان لم تستثمر المعارضة أخطاء غرمائها فكيف تسجل عليه نقاطا بلا تعب أو جهد،حديث مندور بضاعة قديمة ففي عهد النميري عندما حدثت أزمة في السكر والخبز اتهم الجبهة الوطنية المعارضة بأنها تشتري الخبز والسكر من الأسواق وترميهما في البحر لاحراج حكومته،أبحثوا عن الفشل يا مندور قبل أن تبحثوا عن مشجب لتعليق خيباتكم. وداعاً أمير الحسن ان القلب ليحزن وأن العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي الله،انا لفراقك محزونون يا وردي، فقد رحلت عن دنيانا ولكنك ستظل باقياً فى وجداننا وقلوبنا وعقولنا؛ لأنك قامة وهرم وعلم ، رمز للفن السوداني الأصيل الذي حلق باسم السودان ورفرف عربيا وافريقيا. وردي شخصية غير عادية قل أن يجود الزمان بمثلها ،كان معلماً وموسيقاراً مبدعا وفناناً انسانا ،أسعد وأطرب، وأثرى الساحة الوطنية والفنية، وفقدت المنطقة برحيله أحد رموزها الأفذاذ، لكن العزاء أنه ترك بصمة لا تمحى، وارثا فنيا عظيما،وحفر اسمه في وجدان كل من تشنفت آذانه بصوته الشجي. وسيظل خالدا راكزا في الذاكرة..، لن نعزي أسرته فحسب، بل الشعب السوداني الذي فجع وسالت دموعه جداول..وداعا أمير الحسن.