٭٭ شرفني الشاعر حسب الباري سليمان، بأن أكون أول من يقرأ مسودة ديوانه الشعري (المسافر - نسانا حبيبنا)، قبل الطبع لأقدم وجهة نظري النقدية حول الديوان. وجدت أنني أمام شعر يتميز بالجزالة وقوة التعبير والعمق مع البساطة يكتب حسب الباري القصيدة بأسلوب السهل الممتنع ويأخذك في رحلة رائعة إلى عوالم الرومانسية والحب والجمال. الله يكتر من أمثالك ويبقى العالم كلو جميل حسنك فايت حد الروعة وانت الزيك تاني قليل الله يكثر من أمثالك عارف أنت غلاوتك لينا مما قليبنا بحبك حس في عينيك نسرح من نظرة وفي كلماتنا نذوب من همسه ولما نشوفك دايرين تاني برضو نشوفك لسه ولسه الله يكتر من أمثالك القصيدة عند حسب الباري تخرج هادئة وديعة كروحه الشفافة وحسه الجمالي تجده هائماً ومحباً لمدينته عطبره ويفتخر بالانتماء إلى هذه المدينة التحفة التي ارتبطت بالابداع وكل الاشراقات في عطبرة،كتب حسب الباري أحلى قصائده وخلد حسب الباري عطبرة في ديوانه بقصيدة رائعة تفيض بالعذوبة عطبراوي وصورة طبق الأصل منك عطبراوي في حديدك انصهرت وبي طبول العزة داوي عطبرتنا من لهيب ورشك مرقنا وثرنا شلنا اسمك هتفنا بالأناشيد والغناوي في المصانع والمزارع في المدارس والخلاوى وان كانت محطات الانتظار والوقوف والترقب مثل المطارات ومحطات القطار والموانئ تمثل القاسم المشترك الذي منح كثيرا من شعراء وأدباء العالم أنضر القصائد والروايات فان السفر عند حسب الباري سليمان يمثل ملهماً مهماً في هذا الديوان الشعري النضير ولهذا أرى أنه وفق كثيراً في تسمية الديوان (المسافر - نسانا حبيبنا) وهي قصيدته ذائعة الصيت التي غناها الفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي: نسانا حبيبنا المامنظور ينسانا مالو سافر روح ما غشانا حليل الخوه الماقدر عشانا نسانا حبيبنا وعارف ريدنا هيلو عشانو بتمشي قلوبنا مع رحيلو تسافر بينا لي دارو ومقيلو وتقول فارقنا روح يا حليلو وقصائد السفر في الديوان عديدة مثل (انت لمن تقول مسافر) و(قاسي سفرك) وغيرها من الروائع التي جسدت السفر وعذاباته وتجلياته بشعرية مبدعة. الديوان رائع ومكتوب على كل البحور بحر الحب وبحر الوطن وبحر البساطة والجمال وقد استمتعت جداً بقراءة هذا الديوان الشعري الأنيق والتهمته سريعاً كوجبة كاملة الدسم وهذا شعر يكشف عن روح شاعره حسب الباري انسان جميل على طريقته متواضع وزاهد عن الأضواء ، وأتمنى أن يرى هذا الديوان النور لأنه يستحق أن يزين أرفف المكتبات، هذا شعر يداعب العقل والوجدان. من هذا المنبر أوجه دعوة لمؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بضرورة طباعة هذا الديوان الذي أصبح الآن جاهزا للنشر ويحتاج إلى همة أروقة وأمينها العام الفنان خليفة حسن بلة وأرجو من الفضائيات السودانية أن تهتم بأمثال حسب الباري سليمان والمبدعين الحقيقيين وأن تغلق الأبواب على أنصاف المواهب. شكراً الشاعر الكبير حسب الباري سليمان على الثقة الكبيرة واهداء الديوان والسلام والكلام شكراً على اثراء الذاكرة الابداعية بهذا الديوان المشرق... و(عطبراوي وصورة طبق الأصل منك)