٭ والعالم يتجه بكامل ارادته نحو الازدهار والرفاهية ونيل المعرفة وادق اسرار العالم والتعلم من اجل تطبيق كل ما ذكر في تفاصيل الحياة المختلفة، لذلك نجده يسرع الخطى نحو الابتكار والابداع والاختراع في المجتمع ليبقى كل هذا لونا مميزا وفريدا وقادرا على المنافسة بأجيال تسعى لرمي الجهل خلفها واضاءة عتمته بالعلم والمعرفة والتجربة واهتبال الفرصة وتوظيفها لبناء الدولة التي هي العنوان الاول للفرد الذي يعيش في باطنها، ويغوص يوميا في وجودها. والسودان كواحد من هذه الدول يعلن وزيره الذي صمت دهرا ونطق بما لا يتسق والتوجه الحضاري الذي تردده حكومته وبعظمة لسانه في مؤتمر التعليم العام من (يريد اضافة لغة اجنبية عليه التوجه نحو المعاهد والبعثات)..!! واللغة العربية هي الأصل.. ٭ اللغة الأجنبية سيدي الوزير هي جسر التواصل وكسب المزيد من المعارف والبحث في تراث الآخر ونقل معارفنا اليه بلغته بعد اجادتها وفتح آفاق جديدة لنا للانطلاق نحو العالمية الذي لا تخدمه اللغة العربية وحدها بل لابد من وجود اللغات الاجنبية وعلى رأسها الانجليزية التي هي لغة العصر في هذا الزمان وورقة (التداول) الاولى بلا منازع .. ٭ يقول خميس كجو حديثه ويمني نفسه باستشراف وطنه آفاق التقدم والرقي وكيف ذلك وهو يحاصر بني وطنه ب (الولاء) ل (لغة واحدة) تظل (محلية) مهما بلغ شأنها ووزيرنا الهمام هنا يريد ان يحصر علم طلابه في الدراسة بالعربية وحدها وهو جالس على كرسيه لا يعلم الى اي مدى وصل العالم من حوله ب (نهله) من اللغات الاجنبية التي فتحت امامه الكثير من الابواب المغلقة، فالعالم بفضل لغاته المتعددة في المجتمع الواحد يخطو سريعا في مجالات شتى ويأمن شر القوم الآخر ونحن لن نستطيع بعد حديث وزيرنا ان (نفك الحرف الأجنبي) لأننا لا نملك (مفتاح الطبلة) التي انتهى من وضعه خميس كجو في جيب سترته واكد لمن يهوى تعليم اللغة الاجنبية ان يتجه لغير المدارس السودانية..!! ٭ السؤال هنا هل يعلم السيد الوزير ان العربية هذه تتعثر مدارسنا فيها ويهرب طلابنا من حصصها ويرسب العديد منهم في امتحان اللغة التي يريدها الوزير ان تكون الاصل..؟!! لذلك فالتوسع في دراسة اللغات الاجنبية مطلوب الآن لنواكب العالم المتقدم المتحضر الراقي ونترجم له موروثنا الثقافي والعلمي والتاريخي الذي نفخر به ونتباهى بنشره في اعماق عالمه وبلغته فنجبره على قراءة مجتمعنا قراءة صحيحة بل ونتفوق عليه في اتقان اللغة.. أبَعد كل هذا يود الوزير حصرنا (عربيا) فقط؟ همسة: يأتيني صوتك.. يستوقفني رغم الزحام... فأكثر من الإلتفات... أسرع الخطو باتجاه الصوت... لأكتشف أنه ... ينطلق من داخلي ...