أجاز مجلس الشيوخ الامريكي في يوم 27 مارس 2012م، قراراً حول تعزيز السلام والاستقرار في السودان ويدعو فيه الى وصول المساعدات الانسانية وطالب القرار الذي اصدره الحزبان الجمهوري والديمقراطي الحكومة السودانية بالسماح لوصول المساعدات الغذائية الى ربع مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في مناطق النزاع في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان. ولقد سبق هذا القرار وصول إثنين من موظفي الاممالمتحدة الدوليين رحب بهم منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في السودان (مارك كتس) في يوم 25 فبراير الماضي بموافقة الحكومة السودانية. ان هذا القرار يعني فتح ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق للمنظمات الاجنبية الانسانية ولقد تباينت آراء الناس بصدد قبول عمل المنظمات الانسانية في السودان حيث يرى البعض ان هذه المنظمات عملها انساني تقدم خدمات للمواطنين المتضررين في مناطق الحرب ويرون عدم منعها من أداء مهامها التي تتمثل في المساعدات الانسانية !! ومنهم من يقر بخطورة هذه المنظمات ثم يرى انه لا مفر من التعامل معها نسبة لحاجة الناس الماسة للغذاء والعلاج بسبب ما احدثته الحرب من مجاعة وتدهور في الاوضاع الانسانية، ومنهم من يقطع الشك بأن هذه المنظمات الاجنبية المسماة انسانية، لديها اجندة خفية تخدم الغرب الكافر وتقوم بالتجسس والعديد من الاعمال السياسية التي تمهد لمخطط تقسيم السودان الى دويلات. وفي الحقيقة ان الاممالمتحدة ومنظماتها المسماة انسانية ما هي الا ادوات طيعة في يد الدول الكبرى تستخدمهم لإضفاء الشرعية على وجودها في البلاد لتقوم بجرائمها بحق الامم والشعوب. وتاريخ المنظمات الاجنبية التي تدعي العمل الانساني ملئ بالجرائم في حق المسلمين وقد قامت الحكومة السودانية في السابق بطرد بعض المنظمات الانسانية بسبب ارتكابها جرائم، مثل منظمة بلا حدود التي ارتكبت جريمة اختطاف الاطفال من دارفور الى تشاد ثم رحلتهم الى فرنسا. كما ان هذه المنظمات تشكل خط امداد مستمر للحرب، فكم من مرة ضبطت الحكومة طائرات الاممالمتحدة والصليب الاحمر ينقل الامدادات العسكرية واللوجستية للحركات المسلحة، بل ان ذلك ما صرح به رئيس القطاع السياسي للحزب الحاكم للصحافة 18/2/2012م قائلاً «ان هنالك جهات خارجية تطالب بدخول المنظمات الاجنبية للولايتين وهي اللوبيات المعادية للسودان الذي تقوده بعض المنظمات، وان حزبه لن يسمح بدارفور اخرى في جنوب كردفان والنيل الازرق واضاف: اذا سمحنا بدخول المنظمات هذا يعني اننا نكافئ حركات التمرد» الصحافة العدد (6672). فلا بد لنا ان نقف على حقيقة هل هي حقاً انسانية؟ وهل تعالج المشكلة فعلاً على الارض؟ والناظر الى هذه المنظمات يجد انها لا تعالج مشكلة بل هي تزيد الطين بلة ونعي الدور الذي يقوم به الكفار في بلادنا لأنهم ينظرون للمسلم من حيث انه مسلم وهم اعداء لنا قال تعالى: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ). ان رعاية شؤون جميع الناس من رعايا الدولة انما هي مسؤولية الدولة فقط وواجب اوجبه الشرع عليها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (..., فالامام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته) صحيح البخاري، على الدولة ان ترعى شؤون ضحايا الحرب في كل اطراف السودان فتوفر المأكل والملبس والمسكن والتعليم والتطبيب والامن فوراً. وعلى جميع اهلنا في المناطق القريبة من البؤر الساخنة ان يفتحوا دورهم ومدارسهم ومستشفياتهم لإخوانهم المتأثرين طالما ان الدولة قصرت عن واجبها . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني). ويجب علينا ان نرفض عمل هذه المنظمات في بلادنا لحرمته شرعاً قال تعالى: (...وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا) وترك امر رعاية الناس في هذه المناطق للمنظمات الكافرة هو اكبر سبيل نجعله على المسلمين في بلادنا. إن مايحدث الآن في بلاد المسلمين عامة - ومنها السودان - من مصائب هو بسبب تعطيل احكام الاسلام وابعادها عن حياتنا ويجب علينا تطبيق احكام الاسلام وذلك بالعمل الجاد لعودة الدولة الاسلامية دولة الخلافة الراشدة التي ترعى شؤون الناس على أساس العقيدة الإسلامية. * كاتب صحفي