كثر الحديث مؤخرا عن ولاية النهود كواحدة من الولايات الوليدة التى تعد مطلبا شرعيا، بحسب متحدثين، لسكان المحليات الشمالية الغربية لشمال كردفان فى وقت مازال فيه المركز حائرا في اتخاذ اى خطوات فعلية لانفاذ التوصيات التى خرجت بها لجنة حاتم الوسيلة التى اجتمعت في جلسة مع الهيئة البرلمانية لنواب كردفان امس واستمعت منهم لآراء لا تختلف عن تلك الآراء التى توصلت لها اللجنة عندما قامت باجراء بحوثها الميدانية بشأن قيام الولاية من عدمها . وعلى ما يبدو ، برغم سرية جلسة الامس بين اللجنة التى يترأسها حاتم الوسيلة والنواب، فإن مطلب ولاية النهود بات امرا يمكن حدوثه سيما فى ظل مواقف متشددة التمستها الصحافة امس من النواب لدى استكشافها لما دار خلال تلك الجلسة السرية والتى تفننت الاجهزة الامنية في منع الصحافيين من حضورها. و ألمح اكثر من نائب الى انه بات فى حكم المؤكد بزوغ فجر ولاية النهود والتى تعد احدى الولايات المهمة وان اعلانها يعنى مصداقية المركز ومدى احترامه لما تأتى به لجانه التى دوما ما تكلف للبحث فى الامور التى تعنى قطاعات كبيرة كسكان المحليات الست (الخوى ، النهود ، غبيش ، ودبندة ، الاضية ، وابوزبد ) من نتائج فى وقت علت فيه نبرات المطالبة بضرورة ان يريح المركز نفسه ويعطى المنطقة فرصة ان تحكم نفسها وتستفيد من مواردها فى بناء ولاية تتسلح بالعزيمة والاصرار وان تكون الولاية الجديدة بحسب بعض النواب نواة لبناء سودان يقوم على التعدد والعدالة وحكم القانون . وبالعودة لاجتماع الامس بين لجنة حاتم الوسيلة والهيئة البرلمانية لنواب شمال كردفان نلحظ فى حديث النواب الاجماع الكبير على ضرورة قيام ولاية النهود وعاصمتها النهود كمطلب عادل اشار لشرعيته نائب دائرة الخوى بالمجلس الوطنى ابراهيم تمساح الذى قطع بالقول انه لا عودة لغرب كردفان وعاصمتها الفولة ولا بقاء لهم فى شمال كردفان وانهم لابد ان يمنحوا ولاية اسوة بالكثير من المناطق الاخرى التى منحت ولايات دون عناء وكثير بحث على حد تعبيره . وفى حديث مشحون بالحدة شدد تمساح على ضرورة العمل بالتوصيات التى اتت بها لجنة حاتم الوسيلة من هناك وتعرفت من خلالها على الرغبة الكبيرة للمواطنين فى ضرورة ان تكون للمحليات الغربية الست فرصة ان تكون ولاية قائمة بذاتها واضاف انهم كنواب يحملون تطلعات واشواق جماهيرهم وانهم لن يرضوا بغير الولاية فى وقت حذر فيه من مغبة تناسى المطلب باعتباره مطلبا شرعيا وعادلا وان اى تجاوز لتنفيذه يعنى ان هنالك الكثير من الامور ستختلط . ومن جهته اكد النائب ابراهيم القدال انه لابد من كسر معاناة ولاية شمال كردفان مع التنمية عن طريق تقليص المساحة وتخفيف حدة الانفجار السكانى مشيرا الى ان شمال كردفان بصورتها الحالية تعد من اكبر ولايات السودان من حيث المساحة والتعداد السكانى داعيا المركز الى ضرورة العمل على ان تكون هنالك ولايتين حتى لا يضار كل طرف وامتدح بشدة مقترح ولاية النهود،وقال ان فى هذا اخراج كامل لشمال كردفان من ازمات التنمية من مياه وصحة وتعليم مشيراً الى ان قيام ولاية النهود من شانه ان يسهم فى تحويل موارد المنطقة الى بنيات تحتية كبيرة مطالبا بضرورة ان تكون هنالك ارادة سياسية فاعلة