يعد المخرج أبو بكر الهادي من افضل المخرجين في مجال الصورة والصوت، واكتسب خبرة كبيرة من العمل في حوش التلفزيون، وتجربة واسعة في مجال اخراج البرامج والسهرات والفترات المفتوحة والمسلسلات الدرامية في حوش الاذاعة، ونال تدريباً متطوراً على يد عدد من رواد الإخراج الذين نهلوا من معين الأوائل، أبرزهم المخرج معتصم فضل مدير حوش الاذاعة والمخرج محمد اسماعيل العمرابي. وتعاون مع عدد من المخرجين منهم صلاح الدين الفاضل وخطاب حسن احمد وصلاح التوم، وعمل في عدد من ولايات السودان، منها اذاعة كسلا واذاعة الابيض وإذاعة كوستي واذاعتا جوبا و واو قبل الانفصال، وكانت الفائدة الكبرى كيفية توصيل الرسالة الإعلامية عبر مختلف قوالب البرامج الاذاعية، ومازال يساهم بقوة وثبات وأفكار متجددة في نجاح البرامج الاذاعية. ومن ابرز البرامج والمسلسلات التي عمل ابو بكر الهادي خلف كواليسها في حوش الاذاعة برامج: صباح الخير يا وطني، مساء الخير يا وطني، جماليات الخيال الشعبي، وسلسلة البرامج الوثائقية وسلسلة الذين نسجوا خيوط الفجر، والسودان بعيون رحال، ومسلسل السلطان عجبنا. وجميعها من تأليف الاستاذ مصعب الصاوي، ومسلسل الحريق وأشياء اخرى، ومسلسل النقش على جدار الماضي والرحيق والصدى، ودرب الهوى ، وإزميل الصمت، واللوحة، وحكاية محمود الناظر. وعن وجه الشبه والاختلاف بين الاخراج الاذاعى والتلفزيوني يكون الشبه في المضمون، والاختلاف في الوسيلة والصورة، والاذاعة بطبيعتها محدودة المعطيات مقارنة بشاشة التلفزيون، وتعمل الإذاعة بدورها على إشراك المستمع وتعتمد بشكل اساسي على صنع الخيال، ولذا يتوجب على المخرج الاذاعي أن يكون دقيقاً في الجرعات لتتناسب مع معطيات الاذاعة، وهي الصوت والموسيقى والمؤثرات الصوتية. وعن المشاركات في حوش التلفزيون قال: عملت بالتلفزيون في عدد من البرامج مديراً للإنتاج ومخرجاً لعدد من المسلسلات التلفزيونية من أبرزها: «المشي فوق سطح الماء» من تأليف عادل ابراهيم محمد خير، ومسلسل «نمر من ورق» من اخراج عبادي محجوب، ومسلسل «تداعيات»، بالإضافة الى عدد من البرامج الوثائقية من بينها «أم ضواً بان»، «المسيد» و«أرض الضفاف». أبو بكر الهادي يرى أن المخرج الاذاعي يعتمد في جذب المستمع على الخيال لمتابعة البرامج الاذاعية، ويعتقد ان اهم شيء في المادة الاذاعية سواء أكانت درامية او برامجية هو محاولة دراسة بيئة المستمع وحالته النفسية، لأنها تسهم في جذب المتلقي طيلة بث المادة الاذاعية، ومن دون هذه المقومات لن يتمكن المخرج من جذب المستمع لزمن طويل في ظل وجود الفضائيات والتنافس الكبير للإذاعات المختلفة، ويتم ذلك رغم صعوبته بالجوء الى اساليب احترافية تجذب الانتباه لساعات طويلة وتحفز المستمع للاهتمام بالمادة المطروحة، خاصة اذا كانت تبث على الهواء مباشرة، مع اهمية التركيز والتمحيص والوصول للمتلقى باختلاف المكان والزمان، ومعرفة اهتمامات المستمع. وأكد تفوق المخرجين الإذاعيين السودانيين، وقال إنهم افضل من آخرين في المنطقة، مشيراً إلى جوائز ذهبية كثيرة تم حصادها في المشاركات الخارجية، وفي اخراج قوالب برامجية مختلفة من «دراما، منوعات، وبرامج الاطفال، والشعارات والترويج»، وقال إن تاريخ الاذاعة له غنائم في هذا الجانب من خلال المنافسات التي شاركوا عبرها. ودافع المخرج ابو بكر الهادي عن المسلسلات الاذاعية، مبيناً انها مستمرة ومتواصلة بنفس القوة في الاداء من قبل نجوم الدراما، مع زيادة في نسبة الاستماع. وقال إن المسلسل الاذاعي له طابعه الخاص، والاذاعة مازالت اداة لتوحيد الوجدان وعكس عادات وتقاليد وتراث كل انحاء السودان، وقادرة على أن تقدم أعمالاً درامية تجد إقبالاً عند الكثيرين، مع اشراك المتلقي خيالاً واستماعاً للدراما الاذاعية، بعكس الدراما المرئية التي تحبس المشاهد امام الشاشة، وقال إن الدراما الاذاعية تعمل على الجانب العاطفي والعقلي، ومن المهم جداً أن يكون المخرج الاذاعي مدركاً لكيفية توظيف هذه العوامل. وأضاف قائلاً: انا تستهويني الدراما الاذاعية اكثر، وأحب دائماً اخراج الدراما الاذاعية، واجد نفسي فيها، واخرجت عدداً من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية خلال السنوات الماضية، واسعى لإخراج المزيد باستخدام التقنيات الحديثة، ورغم وجود بعض الصعوبات المتمثلة في العمل اليومي على الهواء مباشرة، لكن مع الفريق الاذاعى المتكامل تزول هذه الصعوبات، والمخرج الموهوب يستطيع ان يخرج أي شكل من اشكال البرامج في مختلف المجالات، والدراما بما فيها من تعقيدات اذا تجاوزها المخرج يتسنى له ان يتعامل مع اي شكل من اشكال البرامج الاخرى. أبوبكر الهادي كشف عن حبه الكبير لبرامج الاطفال، وقال انه عمل لفترة طويلة في اخراج عدد من برامج الاطفال آخرها «قمر الأطفال» الذي ظل يبث عبر أثير الاذاعة السودانية، ويهتم بتنمية المواهب وتقديم الاشعار والاناشيد واغنيات ودراما الاطفال، رغم أن مخاطبة عقل الاطفال صعبة جداً خاصة عبر الاذاعة التي تعتمد على خيال المتلقي، وقال انه يعتمد في برامج الاطفال الاذاعية على موضوعية المادة المقدمة واشراك الاطفال من خلال استقبال آرائهم ومشاركاتهم حول الموضوعات المطروحة للوصول لصيغة تبادل افكار وتفاهم بين الاطفال وايصال رسالة محددة، وتكون الموضوعية في الطرح هي الاساس.