تعتبر محلية أبو حمد من اكبر محليات ولاية نهر النيل، ورغم الامكانيات العالية والموارد المقدرة التي تمتلكها وعلى رأسها عائدات الذهب، الا ان قطار التنمية يمضي فيها ببطء لا يتماشي مع تطلعات المواطنين الذين يربو عددهم عن الثمانين الف نسمة، ورغم أن عمليات التنقيب عن الذهب أسهمت في احداث حراك وانتعاش اقتصادي واضح في المنطقة، الا ان الخدمات مازالت دون الطموحات، فالمحلية التي تضم اكثر من ثمانين حيا وقرية مازالت تعيش في ظلام دامس وتعتمد بصورة مباشرة علي كهرباء المولدات التي تغطي جزءاً من حاجة حاضرة المحلية، فيما يلف الظلام المناطق الاخرى، وتبدو المفارقة جلية في أمر كهرباء المنطقة، لجهة انها تقع على مرمى حجر من سد مروي الذي وصل تياره الكهربائي الى معظم انحاء السودان غير انه تجاوز ابو حمد، ويؤكد المواطن صالح حسن أن الكهرباء باتت ضرورة ملحة خاصة للمشروعات الزراعية التي قال انها مازالت تعتمد على الجازولين، مما أسهم في ارتفاع تكلفة الانتاج، وبخلاف ذلك يرى الشاب حازم ان المحلية تفتقر الى الخدمات الصحية المتكاملة، وذلك لعدم توفر الأجهزة الطبية الحديثه والاختصاصيين بمستشفيات المحلية، مشيرا إلى ان هذا الأمر جعل معظم المرضى يبحثون عن الشفاء بمشافي عطبرة والدامر، مؤكداً ان هذا يكلفهم اموالاً باهظة في التنقل والاقامة ومواجهة تكاليف العلاج، وقال ان ابو حمد رغم وقوعها على مرمى حجر من النيل، غير أن معظم قراها تشكو من عدم توفر المياه النقية للشرب، وابان ان المحلية تحتاج لجهود مكثفة من قبل حكومة الولاية حتى تتمكن من التطور والمضي قدماً الى الامام. فيما يكشف المدير التنفيذي للمحلية مأمون مجذوب شعراني عن جهود كبيرة بذلت خلال المرحلة السابقة من أجل ترقية الخدمات وتوفيرها للمواطنين، وقال إن المحلية تعتمد بصورة مباشرة على مواردها الذاتية، وتوجهها الى البني التحتية بنسبة 100%، وقال إن الربع الاول من هذا العام شهد عملاً مكثفاً في محور مياه الشرب، حيث تم التعاقد كما أبان مع شركات لتركيب شبكة مياه بمدينتي ابو حمد ومقرات بأكثر من200 الف جنيه، مشيراً الى ان المحلية أوصلت شبكة المياه إلى القرى ايضا، كاشفاً عن تقديم المحلية دعماً مقدراً بصورة راتبة للمستشفيات والاطباء، موضحاً أن المحلية تمتلك مولدين لانتاج الكهرباء يعملان بحالة جيدة ويغطيان مدينة ابو حمد، وثمن الجهود الكبيرة التي ظل يبذلها معتمد المحلية في سبيل توصيل الكهرباء العامة للمنطقة، وقال إن المحلية وضعت خطة طموحة لتأهيل الطرق عبر انشاء ردميات في عدد منها، مؤكداً أن المحلية بدأت تمضي بخطوات جيدة إلى الأمام، وانها قادرة بعد فترة قصيرة على توفير الخدمات الاساسية للمواطنين الذين اشاد بهم لحسن تعاونهم وتفاعلهم مع برامج الولاية والمحلية.