حسنا فعل السيد رئيس الجمهورية بالقرارات القوية التي اتخذها في قضية وزارة الاعلام التي شغلت الرأي العام، ورغم ان الجراحة كانت عميقة ولكنها كانت مطلوبة .. واستطيع ان اقول ان قرارات السيد رئيس الجمهورية انتصرت للمؤسسية والمنصب الوزاري ولم تنتصر لأشخاص وهي قرارات مبنية على حيثيات قانونية وفي دستور جمهورية السودان الانتقالي للعام 2005م، هناك تحديد قانوني لاختصاصات رئيس الجمهورية في المادة (58) رئيس الجمهورية هو رأس الدولة ويمثل ارادة الشعب وسلطان الدولة، وله في ذلك ممارسة الاختصاصات التي يمنحها هذا الدستور: أ/ يصون امن البلاد ويحمي سلامها. ب/ يشرف على المؤسسات الدستورية التنفيذية ويقدم نموذجا للقيادة في الحياة العامة. ج/ يعين شاغلى المناصب الدستورية والقضائية وفقا لنصوص هذا الدستور.. هذا بالاضافة الى العديد من الاختصاصات ليس لها علاقة بموضوعنا. عود على بدء لابد من الاشادة بالسلوك الذي اتبعه المهندس عبد الله مسار وزير الاعلام وقد تلقى قبول استقالته بصدر رحب وكانت تصريحاته موفقة وفيها احترام لهيبة الدولة والسيد رئيس الجمهورية اقول ذلك رغم انتقادي لممارسات مسار الادارية وهذا لم يكن انتقادا شخصيا بل هو انتقاد لممارسات ادارية وليس لشخص مسار وطبيعة البشر هي الخطأ والصواب واذا اخطأ مسار لا يعني ذلك عزله من الحياة السياسية .. والرجل اتفقنا او اختلفنا معه له كسبه السياسي ومساهمته الوطنية ولهذا اتمنى ان تتاح الفرصة لمسار ليقدم جهوده لصالح الوطن.. في موقع آخر يتلاءم مع قدراته وتخصصه واتمنى له كل التوفيق اما الاخت سناء حمد فأحمد لها تلقيها خبر اعفائها بصدر رحب .. وهذا ليس بمستغرب على وزيرة اتضح لنا منذ الوهلة الاولى انها ليست طالبة سلطة او جاه ويكفي انها ذهبت للصفوف الامامية ابان الاعتداء على هجليج وتميزت سناء بعلاقة طيبة مع الصحافيين وهي صاحبة التصريحات الموفقة .. وقدمت انموذجا مشرفا في وزارة الاعلام واناشد النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه، بالاستفادة من قدرات الاخت سناء في موقع آخر وان لا نتركها بين الحيطان الاربع والوطن يمكن ان يستفيد من قدراتها وطاقاتها ... وفي وزارة الاعلام نتمنى للاخ غازي الوزير الجديد كل التوفيق، وعلى الاخ غازي ان يحفظ لوحه جيدا ويقرأ المادة (73) من دستور جمهورية السودان الانتقالي.. الوزير القومي هو المسؤول الاول في وزارته وتعلو قراراته علي اية قرارات اخرى، ومع ذلك فإنه يجوز لمجلس الوزراء القومي مراجعة تلك القرارات ويجوز لرئيس الجمهورية تعليق اي قرار يصدره وزير قومي لحين مراجعته. ونتمنى ان يشرع الاخ غازي في ترتيب دولاب العمل في وزارة الاعلام وهي وزارة لها اهميتها ولا اتفق مع الاصوات التي تطالب بإلغاء هذه الوزارة باعتبار ان بعض الدول المتقدمة ليس فيها وزارات اعلام والدول التي ليس فيها وزارات اعلام لها مجالس تشرف على العمل الاعلامي تتمتع بصلاحيات قريبة من الوزارة المطلوب ليس الغاء وزارة الاعلام بل المطلوب تنظيم العمل واتمنى اختيار وزير دولة يتمتع بقدرات اعلامية وصبر وأفق واسع، وارشح الاستاذ العبيد مروح الذي قدم نجاحا مقدرا في مجلس الصحافة وفي وزارة الخارجية او الاستاذ النجيب قمر الدين او عبد المحمود نور الدائم الكرنكي.. ان الاعلام في عالم اليوم اصبح له اليد الطولى في البناء الوطني وهو خط الدفاع الثالث بعد الميدان العسكري والميدان الدبلوماسي ورغم انتقادنا للتلفزيون القومي اقول انه قام بدور اعلامي وطني مهم في احداث هجليج، واؤكد هنا ان منطلقاتنا في النقد في كل الاحوال تهدف الى مصلحة البلاد والعباد ورغم انتقادنا للتلفزيون الا ان علاقتنا مع الاستاذ محمد حاتم ظلت محل الود والاحترام، ونحمد له انه ظل يتقبل الانتقادات بصدر رحب.. نتمنى ان يرنو الاعلام السوداني نحو افق بعيد ويسهم في مسيرة التنمية الوطنية.