تتجه جموع الناخبين بجميع أرجاء البلاد في الثامنة من صبيحة اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلونهم في المناصب التنفيذية والتشريعية بمختلف مقاماتها وتقسيماتها ،غير أن المراقب يلحظ أن ثمة هدوء أشبه بحالة التوقف ساد اسواق العاصمة القومية الخرطوم أمس وعزا بعض التجار ذلك إلى أن يوم أمس السبت عطلة رسمية بينما فسره آخرون باقتراب موعد اقتراع الانتخابات الذي صادف يوم السبت فامتزج الخوف بالعطلة مما أخرج السوق بصورة باهتة تعكس قلة الحركة فيه. ففي السوق العربي وتحديدا في المنطقة التي تقع شمالي ميدان أبوجنزير وبرج البركة انتشرت جماعة متباينة الملامح والسحنات على مسافات متباعدة يحمل كل واحد منها حزمة من المبالغ النقدية و ينادي بعبارة (صرف صرف دولار ريال شيك سياحي) إذ لا يفتر الواحد منهم من عرض بضاعته ورغبته في شراء العملات الأجنبية فدنوت من أحدهم فضل حجب اسمه وسألته عن حركة البيع والشراء في مجال العملات في هذه الأيام فأوضح أن حركة البيع والشراء تشهد استقرارا وأن الطلب على العملات لم يتأثر بالظرف الانتخابي الذي تمر به البلاد فيباع الدولار خارج الصرافات بواقع 2650 جنيه وداخل الصرافات ب 2360 جنيه فيما يباع الريال السعودي بها بواقع 630 جنيه وخارج الصرافات بمبلغ 670 جنيه وأشار إلى أن السوق مستقر نسبيا خاصة بعد إعطاء كل مسافر لأي غرض ما يريده من مبالغ بعد إبرازه المستندات المطلوبة وفي سوق الخرطوم المركزي للخضر والفواكه يقول التاجر النور محمد عثمان إن السوق يشهد حالة من الركود حيث اصبح شبه خالي من الرواد وتساءل عن الوجهة التي توجهوا إليها واستدرك بان الانتخابات وراء حالة البوار التي تسيطر على السوق جراء توجه عدد كبير من المواطنين إلى الولايات في اليومين الماضيين لا سيما بعد أن نما وسطهم أن الأسبوع الحالي سيكون إجازة لتمكين المواطنين من الانتخابات علاوة على حالة الهلع والخوف من اندلاع أعمال عنف ايام الاقتراع، بالرغم من التطمينات التي تبعثها الجهات الأمنية بصورة مستمرة علاوة على أن أرض الواقع تعكس مقدار استباب الأمن واستقراره ومنى النور ألا يكون الهدوء الذي اصاب العاصمة أمس من شاكلة ذاك الذي يسبق العاصفة وأوضح أنه مع قلة المستهلكين بالسوق إلا أن ثمة ارتفاع ملحوظ في بعض اصناف الخضر مثل الطماطم التي وصل سعر الصفيحة منها إلى 20 جنيهاً فيما وصل سعر جوال العجور إلى 60 جنيهاً والباذنجان ( الأسود) إلى 40 جنيهاً فيما استقرت أسعار الليمون بوصول سعر الجوال منه إلى 90 جنيهاً وصفيحة البامية إلى 25 جنيهاً و تراوح سعر ربطة الملوخية بين (10-20) جنيه والرجلة بين (4-5) جنيه فيما وصل سعر جوال البطاطس إلى 95 جنيه حسب النوع والجودة وظل سعر صفيحة الفلفلية متراوحا بين (10-12) جنيهات وقطعة القرع المتوسطة بين (3-4) جنيهات ووصف النور حركة السوق بالضعيفة مع ارتفاع الأسعار وبرر ذلك بقلة الوارد من مناطق الإنتاج إلى الأسواق التي يكثر فيها الطلب جراء ارتفاع الكثافة السكانية التي قادت إلى زيادة الاستهلاك بجانب وجود عدد كبير من السماسرة والمضاربين بين المنتجين الحقيقيين والمستهلكين حيث يستفيد هؤلاء بصورة أكبر من المنتج نفسه. ودعا النور في ختام إفاداته إلى الحد من السماسرة والوسطاء بين المنتج والمستهلك حتى يتسنى لهما الحصول على السلع والمنتجات بأسعار معقولة للمنتج والمستهلك على حد سواء . وغير بعيد عن إفادات النور يقول عبد الوهاب عبد الغفار الضالع في تجارة الفواكه للصحافة إن اقتراب موعد الاقتراع في الانتخابات اليوم اثر في حجم المبيعات بالسوق لجملة أسباب منها سفر اعداد كبيرة من المواطنين إلى خارج ولاية الخرطوم بالإضافة إلى الهلع والخوف الذي سيطر على جموع المواطنين مما أدخل الرهبة في نفوسهم فاصبحوا يتوجسون من ارتياد الأسواق بالرغم من أنه لا يوجد ما يشير إلى أي شك عكس الأمن والسكون ومع ذلك يقول عبد الوهاب إن هناك ارتفاعاً في أسعار الفواكه والتنبؤ بحدوث فجوة فيها أثناء فترة الاقتراع وما بعده يعود إلى تعطل العبارة التي تحمل الفواكه إلى السودان بجانب حالة الوجل والخوف المسيطرة على المواطنين والتجار على حد سواء فتوقف إمداد المركزي بالفواكه بسبب تعطل العبارة مما أدى لقلة المعروض منها الذي تزامن مع تكالب المستهلكين على توفير احتياجاتهم احتياطا لما يشاع عن تعطيل ديوان الدولة لمدة ربما تصل إلى أسبوع الأمر الذي أدى إلى نفاد المخزون من بعض أصناف الفواكه مثل العنب بالسوق المركزي بالخرطوم مما اضطر التجار إلى جلب بعض الطلبيات من الأسواق المحلية الأخرى مثل شمبات والشعبي أمدرمان أي إرجاعها إلى حيث خرجت غير أنه وبحسب رأي عبد الوهاب كان ينبغي أن تستعدل الصورة بعد إعلان مجلس الوزراء أنه لا عطلة أيام الاقتراع وأضاف عبد الوهاب أن كثيراً من الأصناف شهدت ارتفاعا في أسعارها فوصل سعر كرتونة التفاح الأحمر الصيني عبوة 150 قطعة إلى 110 جنيه والتفاح السكري الصيني لذات العبوة والوزن 120 جنيه والتفاح الأصفر عبوة 30 جنيه إلى 15 جنيه والتفاح الأحمر بذات الوزن إلى 17 جنيه فراولة إلى 15 جنيه فيما ظل الكمثرى والكيوي في سعرهما 10 جنيهات . وفي سوق السجانة يقول التاجر محمد فيصل ادريس إن السوق يشهد حالة ركود غير عادية مصحوبة بشحنات كبيرة من التوجس والخوف وسط التجار بالسوق واشار إلى أن كثيراً من التجار قرروا في أنفسهم ألا يقدموا على فتح متاجرهم من الصباح كالعادة بل سيقدمون عليها بعد استبيان حركة الشارع ومدى استتباب الأمن. وعن نفسه يقول إنه قرر الذهاب إلى حيث موطنه بالجزيرة حتى انجلاء الموقف وعن الأسعار يقول ابوإدريس انها مستقرة حيث يباع طن الأسمنت بواقع 540 جنيه وطن السيخ 3 لينية بواقع 2600 جنيه و4 لينية بواقع 2450 جنيه .