أحب أعمالي حلم في حلم في الإذاعة، ونمرمن ورق في التلفزيون كرمت وزارة الاعلام الكاتب والمؤلف الدرامي الاستاذ انس عبد المحمود، وقدمَ له الوزير د. كمال عبيد هدية قيمة، قال انها تأتي تعبيرا عن إمتنان الوزارة لما قدمه خلال الثلاثين عاما الماضية من اعمال خلدت في وجدان الشعب السوداني، واسهمت في تكوين وجدانه واتجاهات الرأي، وعملت على غرس القيم السودانية النبيلة. واشاد د. كمال عبيد بتجربة أنس في مجال الدراما الاذاعية، مشيرا الى تميزه عبر سلسلة (حلم في حلم) احد ابرز وانجح الاعمال الدرامية والتي لازالت تقدم عبر الاثير منذ اكثر من ستة عشر عاما، بالاضافة الى العديد من المسلسلات والتمثيليات السودانية. وقال المدير العام للهيئة القومية للإذاعة الاستاذ معتصم فضل الذي شهد التكريم الذى تم بمقر الاذاعة ان تجربة الكاتب انس عبد المحمود في مجال الدراما الاذاعية تجربة متميزة جدا، وقال انه استطاع مناقشة موضوعات وقضايا المجتمع السوداني في قالب درامي جاذب تتوفر فيه عناصر الخيال، واكد ان الإذاعة تهتم بتطوير الدراما السودانية من خلال اتاحة مساحات كبيرة لها في دوراتها البرامجية. عقب التكريم التقت الحيشان التلاتة انس احمد عبد المحمود وخرجت بهذه الحصيلة . حدثنا عن بداياتك عبر اثير الاذاعة السودانية ؟ البداية كانت في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وأنا طالب بالمرحلة الثانوية ، قدمت للإذاعة مسلسل (أقدار) الذي اخرجه الاستاذ معتصم فضل ومن ثم مسلسل (الحب و الحفاوة و الترحاب) الذي كان سببا رئيسا لارتباطي بالاذاعة السودانية ومبادلة الحب بحب أكبر . ماهو سر ارتباطك الوثيق بالاذاعة السودانية طيلة الاعوام الماضية ؟ الاذاعة صارت بيتي وأسرتي وأحبابي وأصدقائي وعالمي الذي اعيش من خلاله ، ومسلسل (أقدار) كان فعلا قدراً جميلا في حياتي حين قدمته عبر اثير الاذاعة السودانية . ابرز الاعمال الدرامية التي قدمتها عبر الاثير ؟ تجاوزت اعمالي التي قدمتها للإذاعة السودانية اكثر من (25) مسلسلا اذاعيا، وعشرات السهرات الدرامية ومئات الاعمال القصيرة ومايقارب ال(800) حلقة من برنامج (حلم في حلم) الذي نال جائزة التميز البرامجي في احتفالات الاذاعة بعيدها السبعين، والتي شرفها السيد نائب رئيس الجمهورية والسيد وزير الاعلام. الى اي مدى استطاع انس عبد المحمود ان يجذب المستمع السوداني اليه من خلال الدراما ؟ بكل تواضع اعتقد ان كثيرا من اعمالي الدرامية لاقت نجاحا وإحتلت مكانا في اذن ووجدان المستمع ومن ابرز الاعمال التي ارتبط بها المستمع سلسلة (أب جاكومة) و(محن عليش) ،(الهاجس) و(نجم الموسم ) و(أمواج الصمت) . أين إبداعاتك عبر شاشة التلفزيون ؟ اول عمل قدمته للتلفزيون في منتصف التسعينيات كان فيلما حمل اسم (ظامئ على الشاطئ) من اخراج صلاح السيد ، وتوالت من بعده الاعمال لتصل الى خمسة افلام وثلاثة مسلسلات وثلاث سلسلات كوميدية هي (مراجيح) ، ( زوايا) ، ومن ابرز تلك الافلام كان (ابواب الريح)،( الاختيار)،( توصيات رجل مهم)،( في انتظار سعد)، ومسلسل ( مهمة خاصة جدا)،(نمر من ورق). واعتقد انه اول مسلسل سوداني انتج منه التلفزيون جزءا ثانيا. ماهي المعوقات التي تعترض مسيرة الدراما السودانية؟ المعوقات التي تعترض طريق الدراما هي عدم توفير المال اللازم لانتاج دراما تلفزيونية مبهرة ومقنعة، و الثقة المتأرجحة في الدراما السودانية وعدم الصبر عليها ، اضف الى ذلك المقارنة المجحفة بينها وبين الدراما العربية ، كل هذه الاسباب و غيرها حالت دون انطلاقة الدراما التلفزيونية و تحقيق غايتها . بالنسبة للدراما الاذاعية لااعتقد انها تعاني من عقبات ومشكلات كبيرة فهي تشهد انتعاشا وتواصلا بين الاجيال وحافظت على القها وتميزها عبر الاثير . اكثر الممثلين من اصحاب الاداء المؤثر و الجاذب عبر الاثير؟ كثير من الممثلين السودانيين لهم حضورهم الطاغي والمؤثر في الدراما الاذاعية بما يملكون من قدرات إبداعية فذة وخبرات تراكمية كبيرة في الوقوف خلف المايكرفون ، وهم سبب رئيسي في استمرار الدراما الاذاعية ونجاحها وتعاملت مع جل الممثلين السودانيين ولكل بصمته في اعماقي . اين انت من الدراما المسرحية ؟ قدمت للمسرح السوداني مسرحية واحدة هي مسرحية (بخيته دوت كوم) من بطولة و اخراج الاخت المبدعة سمية عبد اللطيف ، عرضت بمسرح قاعة الصداقة وعدد من الولايات ،وفرغت اخيرا من كتابة مسرحية جديدة اتمنى ان تكون اضافة للمسرح السوداني. ماهي الاعمال الدرامية التي تعدها لشهر رمضان هذا العام؟ اعكف هذه الايام على كتابة مسلسل كوميدي من ثلاثين حلقة أسكب فيها كل خبراتي وتجاربي في مجال كتابة الدراما الاذاعية، وسأقدمه لادارة الدراما عما قريب وهي التي تقرر ما اذا كان سيعرض في رمضان. ابرز المخرجين الذين تعاملت معهم ؟ تعاملت مع عدد كبير من المخرجين في الاذاعة والتلفزيون والمسرح، وقد اضافوا الكثير لتجربتي الدرامية ، ولكن يظل معتصم فضل وطارق البحر ومحمد بشير دفع الله و عبادي محجوب هم اكثر المخرجين الذين تعاملت معهم . ماهو سر استمرار برنامج (حلم في حلم) الدرامي لاكثر من ستة عشر عاما عبر الاثير؟ (حلم في حلم) برنامج قريب الى نفسي جدا .. والحياة حلم مستمرة ودراما حلم في حلم لم يعد حلم انس عبد المحمود وحده ، بل صار حلم كل من يقف خلف هذا البرنامج ويقدمونه بحب و استمتاع وهم (محمد بشير دفع الله ، حميدة ابراهيم يوسف ، عبد الرحمن الشبلي ، سمية عبد اللطيف ، موسى الامير ، سامية عبد الله ، عبد الرافع حسن بخيت ، ومجدي مصطفى) . ماهو الاثر الذي تركه بداخلك تكريم السيد وزير الاعلام د. كمال عبيد؟ كانت لحظة تاريخية في حياتي وتركت أثراً عميقا في نفسي ، واقول شكرا للسيد الوزير د. كمال عبيد، واتمنى ان يظل دوما محفزا للمبدعين السودانيين .