مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 01 - 05 - 2012

ظلت الهواتف لا ينقطع رنينها منذ السبت الماضي، وامتلأت بعض الصحف العربية، ومواقع الانترنت تردد خبراً كاذباً حول وفاة الشاعر الكبير محمد الفيتوري.. وقد أثرنا في الصحف أن نتصل بأسرته، وأن نتقصى الخبر ونستوثق منه، ولا نتعجل كما فعلت بعض هذه المواقع..
وقد كشفت هذه الحادثة عن خلل ما نرجو أن يتداركه المسؤولون في الصحف والمواقع الالكترونية.. وكشفت هذه الحادثة عن مدى التقدير الذي يحظى به الشاعر الكبير في السودان وأقطار الوطن العربي الأخرى.
وزارة الثقافة تدشن عشرة كتب
تم مساء أمس بقاعة اتحاد المصارف، تدشين عشرة كتب من اصدارات المجلس القومي للثقافة والفنون، في احتفال كبير، وقدمت فيه كلمات حول الكتب.. وستتلو هذه المجموعة اصدارات أخرى أقرت وزارة الثقافة تبني طباعتها ونشرها.
إيداع الأعمال الكاملة لأبي القاسم الشابي بخط يده بالمكتبة الوطنية
تسلم الدكتور نور الدين ساتي أمين عام المكتبة الوطنية، نسخة من الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للشاعر التونسي الشهير «أبو القاسم الشابي» مكتوبةً بخط يده، مهداة من الأستاذ عبد الرحمن مجيد الربيعي الروائي والقاص والناقد العراقي المقيم حالياً في تونس، لإيداعها بالمكتبة الوطنية السودانية. وقد سبق أن أهدى الربيعي للمكتبة مجموعة من أعماله، وقام بتسليم هذه الأعمال جميعاً للمكتبة الوطنية الناقد الأدبي والكاتب مجذوب عيدروس. ويذكر أن مخطوطة أعمال الشابي الكاملة والأصلية قد تم نسخها في تونس وتوزيعها في مجلد فاخر أعدته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، ضمن الاحتفال بالذكرى المئوية لأبو القاسم الشابي. ومن ناحية أخرى تم إيداع العديد من المؤلفات السودانية المكتبة الوطنية منها: «مهيرة بت عبود ذلك الشرف الباذخ» للدكتور عبد الله الشيخ سيد أحمد، و«الفيدرالية في السودان من خلال دستوري 8991م و5002م» لمحمد العاجب إسماعيل الصافي، و «ملوك أم در» لنادر أحمد الشريف الحبيب، و «دور تقنية المعلومات في دعم التعليم المفتوح في السودان» للدكتور بلة أحمد بلال وعمر محمد العماس، و «مقدمات تفسير الظلال» لعبد الفتاح جابر.
رحيل ..
عادل الماحي
توفي الاستاذ عادل الماحي الفنان التشكيلي الذي عرف بتخصصه في رسومات كتب الاطفال ..
بعد صراع طويل مع المرض .. والعزاء موصول لأسرته وزملائه في جماعة ادب الاطفال بالسودان .
