توقع مراقبون للعملية السلمية في دارفور انضمام حركات دافورية مسلحة جديدة الي وثيقة الدوحة لسلام دارفور وذلك في شكل مجموعات منسلخة من الحركات الدارفورية الرئيسية، ذلك حال ابداء الحكومة استعدادها لتنفيذ وثيقة الدوحة بشكل جيد مع حركة التحرير والعدالة الموقعة علي الوثيقة. الا انهم قد استبعدوا انضمام الحركات المسلحة الثلاث الرئيسية في الاقليم مثل حركة العدل والمساواة وحركتي تحرير السودان جناحي عبد الوحد محمد نور ومني اركو مناوي، عازين الامر لارتباط الحركات الثلاث بتحالف الجبهة الثورية السودانية. يأتي هذا فيما يعتبر خبراء وناشطون ان اتفاقية الدوحة يمكن ان تمثل اطارا لعملية السلام في دارفور وابوابا يمكن ان تستوعب كثيرا من الحركات المسلحة ، شريطة ان تعيد الحركات قراءة تجربتها بشكل جيد وتصحح اخطاءها وان تضع المصلحة الوطنية الكلية نصب اعينها. وقال نائب رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة والنائب البرلماني بدارفور الدكتور عمر ادم رحمة ل«الصحافة» ان ابواب التفاوض والحوار مع الحركات الدارفورية الرافضة لوثيقة الدوحة مازالت مفتوحة اذا مارغبت تلك الحركات في الانضمام الي وثيقة الدوحة ، مؤكدا ان الحكومة السودانية علي اتم الاستعداد للتحاور والتفاوض في اية جزئية وردت في الوثيقة من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في دارفور، واوضح عمر ان شركاءهم في حركة التحرير والعدالة لم يغلقوا الباب ايضا في وجه اخوانهم الذين لم ينضموا الي عملية السلام ، مشيرا الى ان الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور لم يبخل على الاخرين بمخرجات الوثيقة، مبينا ان السيسي احتفظ لحركة العدل والمساواة السودانية التي فاوضتها الحكومة في الدوحة بكل نصيبها في السلطة التنفيذية المركزية والاقليمية والولائية ، مؤكدا ان نصيب المساواة من المواقع مايزال شاغرا اذا ما اقتنعت بعملية السلام وانحازت اليه. واشار نائب رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة الى ان المناصب ليست حكرا علي احد ولا على حركة العدل والمساواة لوحدها ، وقال ان المواقع متاحة الي كل من حركتي عبد الواحد محمد نور وحركة مني اذا رغب قادتها الدخول في العملية السلمية علي اساس وثيقة الدوحة ، مبينا ان وثيقة الدوحة لسلام دارفور وثيقة اطارية وتصلح لان تكون شامله لكل حقوق اهل دارفور التي ظلوا يطالبون بها والمتمثلة في المشاركة في السلطة ، لافتا الى ان الوثيقة اتاحت لابناء دارفور المشاركة في السلطة بشكل معتبر في كثير من اجهزة الحكم المركزية، فضلا عن السلطة الاقليمية بكل ما تمثله وولايات الاقليم الخمس. و دعا الدكتور عمر ادم رحمة الحركات المسلحة في دارفور الى الانضمام الي وثيقة الدوحة لتخفيف المعاناة عن اهلهم النازحين واللاجئين حتي يعودوا الي مناطقهم ويباشروا حياتهم بشكل جديد، كما طالب رحمة اهل دارفور ان يدعوا ابناءهم في الحركات الي الانضمام الي وثيقة الدوحة والعمل علي تنفيذها في ارض الواقع ، مشددا على ان الوثيقة تحتوى على خير كثير للاقليم واهله، وان تنفيذها على ارض الواقع سيعالج كل المشكلات في دارفور. غير ان الخبير المتخصص في فض النزاعات الدكتور الامين محمود محمد استبعد في حديثه مع «الصحافة » انضمام اي من الحركات الرئيسية مثل حركة العدل والمساواة وحركتي تحرير السودان جناحي عبدالواحد محمد نور ومني اركو مناوى الي وثيقة الدوحة في هذا التوقيت، وذلك لتجاوز قادتها الوثيقة وارتباطهم بتحالف «الجبهة الثورية»، الا ان الخبير في فض النزاعات توقع انضمام مجموعات صغيرة تنتمى لجماعات سئمت من طول العمل المسلح في دارفور، واوضح امين ان المؤشرات تؤكد ان الحركات الدارفورية الثلاث ترغب في ان تمضي في التصعيد والابتعاد عن خيارات التفاوض وهو ما تدلل عليه الاحداث الاخيرة في ام دافوق وغيرها من مناطق الاقليم. ومن جهة اخرى رأى امين ان مؤشرات تنفيذ وثيقة الدوحة تبدو غير مشجعة حتى اللحظة بالنسبة الي اهل دارفور ، مشيرا الي ان الوثيقة مر على توقيعها اكثر من احد عشر شهرا ولم تر النور لجهة التطبيق حتى الان ، مبينا ان عدم تنفيذ الدوحة بحسب الجداول المقررة طوال الفترة الماضية قد جعل اليوم اشبه بالبارحة ، لانه اعاد الى اذهان اهل الاقليم عثرات اتفاقية ابوجا وجعلهم يرون في الدوحة تكرارا لسيناريو ابوجا الفاشل. وقال الخبير في فض النزاعات ان الفرصة لازالت متاحة لانقاذ الاتفاق واعادة ثقة اهل الاقليم في الوثيقة عبر اسراع الحكومة في عملية التنفيذ مع التحرير والعدالة، وفتح ابواب التفاوض مع بقية الحركات التي تحمل السلاح، مع الاستعداد لتقديم تنازلات واضحة تقنع الاخرين بالانضمام الي العملية السلمية ،معتبرا ان الحوار مع بقية الحركات هو الوسيلة الفضلى لتجنيب البلاد اراقة مزيد من الدماء،كما دعا الخبير كل قادة الحركات المسلحة الرئيسة الى الجنوح للسلام اذا قبلت الحكومة بالتفاوض حتي ولو كان ذلك خارج الوثيقة. فيما اكد مصدر بحركة التحرير والعدالة ،رفض اعلان هويته، بان الحركة تجري الان عمليات تفاوض مع بعض الحركات الدارفورية بغية انضمامها الى وثيقة الدوحة، واشار المصدر الي ان عملية التفاوض مع الحركات قد قطعت شوطا كبيرا وقال ان التوقيع على الاتفاق الذي يتم بموجبه انضمامها الى وثيقة الدوحة سيكون في القريب العاجل بحضور دولي واشراف الوساطة القطرية. واوضح المصدر بان كلا من التحرير والعدالة و الحكومة السودانية حرصتا في الفترة الماضية على عدم الاعلان عن هذه المفاوضات خشية من محاولات افشالها، مؤكدا على ان الحركات التي تتم مفاوضتها مؤثرة وفاعلة في الميدان بالاقليم.