تعتبر الشراكات الاقتصادية بين الدول أحد أهم مقومات النهوض بالمجتمعات، إذ تتم عبر تلك الشراكات الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة، ما يمكن من تحقيق الرفاهية، لتختفي قضايا الفقر والعطالة التي تعتبر اخطر مهددات السلام الاجتماعي لاي مجتمع. والسودان الذي يصنفه خبراء الاقتصاد احد اغنى البلدان بالموارد الطبيعية حول العالم، عجز تماماً عن إحالة تلك الموارد إلى أرقام مادية تساهم في النهوض به، كما فشل السودان في كسر جدار العزلة واقناع الدول المتقدمة بعمل شراكات ثنائية تعود للطرفين بالجدوى.. وبالرغم من أن حالة العزلة تبدو اكثر وضوحاً في العقدين الاخيرين، الا ان هنالك محاولات جادة لكسر ذلك الجدار. ويعتبر ملتقى الاستثمار السوداني الهولندي «21 23» بالعاصمة الهولندية لاهاي محاولة جادة لخلق شراكات اقتصادية، خاصة أن الملتقى جاء مركزاً على القطاع الخاص الذي يتميز بسرعة الايقاع نحو تحقيق الاهداف. وجاءت فكرة الملتقى الاستثماري السوداني الهولندي من السفارة السودانية بلاهاي، وتنظمه شركة سوداكسبو للمعارض والمؤتمرات والمجلس الهولندي لتطوير التجارة الخارجية والغرفة التجارية الهولندية، وبرعاية بنك الخرطوم وشركة رام للطاقة. ويهدف الملتقى للتعريف بالموارد الطبيعية وفرص الاستثمار المتاحة بالسودان، ويستهدف القطاع الخاص الهولندي. ويرى صلاح عمر مدير عام شركة سوداكسبو احدى الجهات المنظمة للملتقى، أن قيام الملتقى دليل دامغ على نجاح السفارة السودانية في اختراق طوق العزلة، مما يمكن القطاع الخاص في السودان وهولندا من التقارب وخلق علاقات تمهيداً للدخول في شراكات اقتصادية وإيجاد فرص تمويل لتنفيذ مثل تلك المشروعات، إضافة الى تمكين الجهاز المصرفي السوداني ممثلاً في بنك الخرطوم وبنك السلام والبنك الزراعي، من عقد شراكات مع نظيراتها من المصارف الهولندية. وتقدم خلال الملتقى بعض أوراق العمل من الجانبين، أبرزها ورقة عن فرص الاستثمار في السودان في كافة المجالات، وورقة أخرى تسلط الضوء على الزراعة ومقوماتها المتوفرة بالبلاد، فيما تسط الورقة الثالثة الضوء على مؤسسات القطاع المصرفي السوداني، فيما يقدم الجانب الهولندي أوراقاً مشابهة. ويتيح الملتقى الفرصة للشركات السودانية المشاركة للالتقاء بنظيراتها من الجانب الهولندي، وذلك بهدف إقامة مشروعات مشتركة بين الجانبين، ويستهدف البرنامج عمل لقاء مشترك بين خمس من الشركات الوطنية الكبرى مع نظيراتها الهولندية. والملتقى يتضمن إقامة لقاءات للبنوك والشركات العقارية مع الجالية السودانية بهولندا والدول المجاورة، بهدف تسليط الضوء على الخدمات الاستثمارية والعقارية المتاحة، إضافة لإقامة ليالٍ فنية للجالية تستهدف النشء من أبناء الجالية بموروثهم الثقافي. وبقي أن تشير «الصحافة» إلى أن عضوية الملتقى من الرسميين تتضمن أمين النهضة الزراعية ورئيس لجنة الزراعة بالمجلس الوطني ورئيس اتحاد الرعاة وأمين أمانة الزراع بالمؤتمر الوطني، وستقوم «الصحافة» بعكس فعاليات المؤتمر من العاصمة الهولندية.