في نادي القصة السوداني ..( 2/2 )
التحليل الفاعلي في اطاره الأبستمولجي وتطبيقه على نظرية الأدب
رصد / وفاء طه
نظم منتدى نادي القصة السوداني جلسة للحديث حول التحليل الفاعلي والأدب تحدث خلالها صاحب نظرية التحليل الفاعلي دكتور الشيخ محمد الشيخ ، وقدم الأمسية الأستاذ نادر السماني فتحدث بدءاً عن مقدم الورقة قائلاً : دكتور الشيخ صاحب رأي خلاق ، يظن في قرارة نفسه أنه مسؤول مسؤلية كاملة عن كل المشاريع ولذلك يحاول بقدر ما يستطيع أن يقدم رؤى تساهم مساهمة كبيرة في انتشال الانسانية من مأزقها ومن أزمتها .. و الشيخ محمد الشيخ يتناول نظرية التحليل الفاعلي في مستويات متعددة هي من الشمول والأممية بحيث تظهر تجلياتها في مستويات مختلفة ، ربما يكون موضوعنا اليوم النظرية في اطارها الأبستمولوجي وتطبيقات ذلك على نظرية الأدب ، ومن ثم كتابه يطرح تطبيق لهذه الرؤية والنظرية على روايتين للمبدع الطيب صالح ، نظرية التحليل الفاعلي سيشرحها دكتور الشيخ وستضح معالمها وهي ليست فقط في مجال الأدب ولكن ربما باحساسه بأننا في نادي القصة وواحدة من اهتمامتنا الأدب والرواية سيتناول ذلك ولكن لها اتجاهات في الفيزياء والرياضيات وفي نظرية المعرفة ...توقفنا في الحلقة الماضية عند حديث دكتور الشيخ عن أن
الفقر و الاعاقة كلها أحيانا تكون مشكلات وجودية نفسية تؤدي لأن يدخل الانسان في مجال انفلات من البنية . ويواصل حديثه في هذه الجزئية قائلاً :-
واذا انفلت الانسان من البنية ودافع عن المشروع يكون ذلك احتياز لبنية عقل خلاق ، لكن اذا جبن عن الدفاع عن المشروع أو انفلت من دون مشروع في هذه الحالة يكون فقد الانتماء للبنية السائدة ولم يكتسب بنية بديلة ، وبذلك يفقد الاحساس بالهوية والاحساس بالعجز واللامعنى . وبهذا الفهم يمكننا أن نقول هناك منظومات قادرة بذاتها على التخليق الذاتي على الانتاج الذاتي وفي ذات الوقت يوجد تراكب لبنى العقل ، نستطيع أن نجاوب على الأسئلة التي ظلت مستعصية في فضاء الثقافة الغربية التي تتمثل في نمط التحولات المعرفية ، نمط التحولات هذا في الثقافة الغربية هو نتيجة لما سمي بالبديهية اللا مفكر فيها ، وهي الافتراض بأن العقل البشري مكون من بنية واحدة ، اذا افترضنا أن العقل البشري مكون من بنية واحدة يصبح نسق التحولات المعرفية في أي فضاء ثقافي هي الخيارات المتاحة بالنسبة له ، اما المادية أو المثالية ، أو الشك والارتياب ، لكن اذا قلنا أن العقل البشري مكون من ثلاث بنيات ففي هذه الحالة يعني ذلك أن نظريتنا في المعرفة ، تكون المعرفة نتاج تركيب العقل مع الوجود ، وهي نظرية تتميمية ، من ناحية العقل عند تدني الفاعلية يكون انعكاس لشروط الحياة المادية وعند ارتقاء الفاعلية يكون تجاوز لشروط الحياة المادية ويكون قادر على الابداع ، القول بوجود فاعلية وتركيب للعقل يسمح بتجاوز البديهية الغير مفكر فيها ، وهي ساعدت على توليد نسق التحولات المعرفية في فضاء الثقافة الغربية .
التحليل الفاعلي والأدب كيف ننتقل من هذه المقدمات لتكون لدينا نظرية في الأدب ؟ لتكون لدينا نظرية في الأدب مبنية على المقدمات السابقة حول التحليل الفاعلي سنعتمد أولاً على ما يعرف بآلية التعقل ، باعتبار أن بنية العقل متماهية مع بنية اللغة ، وهذه وجهة نظر كانت مقدمة من الفيلسوف لاكان ، ونحن نود أن نقول أن بنية العقل حسب توصيف التحليل الفاعلي انها متناهية مع بنية اللغة ، كيف الوصول الى ذلك ؟ سنعتمد على قواعد جيمستري وهو معتمد على توليد الدلالة من خلال النحو التوليدي بالنسبة للجملة ، وله نموذج المكون النظمي والمكون الدلالي على أساس أن المكون النظمي مقصود به النحو ، ونحو توليدي يقوم بتوليد واشتقاق الجملة من البنية العميقة ويتم ادخال بعد ذلك المفردات من المعجم وخلافه للتشكل بنية سطحية للجملة ، وبعد ذلك جاء أتباع جيمستري واحتفظوا بذات النموذج ولكن بدل النحو التوليدي تركوا عملية الاشتقاق تتم بالدلالة التوليدية ، نود أن نحول هذا النموذج من أن يتعامل مع الجملة لأن انتاج الجملة هو انتاج لنظام يعكس آلية التعقل لأن العقل البشري شغال بآلية شبيهة ، المطلوب في هذه الحالة ، من الضروري وجود مدخلات ومكون نظمي لكن المكون النظمي في هذه الحالة ليس النحو وانما المنطق ، وكذلك مكون دلالي ومخرجات ، والمخرجات هي بنية الوعي وهي بنيات سطحية ، هذه البنية في ذات الوقت تعمل تغذية مرتدة لمعطيات التجربة ، ومعطيات التجربة بصورة عامة معطيات الخبرة الذاتية نتيجة لفعل الانسان على ذاته وعلى الموضوعات الخارجية بهذا المعنى نستطيع أن نقول أن بنية العقل أيضاً متماهية مع بنية اللغة ، وكذلك يوجد رافد آخر يسمح لنا بالانتقال من المقدمات السابقة لنتعامل مع النص الأدبي ، وهو ما يجمع بين هذه النصوص كلها ، النص العلمي والفلسفي والديني والأدبي وغيرها ما الذي يجمع بينها ؟ ما يجمع بين هذه النصوص هو حقول الوعي ، اذن الاختلاف ما بين النص الفلسفي والنص الأدبي ، النص الفلسفي يعبر عن ارتباط سياغات الوعي مترابطة وترابطها هذا يعطيها سمة ارتباطها بالواقع ، أما النص الأدبي فهو تسابق لانزياحات أو انفلاتات الوعي ، ماذا نقصد بهذه الانفلاتات والانزياحات ؟ التجاوز المألوف . تجاوز الواقع ، وهذا يعني أن عقلانية الواقع في واقع الأمر لا تستنفد عقلانية الوعي ، وتعلمنا من فرويد أن اللاوعي هو شكل من أشكال الوعي . اذن من هذه المنطلقات نستطيع أن ننفذ الى النص الأدبي ونعرفه بأنه بنية فاعلية لغوية تخيلية .
ما مردود هذا على مشكلات الهوية الابداعية للنص الأدبي والمشكلات المتعلقة بنظام النص ؟ لاحظنا أن نظام النص بالنسبة للمدارس الواقعية ماثلت بينه وبين مركز الإحالة الخارجي سواء أن كانت الذات أو موضوعات المعاش ، بالنسبة لبعض المدارس الشكلانية ماثلت ما بين نظام النص ونظام اللغة ، نود أن نقول أن نظام النص هو عبارة عن علاقات الفاعلية كما تتجلى من خلال اللغة نفسها ، بمعنى أن نظام اللغة اللغوي للنص الأدبي هو نظام لعلاقات الفاعلية ، وهذه هي وجهة النظر التي تقدم بها منذ البداية مايكل باختين ، لكن باختين قدمها على أساس أن النظام اللغوي هو نظام للمعيوش وللمفردات فكنت ترى النظام اللغوي والمفردات ذات العلاقة بالمعيوش وتحاول خلق الترابط بينها ، لكننا نقول نحن أصبح لدينا نسيج لعلاقاتنا الفاعلية وهو النظام اللغوي الداخل للنص الأدبي وفي ذات الوقت نظام لعلاقات الفاعلية . هوية النص تتحد من خلال الاستخدام الفني للغة وعلاقات الفاعلية بالنص الأدبي . ماذا نقصد بعلاقات الفاعلية ؟ بنى الوعي التي تحدثنا عنها وهي تناسلية خلاقة برجوازية أو مادية هي أحياناً تكون في حالة تآزر ، اذا كانت البنية التناسلية ناجحة ، تستطيع أن توظف البنية الخلاقة ، لتحدد مهامها وأغراضها وتوظف البنية البرجوازية لتحقيق مهامها وأغراضها . هذه البنيات أحياناً تتآزر وأحياناً تتصارع . نضرب مثال بالزين في عرس الزين طرح بنية خلاقة في وسط بنية تناسلية وبالتالي رغم كل الأعمال العظيمة التي قدمها ? تسبب في زواج الكثير من البنات ، صالح ما بين القبائل ، نصير للضعفاء ، أكثر انسان منتج في القرية ، كونه الانسان الذي يتسبب في الفرح للجميع ? كل هذا لم يشفع له واعتبر أهبل وعبيط واشترطوا عليه أن لا يتزوج النعمة الا اذا ترك نشاطه هذا أو عبطه ، وكل هذه ماكنيزمات لترويض . علاقات الفاعلية تبدأ بتنازر بين الوعي ، وهذا يعتبر مستوى كثيف ويوجد مستوى لطيف كتعدد وتنوع المشكلات الدلالية في النص وتعدد وتنوع الشحن العاطفية تعدد وتنوع القراءات كل هذه الأشياء تندرج تحت علاقات الفاعلية ، اذن اذا كنا بصدد دراسة عمل روائي معين نجد أنفسنا نحتاج للبحث في فاعلية بنية الحدث ، ويعني ذلك البناء الدرامي لبنية الحدث سيكون مشيد بناءاً على طبيعة الصراع ، والعلاقات ما بين التنازر ، وكلمة تنازر يقصد بها تنازع أو تآزر ، يستوجب ذلك بحث في فاعلية بنية الحدث والشخصية ونبحث في فاعلية بنية السرد ، وهذا يعني البحث في تفعيل البيئة الداخلية للنص .
