اعطى اسمه للاطعمة حلاوتها ، ومنه عرفت الاشياء معاني الذوق والطعم الفريد .. انه السكر بحبيباته البيضاء الصغيرة، بيد ان حلاوته تحولت الى نار، اجج لهيبها ندرته وتصاعد اسعاره، ولم يعد احد يعرف عن السكر الا مرارته ، وفي كل مرة يندر وجوده ويرتفع سعره، يضع القائمين على أمره سياسات ادارية جديدة .. لم تؤد الى وفرته وثبات سعره وانما زادت الطلب عليه جريا على من طلب ود الحسناء لم يغله المهر ، وبينما شرعت محليات الخرطوم في البيع المباشر للسكر بالاماكن العامة والاسواق كانت «الصحافة » في رحلة البحث عن «الغالي» الذي تبخر في الهواء. بداية الانطلاق كانت من النقطة التي صدر منها قرار ولاية الخرطوم بتوزيع السكر عبر محليات الولاية السبع والجمعيات التعاونية لضمان وصوله الى المواطنين بالأسعار الرسمية ، واوضحت الولاية انه سيتم استلام جوال السكر زنة ال«10» كيلو من مصنع التعبئة بنحو «34» جنيهاً، ليتم بيعه الى المواطنين بواقع «35» جنيهاً عبر مراكز البيع المخفض والجمعيات التعاونية، وتلقفت غرفة توزيع السكر الامر واعلنت عن شروع مصانع التعبئة التابعة لعضويتها بتسليم كل انتاجها من السكر الى محليات ولاية الخرطوم تنفيذاً لقرار وزير التنمية الاقتصادية وحماية المستهلك بولاية الخرطوم القاضي بتسليم السكر لمحليات الولاية السبع لتقوم بتوزيعه لضمان وصوله الى المواطنين بالأسعار الرسمية والبالغ «34» جنيها سعر المصنع وللمستهلك بنحو «35» جنيها للجوال زنة «10» كيلو. وافاد مصدر مطلع بتنظيم تجارة السكر انهم يهدفون الى توفير السكر بكميات كبيرة وباسعار مناسبة مؤكدا قدرة المحليات على توزيع السكر بعدالة، واوضح المصدر ان السكر سيباع باحياء محليات الولاية عبر لجنة برئاسة معتمد كل محلية مشيرا الى توفر مراكز توزيع متحركة. بيد ان «الصحافة » في جولتها بانحاء مختلفة من محلية الخرطوم لم تعثر على تلك المراكز المتحركة ، وفي تقاطع الشرقي بشارع عبيد ختم لم نعثر على اى مركز متحرك لتوزيع السكر، على انه في الجانب الآخر للشارع كان يقبع مركز ثابت للبيع المخفض، وقال احد العاملين به ان آخر كوتة من السكر بيعت في مركزهم كانت قبل شهر، ولم يكن هناك ما يوحي بان المركز المتجول قد مر بمنطقة الشرقي ، ومن هناك الى ضاحية البراري حيث اكبر اسواق المنطقة بسوق نمرة اربعة ، ولم يكن هناك مركز ثابت او متحرك لتوزيع السكر ، سألنا الجميع عن عربة متحركة لتوزيع السكر البعض لم يعلم بها بينما قال لنا احد باعة الخضروات بالسوق ان العربة تحضر حينا دون تحديد مواعيد ثابتة ومعلومة لحضورها واضاف البائع انها غير منتظمة ولا احد يعرف اوان حضورها مؤكدا ان القائمين عليها لم يعطوا احدا رقم هاتفهم لمعرفة مواعيد توزيعهم للسكر. وفي سوق الكلاكلة اللفة اكبر اسواق محلية جبل اولياء كان هناك مركز وحيد بقلب السوق وعلى مشارف شارع جبل اولياء الخرطوم وصفوف طويلة من الرجال تقف بانتظار دورها للحصول على جوال سكر زنة 10 كيلو جرام ، يقول حمدي بدرالدين مكي انه تحصل على احد الجوالات بعد انتظاره منذ الصباح الباكر موضحا انه اشترى جوال السكر عبوة 10 كيلو جرام بمبلغ 35 جنيها . واذا كان المواطن حمدي نال حصته من السكر فان آخرين لم يكن حظهم سعيدا في الحصول على السكر عبر مراكز محليات الولاية المتحركة التي يتطلب معرفة مواقيت بيعها ضربا من المستحيل يفك طلاسمه الجان والمردة.