أثار قرار الغاء حفل الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب والذى كان مزمعاً قيامه فى الخرطوم، رد فعل متباين فى الشارع السودانى، وما كان الامر يستحق كل تلك الجلبة لو تم اتخاذ قرار الالغاء بهدوء دون جلبة ودون تجريح للفنانة التى كانت سوف تجىء للسودان فى اطار المحبة والتقدير لجمهورها وللشعب السودانى الذى يعانى من طوق العزلة المفروض عليه، والتجاهل من قبل السواد الاعظم من النجوم العرب الذين يتجاوزن الخرطوم الى الكثير من العواصم العربية. وبالطبع ما كانت الجهات المعنية سوف تلغى الحفل بجرة قلم جاف، لوكان البلد فى حالة طبيعية، لقد كان القرار فى محله رغم اعتراضنا على ما صاحب صدوره، وما كانت الخرطوم سوف تبتهج وترقص على انغام شيرين فى ظل هذه الاجواء والوطن ينزف والمعركة مشتعلة؟ وهل كانت سوف تغنى شيرين فى القاهرة واسرائيل تحتل العريش او سيناء او حتى شبر واحد من الاراضى المصرية؟ الاجابة لا، اذن شكرا على الالغاء ولا لمنطق المنع.. نعم ان الظرف الراهن غير ملائم الا لشحذ الوطنية ومواجهة الاعداء، وحتما سوف تعود شيرين لتغنى فى ليالى الخرطوم ذات يوم حينما تتلاشى من سمواتنا هذه الغيوم الداكنة والكثيفة، وتكون النفوس صافية وامزجة السودانيين معتدلة ومستعدة للغناء فى مواسم الافراح، ولو كنا ندين لهذا الوطن بذرة انتماء لكنا الغينا حتى افراحنا الخاصة، وحتى مباراة الاول من أمس بين الهلال والمريخ كان يجب ان تؤجل فى اطار التعبئة، ولا فرق بين مباراة فى كرة القدم وحفل غنائى،فكلها ترفيه.. بعض المواقع اليكترونية والاجتماعية نفخت فى رماد الغاء الحفل بقوة دون جدوى. والوقت الآن للنحاس وطبول العز والحماسة والرمى قدام بقوة لرد الصاع للعدو الذى سوف تسود الدنيا امام ناظريه حينما يواجه فرسان السودان عياناً بياناً وليس خلسة وغدرا. فوتوغرافيا عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحن برغم صعوبة المشوار ورغم ضراوة التيار سنعمل نحن يا وطني لنعبر حاجز الزمن حياتك كلها قيم تتوج همة شماء فكم فى الدرب من ضحوا وكم فى الخلد من شهداء حسين أونسة