قصة قصيرة ..
ذلك الذي خرج ؟
مبارك الصادق
لو أن الأمر بيدي لعدت إلي ذلك الحى القديم المترب الذي يموج بالحياة ، والناس .. أزقته الضيقة ، أطفاله العراة ، نساؤه اللائي يتحدثن بأصوات عالية ، الرجال الذين ينطلقون على السليقة .. يضحكون يقهقهون .. عربات الكارو تحمل عند العودة النساء الكبيرات البدينات .. تزهو وجوههن المشلخة مفعمة بالرضاء .. محافظهن ملأى بالأوراق المالية .. وقفافهن مترعة بخيرات السوق .. أزلن فاقة أهلهن .. وملأن فارغ وقتهن .. وصرن مفيدات مع كبر سنهن .. ولم يبقين قعيدات يشربن أنخاب قهوتهن .. ويأكلن شاورمة لحوم الخلق !! مازال يذكر الأطفال يلعبون البلي والكرة ، ويحجلون برجل واحدة .. ويقبضون الزرازير .. بائع الدندرمة يدفع عربته .. وبائع قصب السكر يفرش بضاعته فيما تعمل سكينه الحادة قطعاً وبتراً في افصاص القصب ، في ما تجلس بجواره الفتاة السكرة تبيع حب البطيخ المملوح .. حلت محل أمها التي كانت يسمونها المؤسسة لفرط إنضباطها !!
كان ألذ أوقاته عندما يجلس على كرسيه في أول المساء .. يتابع تيار السابلة المنسرب يجيل نظراته في العائدين والعائدات .. بين عرق النهار السائل .. وظلام الليل السادل .. وآخرين يتأخرون في العودة .. يخرجون مع شروق الشمس بل قبلها .. يعملون ويعملون .. وربما إمتد بهم العمل في بعض الحالات حتى طلوع القمر . ثم تبدأ الهجرة العكسية لبعض الشباب في العصاري ، وعند العتمة .
أولئك الذين جاءوا الي دورهم فإرتاحوا ? أكلوا وشربوا .. إغتسلوا وتعطروا ولبسوا وخرجوا .. وساروا يلتمسون لأنفسهم راحة وسلوى .
تمضي الحياة سيرتها .. وأسرتنا كما الأسر الصغيرة الفقيرة .. نعاني كما يعاني الناس حولنا .. كفاف عيشنا .. جميل صبرنا .. عظيم أملنا .. نحاور الحياة ونداورها .. ونختلس لأنفسنا هنيهات نعيشها وفق مانهوى .. نغني أفراحنا في الأعياد والأعراس والعقائق ، وعبور الأولاد والبنات لأطوار الحياة المقبلة .. يكبر العيال .. وتكبر الآمال .. تمتلىء الأجساد تتكور السواعد .. وفي ارض الصدور تنبت فاكهة ورمان .
هاهو الآن يترجل ويتنحى .. فأكبر الأبناء يقطع البحار يمضى .. وهنالك يحقق نجاحاته ويشق طريقه .. وكذا شقيقه الأوسط يسير في سكته حذوك والنعل !
يغدقون العطاء الجزيل .. يتدفق المال .. تتحقق المطامح .. تبنى العمائر .. تفرش وتزدان بالمباهج ، وبمقتنيات شتى .. يرحلون إليها في مواقعها المحددة .. بعيداً عن الحى القديم المترب ? بالأحرى بعيداً عن الأحياء بل قل الحياة نفسها لإن شئت !!
هاهنا الصمت الصامت .. السكون الساكن .. الهدوء الشامل .. الناس هاهنا يعيشون كما الإنسان الآلي ? لامشاعر لااحاسيس ? كل في حاله . كأنهم في حالة موات !
