اعلن والي الشمالية، فتحي خليل، ان ولايته زرعت حوالي 70 الف فدان من القمح في الموسم الشتوي في محاولة للحد من استيراد المحصول وتوطين زراعته بالداخل بشكل كامل، واقر بوجود مشاكل تواجه عملية التوسع في الزراعة بالشمالية من بينها سوء الادارة وارتفاع تكلفة استغلال الاراضي التي تقع بالقرب من النيل، وكشف عن قرب استخدام طريق وادي حلفا قسطل الذي يربط السودان ومصر عقب مناقشة البروتوكول الخاص بالجوازات والجمارك ونقاط العبور. وشكا الوالي في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي الذي بثته الاذاعة من مدينة دنقلا امس، من احجام المصريين عن الدخول في المنطقة لاستزراع الاراضي، وقال ان شركة مصرية خاصة استجلبت مصنعا لمنظمات الري الحديثة لمشروع زراعي في قلب الصحراء تبلغ مساحته نحو 50 الف فدان، واوشك على انتاج القمح والجاتروفا لانتاج الوقود الحيوي، واضاف «لم نصل الى المرحلة المرجوة في استغلال الاراضي مع المصريين». وقال خليل ردا على سؤال من مقدم البرنامج حول استخدام العمالة المصرية في الزراعة بالسودان «سنسمح باستخدام العمالة الاجنبية في اطار القوانين السودانية، ولن نمنح اكثر من 100 الف فدان في المرحلة الاولى للمستثمرين حال تلقينا طلبات الاستزراع في المنطقة بواسطة شركاء اجانب». ورهن خليل الشروع في انشاء سد كجبار باستشارة الاهالي واشراكهم في عملية التوعية بالفوائد التنموية والاقتصادية للمشروع وضمان عملية التوطين والحقوق المترتبة على الهجرة، واستصحاب ارائهم حول العملية برمتها، واكد ان انشاء السد متوقف على التمويل وليست هناك خطة للشروع في بناء السد حاليا، وزاد «ان طالبت الاغلبية بقيام السد فإن الاقلية يجب ان تخضع لها». ونفى ان يكون تأخر نقل خطوط الكهرباء الى محليتي وادي حلفا ودلقو بسبب تعمد السلطات تجاهل المنطقتين وعدم ادراجهما في خطط مشاريع الكهرباء جراء موقفهما الرافض لقيام سد كجبار، وقال ان خطوط الامداد من سد مروي شارفت على تغذية المنطقتين. واعلن الوالي ايقاف كافة الرسوم المحلية على الزراعة خاصة رسوم النخيل المثمر وغير المثمر، وقال ان ارتفاع تكلفة تحصيل الرسوم اجبر حكومته على الغائها في موزانة العام الحالي، وحدد معوقات التوسع الزراعي بالشمالية في ارتفاع تكلفة تجهيز الاراضي الواقعة قرب النيل بجانب مشاكل مجالس ادارات المشاريع الزراعية، والتي هي بحاجة الى انتخاب اعضاء فاعلين في العمل العام واستخدام وتطبيق قانون العمل الزراعي . وقال ان ولايته بدأت تروج لاستثمار اراضيها الزراعية وحظيت بإقبال كبير من المستثمرين المحليين والاجانب، ابرزهم مستثمر سعودي سيصل الاثنين المقبل للاتفاق حول مشروع زراعي ينوي استزراعه في المنطقة . وربط خليل، نجاح فرص الاستثمار بتوحيد نوافذ الخدمة والاعباء الادارية لتسهيل عملية انشاء المشاريع دون بيروقراطية، وقال ان مسؤولين سعوديين ابدوا بعض الملاحظات حول بيئة الاستثمار في السودان، مؤكدا انها ملاحظات صحيحة يجب التصدي لها لجذب الاستثمارات. وتوقع الحصول على كميات مقدرة من الذهب عقب شروع 8 شركات في التعدين بولايته وانتشار عملية التعدين الاهلي في مناطق البرقيق ودلقو، وقال ان شركة تركية تنقب عن الذهب ستتمكن من انتاج الذهب في مايو المقبل بشكل رسمي . وتحدث خليل عن الوضع الصحي بولايته، وشدد على عدم وجود حالات مكثفة لمرض السرطان وقال انه ظل يسمع كثيرا عن دفن نفايات ابان نظام مايو في الشمالية ولكنها تظل مجرد احاديث تفتقد الدقة، موضحا ان خبراء في الصحة اجروا مسوحات متقدمة اظهرت احصائيات غير مقلقة لا تتجاوز المعدل، واضاف ان الولاية احتلت المرتبة الخامسة ضمن ولايات اخرى اجرت مسوحات متطابقة وزاد «ان سألتني عن الايدز فهناك 33 حالة فقط في الولاية».