لتنفيذ مخرجات لجنة حاتم الوسيلة التى استمعوا لها كنواب فى جلسة الامس . ومن الملاحظ اجماع نواب شمال كردفان حتى على مستوى المحليات الاخرى على ضرورة قيام الولاية وكأنما فى تنفيذ المطلب خارطة جديدة تسهم فى صياغة وضعية تختلف عن الوضعية الراهنة . ومن الدائرة 104 القومية غبيش يشير النائب البرلمانى آدم لبن الى ان واقع وجود موارد طبيعية بالمنطقة ابرزها الصمغ العربى والفول السودانى ومحصولات كثيرة وصفها بالاقتصادية الهامة الى جانب كثرة الضان الحمرى المتميز وظهور عينات للبترول، يفرض حتمية وطبيعية اقامة ولاية بالمنطقة مشيرا الى انها سوف تسهم وبصورة كبيرة فى خدمة المواطن وتحقيق تطلعاته فى وقت قال فيه انهم سئموا التجوال ما بين الابيض والفولة، وذلك فى اشارة منه الى ضرورة ان تصبح النهود عاصمة لولاية تشكل ترابطاً اجتماعياً متميزاً يكون مبنيا على الكثير من القيم والمفاهيم التى لا تخرج عن جلباب القومية السودانية . على كل بات حلم ولاية النهود يشهد مراحل تطور تشير الى امكانية حدوثه فى اقرب وقت ممكن سيما فى وجود جهود متواصلة لقياديى ودستوريى المنطقة الذين دخلوا فى جلسة استماع مع لجنة حاتم الوسيلة طبعتها السرية لحساسية الموضوع وفقا لبعض التأكيدات الا ان المصادر اشارت الى ان الاجتماع اتسم بالشفافية والوضوح وبين ان مجتمع المنطقة بكل مكوناته على قلب رجل واحد فى ضرورة قيام هذه الولاية حتى وان كانت هنالك ولاية اخرى تحمل اسم غرب كردفان، مما يعنى ان المركز وفقا لمراقبين سيكون امام خيار واحد لا ثان له ويتمثل هذا الخيار فى ضرورة قيام الولاية انطلاقا من مبدأ تقصير الظل الادارى، وقد اشار الشرتاى على احمد عبيد الله انهم كنواب مع تطلعات جماهيرهم طالما انهم يرون حتمية وجود ولاية تضم المحليات الستة دون العودة الى غرب كردفان بوضعيتها السابقة . ولم يختلف عبيد الله عن سابقيه من النواب الذين اتفقوا على هدف واحد حذروا من مغبة تجاهله . الا ان حديث رئيس المجلس التشريعى السابق لغرب كردفان سالم الصافى حجير يشي بأن هنالك ثمة تباين ما في الامر، وهذا رغم ان الرجل اشار انهم لن يكونوا ضمن منظومة شمال كردفان هذه المرة مما يعنى ان كل سكان المحليات الست ونوابها ومعهم بقية نواب شمال كردفان مع خيار ولاية النهود، وهذا ما تؤكد عليه مطالبة النائب محمد صالح محمد صالح من دوائر الابيض بضرورة الالتفات لمطالب اهل المنطقة طالما يحلمون بولاية كبقية اجزاء السودان، قال محمد صالح ان ما تتمتع به المنطقة من مكونات بشرية ومادية يبدد اية مخاوف بشأن المآلات التى من الممكن ان تؤول لها الولاية حال قيامها . اذن حلم اهالى تلك المناطق موجود الآن على طاولة المركز الذى يعلم ان اى تجاهل للامر، بعد ان ارتقت التوقعات، ربما يقود لما لا يحمد عقباه، والشاهد ان ولاية شمال كردفان اضحت نقطة لم يعد بوسع المحليات الست التواجد ضمن منظومتها، ناهيك عن العودة الى غرب كردفان وعاصمتها الفولة، وبالعودة لحديث سابق لامير امارة الحمر تتضح الرؤية اكثر، فقد قال لنا الامير (شمال كردفان مانا دايرنها وغرب كردفان لن نعود لها)، وهذا يدلل وفقا لمراقبين ان قيام ولاية النهود بات امرا ضروريا يصعب على المركز تجاوزه .