منذ البدء أحس بغربته في المكان .. وما أظنه سيتواءم مع هذه المنطقة الجديدة .. يفتقد فيها رائحة الحياة والتعايش مع الآخرين .. بساطة الأشياء وانطلاقها .. أب قمور « شخ الطيور « « بارجغل في بطنو في شغل « طارليه وحكاياته .. وشيخ ادم حين أدى القسم بأنه لم يفعلها ? كان ارملاً عجوزا ? وجده احد الأشقياء مرة في جرفه البعيد وقد ترجل عن حمارته وامسك بحبلها .. يتبول .. ثم نهض يربط « سرواله « وعندئذ شاهده ذلك الاحدهم فأطلق فريته كون ادم قد فعلها ? ووجد ادم من الناس إعراضاً وأزوراراً غير مبرر حتى أدرك أخيراً ماقيل بحقه .. ولم ينج من إحتقارهم حتى حمل المصحف وأدى عليه اليمين مرات ومرات في أماكن تجمعاتهم بانه لم يفعل ذلك الفعل القبيح ? بل زاد عليه انه طوال عمره وحتى رجولته وإكتهاله وشيخوخته لم يغش حراماً .
إنّ الحياة هاهنا منبتة ليس ثمة وشيجة تربطه بالآخرين .. الجميع كما الكلاب يلهثون .. وزاد من ألمه إن ابنه الصغير صار من المتنفذين - بل ومن الظانين بالناس ظن السؤ .. أرأيت هذا الطاووس المنتفش بسلطته القابضة ؟؟ يتعالى ويقطع كل صلة لي بما مضى من حياة الحرية والفاقة والعوز ? هذا الدعى يوهم كل الذين حوله بأنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب .. يمارس في الآخرين سلطته وعقدته المتفوقة ? انه احد السواعد القابضة ، ومن الذين يرسلون الناس الي الغرف المظلمة .. ولايستمعون منهم لتظلم ولا مظلمة .
ماكانت يده تتواهى .. ماكانت عزيمته تخور .. وانه لابد من وصوله الي ما يبتغي من هدف .. ما يهم اى الطرق يسلك ? ماكان ليتوانى من وضع السكين بحديها القاطعين بين حلمة الثدي وفم الرضيع ! والوجه جامد لايختلج !! احكم قبضته .. كتم الأنفاس .. أحصاها .. يحاسب على النظرة الرافضة قبل الكلمة الناطقة .. كان يهتك كل سر .. ويكشف كل عرض .. لم يبق معه عرض مصيون او سر مكنون .. يصل الي كل أمر بطرق ووسائل لايدري احد كيف تتأتى له . ليس ثمة ما يقف أمامه .. او يستعصى عليه ، أمام غاياته المبتغاة .. وأهدافه المرتجاة والتي يحققها وينجزها بمستوى من الحرفية عال .
( إن العلاقة بيني وبينه ليست هي تلك العلاقة الطبيعية بين الأبوة والبنوة .. صرت أخافه وأخشاه .. لايعطيني إنطباعاً بكوني والده المبجّل .. بل منذ سنوات لم اسمعها منه تلك الكلمة .. باى صورة وكيفية .. بابا .. يابا .. ابوى !! كان ميزان العلاقة بيننا يميل ميلا بيناً ? يصير هو كبيراً .. اتضاءل معه .. أحس بالدونية والإستخذاء .. أكاد أحس بكونه يستعر من كوني أنا والده !! )
ظل يبتعد .. يروح .. ينأى .. يبعد نجعته في تغريبته المريبة .. يقطع خيط الرجعة الي بساطة الحياة المنطلقة الخارجة من إسار التقعر والإصطناع .. بعدت عنه رائحة كدها والعناء صدقيتها الصافية ? ضحكها المقهقه الذي ينبع من الوجدان الصافي .
بدأت أتكلس واشعر بنبض الصدق يغيض في داخلي .. ينقطع تواصلي مع الحياة الحميمة .. الأشياء في جملتها هاهنا تقبع في غربتها الصامتة الصادمة .. الصالون في مساحته والهول ياللهول ? السيراميك اللامع ? السجاد الشيرازي الحواسيب والأجهزة الغريبة ، الجداريات والاناتيك ? اللوحات ، المرايا العاكسة .. الستائر ، النمارق ، المفارش .. الارائك والفوتيلات لايطاليا وماليزيا وجودهما في الأثاثات الفاخرة الفترينات والدواليب وأطقم الشاى والعشاء وغرف الجلوس وغرف النوم أزيز التكييف الثلاجات الواقفة والديب فريزر ..
