يعتبر حاتم محمد عثمان المذيع بالاذاعة السودانية من الاعلاميين الشباب الذين صقلتهم تجربة العمل الإذاعي بعدد من المحطات الإذاعية الولايية وقد صارت له منذ فترة طويلة بصمته الخاصة عبر اثير هنا ام درمان التي قدم من خلالها عددا كبيرا من البرامج والفترات المفتوحة والسهرات المسجلة والمباشرة التي رسخت في اذهان المستمعين وحقق بها جماهيرية كبيرة وخلق بينه وبين المستمع الفة حيث عرف بالتلقائية والحضور والصوت المميز ومن تلك البرامج التي برع في تقديمها سهرة ليالي وصالة فنون ومنوعات الجمعة وبرنامج اقبل الليل. قال حاتم محمد عثمان انه مدين لكل الذين عمل معهم في الإذاعات الولايية واذاعة هنا ام درمان وانه تعلم من الكبار الكثير من الاشياء منها احترام الوقت والعمل بإخلاص وقال انه مازال تلميذاً في مدرسة كل الذين سبقوه في هذا المجال والذين لا يجد غير الوقوف اجلالاً وتحية لهم. يرى حاتم ان تجربته في العمل بالاذاعات الولايية كانت له بمثابة خبرة قادته للنجاح حيث جاء الى الاذاعة السودانية وهو يحمل ذخيرة وافرة من عادات وتقاليد وارث الاهل في الولايات إضافة الى ذلك يرى ان العمل بالإذاعات الولايية يجعل من المرء إعلاميا شاملا لان العمل يكون في جميع الاقسام فقد كان قارئا للاخبار ومعدا للبرامج ويقوم بتسجيلها وكذلك عمليات المونتاج وهو اول مذيع يقول «هنا القضارف». تخصص حاتم لاحقا في مجال تقديم برامج المنوعات التي وجدها قريبة الى نفسه وقال هذا لا يمنع ان يكون مذيعاً في مجالات اخري ويرى ان برامج المنوعات في الخارطة البرامجية للاذاعة السودانية تأخذ حيزاً مرضياً وتحقق الرضا للمستمع بدليل ان المشاركات والتفاعل معها من قبل المستمعين في كل البرامج كبير جدا ويقول ان من اهم مميزات مذيع المنوعات هي التلقائية والثقافة والحضور الذهني والبحث الدائم عن المعلومة وان يكون مدركاً لكل ما يدور في الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية محلياً وعالمياً كما يجب ان يخاطب المتلقي بلغة بسيطة وفوق ذلك كله يجب ان يكون صادقاً مع نفسه وبالاذاعة السودانية برامج المنوعات تخاطب المستمع في حديث من القلب الى القلب. يرى حاتم ان الثنائيات مطلوبة في العمل الإذاعي ويقول انه عمل مع عدد من المخرجين الذين اضافوا له الكثير وكانوا سبباً في نجاحه ومن ابرزهم الاساتذة معتصم فضل والشاذلي عبدالقادر وابوبكر الهادي وحسب الرسول كمال الدين وصلاح التوم وصلاح حواية الله ومحمد عبدالمنعم خفاجة ويعقوب آدم فضل وطاهر محمد احمد ودبورة ومحاسن احمد عبدالرحمن وقد شكل ثنائية مع زميلته آمنة سليمان وكانا يتبادلان المعلومات ويصحح كل منهما الآخر وهذه الثنائية دائما ما تعطي نكهة خاصة لكل البرامج التي قدماها معا . نفى حاتم الاتهام الذي يقول ان سهرة ليالي الاسبوعية التي ظل لسنوات يقدمها بالاذاعة السودانية تقدم فقط المناشط بولاية الخرطوم وقال انها تبحث عن الجديد في العاصمة والولايات لعكس المناشط الثقافية وانه يتذكر من اشهر السهرات الولايية سهرة بعنوان ليلة الوفاء ورد الجميل للفنان الامين عبدالغفار التي نظمتها ولاية الجزيرة بمنطقة المسيد. قال حاتم ان المايكرفون عشقه الابدي ويتعامل معه بإحساسه في توصيل البرامج وذلك من خلال فن الرؤية عبر الاذن وان المذيع يحتاج الى مهارات كبيرة لنقل المستمع عبر الخيال وجعله يحلق في فضاءات الجمال، وقال ان له تجربة ايضا من خلال التلفزيونات الولايية وتلفزيون السودان حيث قدم سهرات كانت اضافة لمسيرته . وقال حاتم ان اذاعات الاف ام الجديدة لايمكن ان تسحب البساط من الاذاعة السودانية لان «هنا ام درمان» هي التاريخ والاصالة والعراقة وصوت السودان الشامل وظل عطاؤها متواصلا وتعاقبت عليها اجيال اعلامية فذة. وقال ان الإذاعات الاخري لها الاحترام وهي تلعب دورا ايضا في تقديم خدماتها للمستمعين ولكن ليس هنالك مقارنة بينها وبين الاذاعة الام ذاكرة الامة السودانية.