ينظر قادة السلطة الاقليمية لدارفور وحركة التحرير والعدالة الي زيارة رئيس السلطة الاقليمية الدكتور التجاني السيسي الحالية لدولة قطر باعتبارها بارقة امل لنجاح السلطة في اداء التزاماتها تجاه الاقليم واتفاقية الدوحة. وعبر نائب والي شمال دارفور ورئيس لجنة الترتيبات الامنية العميد « م» ابو العباس عبدالله الطيب جدو ل «الصحافة» عن اهمية تلك الزيارة للسلطة الاقليمية و حركة التحرير والعدالة الموقعة على الاتفاق لما تمثله قطر من ثقل في قضية دارفور، مبينا ان الزيارة تأتي في وقت مهم جدا تحتاج فيه السلطة الاقليمية وحركة التحرير والعدالة الي دعم القيادة القطرية، لانها الضامن الاول لوثيقة الدوحة و باعتبارها ايضا الدولة التي تمثل الدعم العربي والافريقي لوثيقة الدوحة. واوضح جدو ان رئيس السلطة الاقليمية قد انخرط منذ وصوله امس الاول في لقاءات مكثفة مع المسؤولين القطريين لاحاطتهم بمدي تنفيذ الوثيقة علي ارض الواقع في الاقليم، بخاصة بعد اكتمال هياكل السلطة الاقليمية بدارفور، لافتا الي ان اصطحاب السيسي في زيارته تلك كل من الامين العام للحركة بحر ادريس ابوقردة وعدد من قيادات السلطة مثل عبدالرحمن يوسف و مساعد رئيس السلطة الاقليمية نائب الرئيس للشؤون الامنية بالحركة جعفر منرو ووزير التكنلوجيا وبناء القدرات عثمان واش. وابان جدو ان الوفد سيطلع القيادة القطرية على العثرات المالية التي تقف امام تنفيد الوثيقة والتي ادت الي تداخل الجداول الزمنية لعملية التنفيذ، موضحا ان حركة التحرير والعدالة في غاية القلق من عدم تنفيذ بنود الترتيبات الامنية بشكل خاص، واضاف ان تعثر تنفيذ بنود الترتيبات الامنية يمكن ان يؤدى بقوات الحركة الى بعض التفلتات الامنية نظرا لشح امكانيات الحركة. وقال جدو ان وفد السلطة الاقليمية بحث امس الاول مع القيادة القطرية كيفية انطلاق مؤتمر المانحين لدعم التنمية والسلام في دارفور، كاشفا ان رئيس السلطة ووفده اتفقوا مع المسؤولين القطريين علي كل الجوانب الجوهرية المتعلقة بعقد مؤتمر المانحين وان ما تبقي فقط تحديد التاريخ والمكان الذي سينعقد فيه، مشيرا ان النقطتين اوكلتا الي نائب رئيس مجلس الوزراء القطري حمد بن عبد الله آل محمود الذي يمسك بملف دارفور، واشار جدو ان وفد السلطة سيستمر في النقاش مع المسؤولين القطريين حول العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاق الدوحة وانزال بنوده لارض الواقع. ومنها كيفية توصيل الدعم المالي من قطر والبالغ «2» مليار دولار لتدشين برنامج اعادة تعمير مادمرته الحرب ودعم وتشجيع التنمية والانعاش المبكر في الاقليم، كما سيتم التباحث حول مسألة انشاء بنك قطر لاعمار دارفور المتفق عليه. واعرب المسؤول بالسلطة جدو عن عدم رضاه عن عملية تنفيذ اتفاق سلام دارفور واشار ان العمل يمضي بصورة غاية في البطء بسبب عدم توفر الاموال الكافية، بيد انه عاد وقال انهم في السلطة يتفهمون الظروف الحالية التي يمر بها السودان، وذلك قبل ان يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها المالية التي اقرتها وتعهدت بها في وثيقة الدوحة امام المجتمع الدولي، وذلك حتي يمضي تنفيذ الاتفاق بشكل جيد الي نهايته المنطقية. الي ذلك قال وزير رئاسة مجلس وزراء السلطة وممثل حزب المؤتمر الوطني بها محمد يوسف التليب ل«الصحافة» ان زيارة وفد السلطة الى قطر جاءت في وقت بالغ الاهمية، مشيرا لضرورة اطلاع القيادة القطرية على الجهود التي بذلتها السلطة الاقليمية لتنفيذ وثيقة الدوحة ، وعبر عن اعتقاده بان القيادة القطرية متفهمة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان الان ،خاصة بعد التطورات الاخيرة مع دولة جنوب السودان. واشار التليب الى ان وفد السلطة الاقليمية سيركز نقاشاته مع المسؤولين القطريين في التشريعات والقوانين والنظم الادارية التي بموجها يتم انشاء بنك قطر الممول بمبلغ «2» مليار، مشيرا الي ان البنك القطري يحتاج الى عملية تواءم للقوانين بين الدولتين حتى يضمن انسياب العمل المالي بسلاسة، موضحا ان الجانب السوداني ممثل في بنك السودان المركزي قطع اشواطا كبيرة في وضع التشريعات والنظم الادارية والمالية الخاصة بانشاء بنك قطر لدارفور ، وانه قد تم تنوير السلطة الاقليمية بذاك العمل. وتوقع وزير رئاسة مجلس وزراء السلطة ان تدعم القيادة القطرية السلطة الاقليمية بمشاريع كبيرة اخري غير التي وعدت بها اهل دارفور في الوثيقة باعتبار ان قطر هي الدولة المسؤولة عن وثيقة الدوحة والمفوضة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية لحل القضية، مشيرا ان الحكومة السودانية اعلنت عن التزامها بتعهداتها المالية المنصوص عليها في وثيقة الدوحة، قاطعا بعدم وجود اتجاه في الحكومة او حزب المؤتمر الوطني لعدم دعم عملية السلام في دارفور عبر وثيقة الدوحة لانها كوثيقة لقيت تأييدا من كل القطاعات الدارفورية. وفي السياق ذاته، قال وزير الصحة بالسلطة الاقليمية ورئيس حركة تحرير السودان الوحدة التاريخية عثمان البشرى ان كل مكونات السلطة تراقب عن كثب زيارة رئيس السلطة الاقليمية اولا لانها الاولي الي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور بعد تدشين اعمالها في الاقليم، وثانيا لان السلطة الاقليمية تأمل من هذه الزيارة ان تدعم القيادة القطرية برامج تنفيذ الوثيقة حتي لا تتأخر عملية التنفيذ اكثر، وابان البشري ان كل اجهزة السلطة الاقليمية تتفهم الظروف الامنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد الان، موضحا انهم الان يعملون الي جانب شركائهم في الحكومة لرد العدوان عنها ، ومن ثم التوجه الي الجوانب الاخري، الا انه لفت الي أن عدم توفر المال بشكل كاف جعل كل برامج السلطة تتوقف، وهو الامر الذي يحتم عليها أن تعجل مع دولة قطر بعقد مؤتمر المانحين حتى تضطلع السلطة بمسؤوليتها في تنفيذ الاتفاقية، وفي تحقيق مطالب وطموحات اهل الاقليم .