آه إني اختنق بالرائحة العطنة أكاد اعطس وافقد تواصلي مع هذا المكان المصنوع.
اجلس بعيداً .. أخلو إلي نفسي .. إجتر أحلامي المجهضة .. احلم بالعودة إلي حياتي بعيداً .. بعيداً في البراري الساكنة ? أريد إن أضل هنالك ? ضلال روح ضالة سحقت كل قيمها الموروثة والمكتسبة احن الي إخضرار المدى .. ورجع الصدى .. والسحب الحبلى ..والكراكي الجزلى .. وطير البقر في بياضه الأنقى .. والرعاة يعزفون نايهم .. تنتشي قطعانهم ? فيدفعونها أمامهم وهم يمضون .
آه لو إني أهيم ثانية في السهول والغابات والمدى الفسيح .. عندما تنتشر جموع الزراع في مساحة مترامية من الأرض المدحاة .. يمارسون كدهم والجهد .. يصنعون الحياة الحقة .. يتنفسون هواء البرية .. يغرسون .. يتعبون يعرقون .. تنمو غروسهم والبذور .. يتعهدون الأرض بالرواء والسقيا .. يسمدونها روثاً .. يبعدون عنها الأعشاب والاوشاب .. تشب معافاة .. وحين يحصدونها تأتي أكلها ولاتظلم منه شيئاً .. وشتان ما بين غرس وغرس !! )
لم يحس إلا وانه ينأى .. يغادر .. عندما كاد أن يختنق .. حتى لايجدونه سار بعيداً .. مارس حريته في الشهيق والزفير .. ضاق طعم الأشياء على طبيعتها غير المصنوعة .. شرب الماء بالراحتين فتكرع .. تمنى ما تمنى شقوق على الكفين .. عشب وماء الغمامات المثقلة .. البرية الفسيحة .. الطيور الطليقة ? والأرض .. الأرض البكر .. كيف انه أضاع نفسه المفقودة ? الآن وجدها .. ولن يفرط فيها .. فيما كان البحث عنه يدور رجل في الستين .. سليم العقل .. اسمر اللون .. طيب القلب .. طوله مليون ميل وخمس بوصات !! فمن الذي سيجده ؟؟
رحيل الضياء..٭
شعر: ميرغني
تاج الدين
رحيل الضياء
وتكاثفت حجب الظلام تبدد الضوء الأخير
رحل الضياء
وتقاطرت أحزاننا
تجلى لنا الدنيا كما هي دائما
شوهاء شمطاء تجار ولا تجير
وتبددَ الصبحُ المسربل دائما
أيامنا..
ساعاتنا..
لحظاتنا..
حتى الهنيهات الصغيرة تضيء في سمت منير
وعلى الدروب
المفضيات الى مساحات اليقين
مساحات التمسك والتحقق والولاء
خطواتنا كانت تسير
ورحلتَ
ورحلتَ يا وجعي..
ويا وجع الذين أتوا اياديهم تضج تضرعا..
وتمتليء المآقي شاخصة
ترنو الى الكل
الذي قد شاخ في لحظة.. ويبدأ في المسير
حملوك يا سندي
رفعوا المعاني المطلقات النائحات على فتاها
حملوك يا حزني ويا حزن الفضائل في ذراها
وثووك..
هرما شامخا يسمو على كل الصغائر والكبائر
يرتجي قمم المعاني في مداها
عمّاه..
يا حزني..
ويا حزن الفضيلة حين تفتقدُ الفضيلة
خالاه..
يا خلاً وفي
أملاً كفى
ظلاً خفي
دهرا صفا
زفتك كل نوافل البر العظام
والراسيات من الشوامخ في وداع ابن الكرام
كيف التحزن والبكاء
على من قيل فيه لا يضام
أبتاه..
كيف الصبر؟!! بل كيف التصبر؟! بعد ان آن الاوان ..
هل نحن حقا ما ادخرت من الصوالح في متاهات الزمان
يأيها الأمل الذي قد طال فينا واستطال..
يأيها الفرح الذي قد كان باباً لإجابات السؤال
يأيها الرائع..
من غيرك يستحيل المستحيل به الى سهل المنال
سنظلّ يا أبتي على ما قد تركت سائرين
ستظلّ سيرتك الرحيبة
على مدى أيامنا روحاً ودين
وترتفعُ الأكف تضرعاً ..
سائلين الله ان نبقي على الحق اليقين
٭ في رثاء الشيخ محجوب عمر محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.