شدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،الدكتور يوسف القرضاوي،على ان الديمقراطية ليست كفرا كما يدعي البعض «بل هي التوبة ذاتها»، معتبرا الديمقراطية التي أتت بها الثورات العربية «هي ديمقراطية الله لعزة الإسلام». وأبدى القرضاوي في اجتماع شعبي نظمته حركة النهضة الإسلامية له بقاعة رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، اعجابه بالثورة التونسية والتي كانت وقودا للثورات العربية الاخرى، وقال:» الفضل للمبتدىء وان أحسن المقتدي». من جانبه، دعا الامين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ،الدكتور عصام احمد البشير ، الاسلاميين لتقديم نموذج للحكم الرشيد الذي يرعى مصالح الخلق، وان يكونوا على مستوى تطلعات الشعب، مشددا على اهمية تقديم نموذج لادارة الحوار الراقي الديني والوطني والسياسي والثقافي والمجتمعي مع كل ألوان الطيف على قاعدة الايمان بالتعددية التي تحترم حق الاخر في اعتقاده وتفكيره وتعبيره، مادام يحترم سلم الكلمة وسلم الممارسة ويركل العنف بكافة صوره واشكاله،وقال: يجب أن نعمل على تعظيم القواسم المشتركة بين طوائف الامة تعاونا في المتفق عليه وتسامحا في المختلف فيه، والتحرك في سياق الممكن والمقدور والمتاح، وليس فقه الاتم والاكمل، وقال:» نقدم الاهم على المهم والضروري على النافل، ونقدم مصلحة الامة على المصلحة الحزبية القاصرة». وتأتي زيارة الشيخ القرضاوي وعدد من العلماء إلى تونس التي بدأها مساء الخميس، تلبية لدعوة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، حيث سيفتتح مقرا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالعاصمة التونسية اليوم الاحد، ويجري بعض اللقاءات والمؤتمرات الدعوية والجماهيرية في تونس العاصمة والقيروان وقابس وسوسة، على مدى ثلاثة أيام. وكان الغنوشي قد وصف الشيخ القرضاوي عند استقباله بمطار تونس ب«شيخ الثوريين»، وقال إن الشيخ هو الداعم الأكبر للثورات العربية.